اعتبر الجنرال كارتر هام، القائد الأعلى للقوات الأمريكية في"أفريكوم"، المغرب شريكاً هاماً للولايات المتحدة، نافياً وجود أي قاعدة عسكرية أمريكية فوق التراب المغربي، واستعبد المسؤول العسكري الأمريكي في حوار له مع مجلة "ماروك إيبدو" قيام بلاده بتدخل عسكري في مالي لأجل وضع حد لحالة اللأمن السائدة في منطقة الساحل، داعياً دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا إلى التحرك في سبيل حل الأزمة، وأضاف هاك كارتر أن الولايات المتحدة تعول على المغرب في مجال محاربة الإرهاب.

 

أفصحتم خلال زيارتكم الأخيرة للمغرب، عن اعتزام الولايات المتحدة تقوية تعاونها العسكري مع المغرب، هلا حدثتمونا عن الأمر؟

 

يمثل المغرب شريكاً هاماً بالنسبة إلينا، فضلاً عن كونه حليفاً رئيساً خارج حلف شمال الأطلسي، وقد أجرت الولايات المتحدة الأمريكية مع المغرب مناورات يذكر منها "الأسد الإفريقي"، التي تنضافُ إلى مشاركة المغرب في مناورات جهوية بتأطير من الولايات المتحدة كالتمارين البحرية "فينيكس إكسبريس" و"جنوب الصحراء إكسبريس"، بينما يقوم البلدان كل عام بحوالي ثلاثين نشاطاً عسكريا ثنائياً.

 

هل هناك قواعدٌ عسكرية أمريكية في المغرب؟

 

ليست هناك قواعدٌ عسكرية أمريكية في المغرب ولا توجدٌ أي نيةٌ لإحداثها. ولا تتوفر الولايات المتحدة الأمريكيةُ إلا على قاعدة عسكرية وحيدة في القارة السمراء؛ وهي قاعدة ليمونير بجيوبتي فيما يتواجدُ حالياً نحو 5000 فرد من قوات الجيش الأمريكي بإفريقيا، يعمل معظمهم بقاعدة ليمونير في الأثناء التي يتواجدُ البعض منهم فيها بشكل مؤقت لأيام أو لأسابيع.

 

ما هي المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للمغرب؟

 

حصل المغرب على 24 طائرة متقدمة من طراز إف 16 في إطار برنامج FMS (المبيعات العسكرية الخارجية)، ويجري تسليمها في الوقت الراهن من قبل الولايات المتحدة. كما أن المغرب يتلقى تمويلات مهمة لتغطية تكاليف برنامج IMET (برنامج الولايات المتحدة للتعليم والتدريب العسكري) الذي يستفيد ضمنه عسكريون مغاربة (ضباط وضباط صف) من تكوين بالولايات المتحدة، وفي مناطق أخرى.

 

كيف تجدون علاقتكم العسكرية مع المغرب؟

 

لا أجد خيراً من كلمة "شراكة" لوصف علاقتنا العسكرية بالمغرب. وهي علاقة تعود بالفائدة على كلا البلدين. فيما تتركز بعض جوانب العلاقة حول التجهيز العسكري، مثل صفقة طائرات الإف 16. والأهم في كل ذلك هي العلاقات الشخصية، إذ إن لدينا فريقاً هاماً من العسكريين، يعملُ على تسهيل العلاقات العسكرية بين البلدين. ويسافر في كل عام، عدد كبير من الضباط المغاربة إلى الولايات المتحدة للمشاركة في برامج تكوين وتعليم.

 

في ظل عدم استتباب الأمن بمنطقة الساحل في الوقت الراهن، هل يرتقب أن تتدخل الولايات المتحدة عسكرياً في المنطقة؟

 

لا أتوقع ذلك، ولا أرى أي إمكانية لتدخل القوات العسكرية الأمريكية على الأرض. وأعتقد أنه من الأفضل أن تقدم الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (CEDEAO) على القيام بتلك العملية. بيد أن هناك طرقاً أخرى تستطيع الولايات المتحدة من خلالها أن تقدم دعمها، كالمساعدة اللوجستية على سبيل المثال، والاستعلامات التي بإمكانها تسهيلُ العمليات والأنشطة، لكن دون جنود على الأرض، وما أراهُ هو أن زعماء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لم يتخذوا بعد قراراً بشأن خطة عمل، وفي غضون ذلك، نقفُ نحن إلى جانبهم، ومستعدون للمساعدة إذا ما عمدت دول المجموعة إلى طلب دعمنا.

 

ما الذي تقوم به أفريكوم في سبيل حل مشاكل الأمن بالمنطقة؟

 

تنهضُ المهمة الأساسية لـ "أفريكوم" على المساهمة في تقوية القدرات الدفاعية لجيوش الدول الشريكة لنا، وندعم البرامج الأمنية المراعية للمصالح الأمريكية عبر الأنشطة العسكرية وبرامج المساعدة. مما يسمحُ بمواجهة التهديدات التي تستهدف مصالح الولايات المتحدة، ويمكن الدول الإفريقية من حل مشاكلها بنفسها ونحن نركز في دعمنا للدول الإفريقية على تنمية جيوش ذات كفاءة ومهنية، وملتزمة باحترام حقوق الإنسان وبضمان سمو القانون، إلى جانب المساهمة بشكل فاعل في الاستقرار بإفريقيا، ونحن نعول في هذا الإطار على المغرب في محاربة الإرهاب.