يسعى الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة إلى الحصول على الدعم المالي والأسلحة من المجتمع الدولي غداة اعتراف خليجي وعربي به. وأكد رئيس الائتلاف الجديد حصوله على ضمانات من دول أوروبية من أجل تسليح مقاتلي المعارضة يتطلع الائتلاف السوري المعارض الجديد للحصول على الاعتراف والدعم المالي وحتى الاسلحة من المجتمع الدولي، الا أنه يتعين عليه بحسب المحللين أن يثبت قدرته على السيطرة على الارض من اجل تسريع اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد وكشف رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب الذي حضر اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب أمس عن حصول الائتلاف على "ضمانات من دول خليجية وأوروبية" من أجل تسليح مقاتلي المعارضة الذين يسعون لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت قناة "سكاي نيوز عربية" عن الخطيب قوله أمس: "حصلنا على ضمانات من بعض الدول الخليجية والأوروبية، لكن الأمور تحتاج إلى بعض الإجراءات القانونية".

 

واعترفت الجامعة العربية الاثنين بالائتلاف الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري والمحاور الاساسي مع الجامعة العربية. و كانت دول مجلس التعاون الخليجي أول من اعترف بالائتلاف الوطني السوري "الممثل الشرعي للشعب السوري" في وقت مبكر الاثنين ودعا بيان مجلس وزراء الخارجية العرب تيارات المعارضة الى الانضمام الى الائتلاف الوطني حتى يكون جامعًا لكل اطياف الشعب السوري دون استثناء، وحث المنظمات الاقليمية والدولية على الاعتراف به ممثلاً شرعيًا لتطلعات الشعب السوري وقال مدير معهد بروكينغز في الدوحة سلمان شيخ إن "وحدة المعارضة تشكل بكل تأكيد خطوة مهمة... واذا اثبتت هذه الهيئة الجديدة مصداقيتها، ستقصر بالطبع من عمر النظام".

 

ورحبت الولايات المتحدة باتفاق توحيد المعارضة بعد أن انتقدت بشدة تشرذم المعارضات السورية وعجز المجلس الوطني السوري الذي كان يعد الكيان المعارض الرئيسي، عن تمثيل سائر اطياف المعارضة ورحبت فرنسا ايضًا بقيام الائتلاف وقالت إنها تتعهد بالعمل على الحصول على اعتراف دولي بهذا الكيان "كممثل شرعي لطموحات الشعب السوري"، فيما قالت بريطانيا إنها ترى في الائتلاف جسمًا قادرًا على ادارة المرحلة الانتقالية الا أن مكونات الائتلاف المعارض تطمح الى اكثر من ذلك. وقال احمد معاذ الخطيب، وهو داعية معتدل، إن المعارضة بتوحدها قامت "بخطوة الى الامام وبات يتعين الآن على المجتمع الدولي أن يفي بتعهداته".

 

من جهته، قال نائب رئيس الائتلاف رياض سيف الذي قاد مبادرة توحيد المعارضة، إن هذه الاخيرة حصلت على وعود بالحصول على دعم مادي مشيرًا الى انه يتوقع "تحرير شمال سوريا في الاسابيع القليلة المقبلة" وكان المجلس الوطني السوري يعاني من نقص حاد في التمويل، وهو انضم بتردد الى الائتلاف المعارض الجديد بعد أن خسر ثقة واشنطن. واشتكى المجلس الوطني من تجفيف مصادر تمويله في الاشهر الاخيرة وقال رئيس المكتب المالي للمجلس الوطني السوري سمير نشار "منذ منتصف شهر اذار (مارس) الماضي لم نتحصل الا على 40 مليون دولار بعد أن وعدونا في البداية بـ150 مليون دولار شهريًا".

 

واضاف نشار "في منتصف اذار (مارس) وصلنا مبلغ خمسة ملايين دولار من دولة الامارات العربية المتحدة، ثم 15 مليون دولار على ثلاث دفعات من دولة قطر، واخيرًا 20 مليونًا و400 الف دولار من ليبيا بتاريخ 23 اب (اغسطس) الماضي" وحتى ولو لم تحصل المعارضة السورية على الاسلحة بشكل مباشر، بامكانها شراء الاسلحة اذا ما حصلت على اعتراف دولي، بحسب ما قال لقناة الجزيرة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية الذي رعى اتفاق المعارضة في الدوحة. وقال العطية "عندما يحصلون على شرعية دولية، يمكنهم ابرام العقود التي يريدونها للحصول على الاسلحة" من جانبها، قالت ريم علاف المحللة في معهد شاتهام هاوس اللندني إن "الائتلاف يطلب من المجتمع الدولي مساعدة السوريين على القتال والدفاع عن انفسهم، خصوصًا أن النظام يستمر بالحصول على السلاح من حلفائه، وهو لا يطلب تدخلاً خارجيًا كما حصل في ليبيا".

 

واعربت علاف عن ثقتها بأن الائتلاف سينجح في توحيد المجالس العسكرية ومجموعات المسلحين المعارضين في سوريا تحت لوائه، كما سينجح على حد قولها في "تهميش العناصر الجهادية التي تم تضخيم حجمها". الا انها قالت إنه "طالما يحتفظ النظام بتفوق جوي، فإن شيئًا لن يتغيّر" من جهته، ابدى المحلل في مركز كارنيغي في بيروت يزيد الصايغ المزيد من التحفظ وقال إن "احد اكبر التحديات التي يواجهها الائتلاف الجديد هو فرض سلطته على المروحة الواسعة من المجموعات المسلحة التي تقاتل النظام والتي لا يسيطر عليها" واعتبر أن الائتلاف "يأمل بأن ينجح في تحقيق ذلك عبر فرض نفسه كممر وحيد للمساعدات المالية وعبر الحصول على اسلحة محمولة متطورة مضادة للطيران (مثل قاذفات ستينغر) ومضادة للدروع". الا أنه توقع بأن تكون الدول الغربية مترددة في تقديم هذه الاسلحة "قبل أن يثبت الائتلاف بأنه قادر على تشكيل قيادة موحدة وفاعلة" ويشكل هذا الهدف تحديًا هائلاً بحسب سلمان شيخ الذي يشير الى وجود عوائق في صلب تكوين هذا الائتلاف، خصوصًا الحجم المعطى للمجلس الوطني السوري والمجموعات الكردية التي خصص لها منصب النائب الثالث لرئيس الائتلاف وما زالت تتحفظ على الانضمام.