في الذكرى السنوية لهجمات 9/11 وقف كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني على هامش هذا الحدث، ولم يتطرقا إلى الهجمات التي استهدفت برجي مركز التجارة الدولية ومقر البنتاغون سوى في أحاديث عن المشاعر الوطنية والأمن القومي، وردود الفعل العاطفية في هذا السياق، تساءلت صحيفة الـ "كريستيان ساينس مونيتور": هل يعني ذلك أن حملة 2012 الرئاسية ستأخذ وقتاً مقتطعاً في ظل الهدوء النسبي الذي تشهده؟ الإجابة بالتأكيد لا، لأن التنافس المحموم للوصول إلى البيت الأبيض يستمر على قدم وساق، فالإعلام السياسي المستهدف أصبح جزءاً متزايد الأهمية من الحملة الانتخابية، والعديد من الإعلانات تتمحور حول ذكرى هجمات 11 أيلول لكن الصحيفة اعتبرت أن المرشحين الرئيسين للحملة الانتخابية يعتمدان في حملاتهما الانتخابية على المال والأعمال، فالموقع الالكتروني الخاص بأوباما يسوّق لحملة تبرّع تقودها السيدة الأولى ميشال أوباما. أما صفحة رومني فتعتمد على انتقاد الرئيس الحالي، وتعتبره مسؤولاً عن الدين القومي المتراكم.

 

واصل فريق أوباما سياسته الانتخابية من خلال إجراء مقابلات مع إعلاميين ليسوا أعضاء في السلك الصحافي لواشنطن. في 11 أيلول/سبتمبر، ظهر الرئيس في برنامج صباحي مع منسق الأغاني دي جي لاز الكوبي، حيث تحدث عن مباراة كرة القدم قبل أن يشنّ حملة دفاع على سياسة الرعاية الطبية الخاصة به وانتقد موقع Breitbart.com الإخباري المحافظ وجود أوباما مع مضيفه لاز، الذي اتضح أن اسمه المستعار هو "القواد الأعرج"، وأن أوباما كان لديه وقت للحديث عن كرة القدم، لكنه لم يتطرق إلى أحداث 11 أيلول بأي شكل من الأشكال في الوقت نفسه، تبادل أوباما ورومني الاتهامات والانتقادات، ففي خطابه الأخير في رينو، قال رومني إنه ليس الوقت أو المكان المناسبين للتحدث عن تفاصيل الخلافات مع خصمه، لكنه استمر في انتقاد تخفيضات الدفاع المقررة في العام المقبل كجزء من خفض الميزانية، معتبراً أن لعبة الحرب في أفغانستان تفتقر إلى مهمة واضحة.

 

في ملاحظاته الخاصة أمام النصب التذكاري البنتاغون، قال أوباما إن "أسامة بن لادن لن يهددنا مرة أخرى"، لكن هذه العبارة أصبحت متكررة ومن دون أي تأثير يذكر واعتبرت الـ "ساينس مونيتور" أن الحملات الرئاسية انخرطت في القتال السياسي الشرسة، ومن الصعب عليها الخروج من هذا النفق، مشيرة إلى أن الدعوة السياسية باتت مجزأة، وتعتمد على الرسائل القصيرة والبريد الالكتروني، إلى جانب إعلانات الإنترنت والبريد المباشر لفئات معينة إضافة إلى ذلك، رأت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" أن الذكرى الحادية عشرة لهجمات 11/9 فقدت بريقها، لا سيما وأن الاحتفالات كانت متواضعة وأصغر من تلك التي أقيمت في الذكرى العاشرة بعد كل شيء، يصبح هذا الحدث أكثر بعداً، ومن الطبيعي أن الحزن سوف يخف. لكن حتى مع ذلك، من المهم أن نتذكر أن هذا ليس صحيحاً بالنسبة إلى الجميع، خاصة بالنسبة إلى أولئك الذين فقدوا أحباءهم في ذلك اليوم.