أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد مصطفى الخلفي٬ أن المقترح المغربي حول مشروع الحكم الذاتي في الاقاليم الجنوبية ٬ لقي تقديرا من طرف الإدارة الأمريكية ٬ باعتباره حلا جادا وذا مصداقية لقضية الصحراء المغربية وأوضح الخلفي الذي استضافته قناة " بي بي سي" الناطقة بالعربية ٬ زوال اليوم الأربعاء ٬ أن المقترح المغربي حظي بهذا التقدير سواء في عهد إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش ٬ أو في عهد ادارة الرئيس أوباما على لسان وزيرة الخارجية الامريكية الحالية هيلارى كلينتون٬ لتوفره على مقومات تجعل منه إطارا صالحا لإيجاد الحل المطلوب لهذا النزاع المصطنع .

كما اعتبر أن الملف المرتبط بقضية المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس قد تم تجاوزه ٬ بعد المكالمة الهاتفية التي جرت بين جلالة الملك محمد السادس والأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون ٬ والتي تم التأكيد خلالها على المحددات التي تحكم عمل الأمم المتحدة من اجل ايجاد تسوية لنزاع الصحراء المغربية تقوم على حل سياسي دائم ومتوافق عليه٬ مشددا على أن هذا الموقف هو الذي يجب ان يؤطر عمل مجموع المتدخلين في هذا النزاع المفتعل والمزمن وفي معرض تطرقه للعلاقات الوطيدة بين المغرب والولايات المتحدة الامريكية٬ ذكر السيد الخلفي بأنه تم ٬قبل الانتخابات الأمريكية الأخيرة في منتصف شتنبر الماضي التوقيع على مذكرة تفاهم تؤطر الحوار الاستراتيجي بين البلدين٬ والذي يعكس الإرادة الملكية والمشتركة للارتقاء في العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية .

وأوضح في هذا السياق أن البلدين يتوفران على إطار مؤسساتي متين يتيح معالجة القضايا الثنائية أو الدولية التي ترتبط بمصالح البلدين ٬ معربا عن أمله أن ترتقي العلاقات بين البلدين ٬ ليس فقط على مستوى تسوية قضية الصحراء المغربية٬ بل ايضا على المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية ٬ مذكرا بأوجه التعاون بين البلدين كبرنامج تحدي الألفية الذي استفاد منه المغرب قبل سنوات بغلاف 700 مليون دولار خلال خمس سنوات كما ذكر بالحوار الاستراتيجي الذي نظم على مستوى عال في منتصف شتنبر الماضي ٬ برئاسة وزيري خارجية البلدين٬ و الذي أسفر عن صدور مذكرة تفاهم ٬ وتم من خلال هذا الحوار الاستراتيجي التأكيد على أن قضية الصحراء المغربية ينبغي أن تسوى في إطار الحل السياسي والإشادة بمقترح الحكم الذاتي ٬ وكذا على تطوير اسس معالجة العديد من القضايا المشتركة٬ والتي تعكس العلاقات المتقدمة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية ٬ مؤكدا في هذا السياق على الموقف الامريكي الداعم لتسريع البناء المغاربي.

وبخصوص الأوضاع في الشرق الأوسط ٬ أعرب السيد الخلفي عن رفض المغرب لسياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتهويد مدينة القدس٬ وعدم قبوله بسياسة الأمر الواقع٬ وأشار في هذا الصدد إلى أن المغرب يرأس لجنة القدس وعضو غير دائم في مجلس الأمن ٬ مما مكنه من تعزيز انخراطه في الجهود المبذولة في معالجة العديد من القضايا المطروحة على المنتظم الدولي ٬خاصة منها القضية الفلسطينية و القضية السورية
وأضاف أنه من هذا الموقع يتحمل المغرب مسؤوليته ٬ دفاعا عن المبادرات العربية التي يتم بلورتها في إطار تشاوري ومشترك ٬ على المستوى العربي٬ وختم بالتأكيد على أن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية يضع اسس تعميق التنسيق والتشاور بين البلدين سواء تعلق الأمر بالمستوى المغاربي أو الافريقي أو العربي أو الإسلامي.