حذّر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان الإثنين من أن معظم مستشفيات بيروت امتلأت بمرضى فيروس كورونا المستجد الذي ارتفعت الإصابات به بشكل قياسي بعد انفجار المرفأ قبل نحو أسبوعين.

وقال حسن في مؤتمر صحافي "أعتقد أن القدرة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية والخاصة في العاصمة خصوصاً باتت في مكان صعب" من حيث "استقبال حالات مصابة بالكورونا إن كان من ناحية أسِرّة العناية الفائقة أو أجهزة التنفس أو المرضى".

وحذر من أنه "وصلنا إلى شفير الهاوية"، مشيراً إلى توصيته بإقفال البلاد لمدة أسبوعين كاملين، مع الحفاظ على خصوصية المناطق المتضررة جراء انفجار مرفأ بيروت حيث تنشط منظمات الإغاثة.

ولفت إلى أن هناك إصابات تعاني من عوارض في أكثر من منطقة، إلا أنه لم يتأمن لها أسرة حتى الآن".

وتعتزم وزارة الصحة اللبنانية على ضوء ارتفاع إصابات فيروس كورونا فرض عزل عام لمدة أسبوعين للحد من انتشار الوباء، في وقت ازدادت فيه الضغوط على المستشفيات مؤخرا بسبب انفجار بيروت الذي تسبب قبل عشرة أيام في مقتل أكثر من 170 شخصا وإصابة الآلاف، فيما تضررت بعض المرافق الصحية القريبة من محيط الحادث المروع.

وقال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان الاثنين إنه "يجب فرض إجراءات العزل العام لمدة أسبوعين بعد ارتفاع حاد في الإصابات بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد".

وأضاف الوزير حمد حسن لإذاعة صوت لبنان "اليوم نعلن حالة النفير العام ونحتاج إلى قرار شجاع بالإقفال مدة أسبوعين".

ومن المرجح أن تعمق قيود الإغلاق الانهيار الاقتصادي في لبنان، فيما يعاني اللبنانيون أسوأ فترات حياتهم بسبب تراكم الأزمات المتناثرة.

وسجل لبنان الأحد 439 إصابة جديدة بفيروس كورونا في قفزة قياسية، فيما توفي 6 أشخاص بالوباء، لترتفع بذلك حصيلة الإصابات إلى نحو 9 آلاف مصاب، بينما بلغ عدد الوفيات حتى الآن 103 وفاة.

وأعلنت السلطات اللبنانية نهاية الشهر الماضي اغلاقاً مؤقتاً على مرحلتين بعد ارتفاع عداد الإصابات، وتم الغاء القرار مع الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب.

وضاعف الانفجار وعدد الضحايا الكبير الذي خلفه، من الضغوط على المستشفيات والطواقم الطبية المنهكة أساساً جراء الأزمة الاقتصادية في البلاد وتفشي الفيروس. وبات مستشفيان أحدهما يضم قسماً خاصاً بمصابي كورونا خارج الخدمة إثر الانفجار. وتم اجلاء المصابين منه.

وتمت في البداية السيطرة على الوباء لكن عدد الحالات ارتفع بعد إعادة فتح مطار بيروت الدولي في الأول من تموز/يوليو والرفع التدريجي لتدابير العزل.

كأنه لا ينقص لبنان المأزوم اقتصاديا العودة إلى الإغلاق بسبب كورونا
كأنه لا ينقص لبنان المأزوم اقتصاديا العودة إلى الإغلاق بسبب كورونا

وفي سياق متصل توفي أربعة لاجئين فلسطينيين بكورونا في الساعات الـ24 الماضية في لبنان الذي يشهد انتشارا كبيرا للوباء، كما أفادت الأحد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، داعية إلى التزام التدابير الصحية في المخيمات.

وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للوفيات في أوساط اللاجئين الفلسطينيين الى ثمان منذ بداية أزمة كورونا في لبنان نهاية فبراير/شباط كما قالت اونروا في بيان.

وأضاف البيان "إن لم يتم التزام الوقاية ستخرج الأمور عن السيطرة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان"، معربة عن القلق من تفشي الفيروس على نطاق واسع في المخيمات المكتظة.

كما يعتزم الأردن عزل مدينة قرب الحدود مع سوريا اعتبارا من الاثنين بعد أكبر زيادة يومية في حالات الإصابة بكوفيد-19 في أربعة أشهر يعزوها المسؤولون لحالات جاءت بالأساس من الأراضي السورية.

وقالت وزارة الصحة إن "نصف عدد الحالات المسجلة في الأربع والعشرين ساعة الماضية، والتي بلغت 39 حالة، كانت بمدينة الرمثا قرب الحدود السورية".

وسيتم عزل الرمثا اعتبارا من الاثنين إذ ستعيد السلطات فرض قيود على التنقلات في أول إجراء من نوعه في إحدى مناطق البلاد منذ خففت السلطات إجراءات العزل العام على مستوى البلاد في يونيو حزيران.

وسجل الأردن حتى الآن 1378 حالة إصابة بالمرض و11 وفاة مما يجعله من أقل الدول التي تشهد تفشيا للمرض في المنطقة.

ويوم الأربعاء، دفع انتشار حالات إصابة بسبب قادمين من سوريا المملكة إلى فرض إغلاق لمدة أسبوع على معبر جابر الحدودي الرئيسي وهو شريان تجاري للسلع التي تأتي من سوريا ولبنان إلى دول الخليج العربي والعراق.

وحذر مسؤولون من منظمات غربية غير حكومية ومنظمة الصحة العالمية من أن سوريا تشهد زيادة مقلقة في إصابات فيروس كورونا المستجد في الأسبوعين الماضيين.

واعترفت حكومة دمشق بزيادة عدد الحالات اليومية وتسجيل 84 حالة الأحد. إلا أن مصادر طبية وشهودا يقولون إن الأعداد أكبر بكثير لكن لا يتم الإبلاغ عنها في البلد الذي مزقته الحرب ولا تُجرى فيه فحوص على نطاق واسع خاصة مع تردي الخدمات الصحية.

وقال مسؤولون إن سائقي الشاحنات والأفراد الذين يدخلون المملكة من معبر جابر الحدودي مع سوريا يتسببون في تفشي فيروس كورونا.

واجمالاً تجاوز عدد مصابي كورونا في العالم حتى مساء الأحد، 21 مليونا و778 ألفا، توفي منهم ما يزيد على 771 ألفا، وتعافى أكثر من 14 مليونا و523 ألفا، بحسب موقع "worldometer" ? المتخصص في رصد إحصاءات الفيروس، فيما يواصل الوباء انتشاره، ومن المتوقع أن يشهد العالم موجة ثانية من الفيروس.