حضت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان الاردن على سحب تهمة "المس بكرامة الملك" الموجهة الى ناشط سياسي شاب احرق صورة للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني.

وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها في بيان على موقعها الالكتروني انه "على الادعاء العسكري الاردني سحب اتهام +المس بكرامة الملك+ المنسوب الى شاب احرق صورة للملك في 11 يناير/كانون الثاني" الحالي.

وقد وجه مدعي عام محكمة امن الدولة الاردنية للناشط عدي ابو عيسى (18 عاما)الذي احرق صورة الملك في مبنى بلدية مادبا (33 كلم جنوبي عمان) تهمة "القيام باعمال من شأنها المس بكرامة الملك" التي تصل عقوبتها الى السجن ثلاث سنوات.

واعتبرت هيومن رايتس ووتش ان "تجريم الاهانات المنسوبة لرئيس الدولة لا تستقيم مع معايير القانون الدولي لحقوق الانسان التي تحمي حرية التعبير عن الرأي".

وقال كريستوف ويلكي الباحث في قسم الشرق الأوسط في المنظمة، ان "احراق صورة ملكية كموقف سياسي امر يجب الا يلاحق جنائيا"، معتبرا ان "مقاضاة الافراد على مثل هذا العمل يعني ارسال رسالة تخويف مفادها انه لا يمكن اطلاقا انتقاد الملك".

واشارت المنظمة الى انها وثقت "حالات ملاحقات قضائية على خلفية المس بالذات الملكية ضد افراد عبروا عن اراء قيل انها مهينة للملك منها اراء تم التعبير عنها في دكان حلاقة واثناء حملة دعاية انتخابية ومن شخص لزميله وفي قصيدة نشرت على موقع فيسبوك وفي مواقع انترنت اخرى".

ودعا ويلكي الاردن الى "التخلص من الاتهامات الجنائية التي تقيد حرية التعبير"، مؤكدا انه "يجب الا يلحق بالتعبير السلمي عن الرأي عبر الاعمال الرمزية او الخطاب ظلال اي خوف من عقوبات الدولة".

وكان ابو عيسى افاد خلال التحقيق معه بانه احرق صورة الملك احتجاجا على حرق الاردني احمد المطارنة (52 عاما) نفسه في عمان بسبب ظروفه الاقتصادية.

وقدم ابو عيسى الموقوف منذ 12 كانون الثاني/يناير 15 يوما على ذمة القضية، اعتذارا للملك في رسالة نقلها محاميه الاربعاء الماضي عن تصرفه الذي وصفه ب"الاندفاعي".

ويشهد الاردن الذي يعاني من اوضاع اقتصادية صعبة، منذ نحو عام تظاهرات تطالب باصلاحات سياسية واقتصادية ومكافحة الفساد.