إهتمام كبير أبدته الصحافة الأميركية بالكلمة التي أعلن من خلالها الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، ليلة أمس، عن تأييده للرئيس الحالي، باراك أوباما، وترشحه لولاية ثانية. ولم يكن سبب اهتمام الصحافة في أميركا بذلك صدور تلك الدعاية من جانب رئيس سابق فحسب، بل لغموض نوايا كلينتون في هذا الصدد وكان من اللافت في هذا الشأن تلك النقاط التي تطرق إليها كلينتون في سياق حديثه ومنها "ذلك الاقتصاد الذي ورثه أوباما كان مدمراً للغاية. ولم يكن يتوقع أحد ممن خدموا، بمن فيهم أنا، أن يصحح من مساره بين عشية وضحاها". وسبق له كذلك أن ألمح إلى الانخفاض الذي بلغت نسبته 9 % بالناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير من عام 2008 قبل أن يتولى أوباما مهام منصبه الرسمية مباشرةً.

 

ومن الجدير ذكره أن كلينتون كتب العام الماضي كتاباً كاملاً عن طريقة إنعاش الاقتصاد الأميركي. وسبق له تأييد خطة أوباما الخاصة بالوظائف، التي كانت ترتكز على الاستثمارات في البينة التحتية، وتوظيف مزيد من العمال الحكوميين والمحليين، وتخفيض الضرائب على أفراد الطبقة الوسطى. كما سبق له تأييد التوصيات التي خرجت بها لجنة سمبسون باولز في كانون الأول/ ديسمبر عام 2010 لخفض العجز في الميزانية. وكان من اللافت تقدم أوباما بالشكر للجنة دون الأخذ بآرائها.

 

وعجت وسائل الإعلام بكثير من التأويلات والتحليلات لذلك الموقف الداعم الذي تبناه كلينتون بشكل علني مع أوباما، حيث أوردت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية عن مراقبين تخمينهم أن تكون هناك رسائل مبطنة من وراء كلمة كلينتون ليلة أمس، مشيرين إلى أنه ربما يحاول تقويض الرئيس الحالي، من منطلق أن خسارة أوباما ستجعل زوجته، هيلاري كلينتون، الرئيس الفعلي للحزب الديمقراطي، ومن ثم ستصبح منافساً قوياً في سباق الانتخابات الرئاسية عام 2016.

 

 فيما ألمح آخرون إلى أن ذلك قد يكون محاولة من جانب كلينتون لدعم أوباما في الأمتار الأخيرة للسباق مجدداً نحو البيت الأبيض. وسبق لريان ليزا أن كتب في النيويوركر " والآن وقد حوّل أوباما حملته الانتخابية إلى ثمة استفتاء على سجل كلينتون الواثق بشأن الاقتصاد، فبالكاد يمكن لأوباما أن يشكو ويتذمر. وقد يكون هذا جزء من إستراتيجية أوباما كذلك. وبات لدى كلينتون الآن الحافز للعمل بجدية من أجل أوباما، الذي عرف على ما يبدو كيف له أن يروض الرئيس الأميركي الأسبق".

 

ومضى مقال ليزا في النيويوركر ليصف الطريقة التي تحول من خلالها أوباما وكلينتون من خصمين إلى حليفين على الأقل، إن لم يكن صديقين، من أجل العمل لخدمة هدف أكبر، وهو المتعلق بالنجاح في الإبقاء على شخصية ديمقراطية في البيت الأبيض وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه في حالة نجاح أوباما بولاية رئاسية ثانية، فإنه سيدين بالفضل على الأرجح لكلينتون، حيث لم يسبق لرئيس منذ فرانكلين روزفيلت أن فاز بولاية رئاسية ثانية وبلاده تعاني من مثل هذا المعدل المرتفع من البطالة، التي تقدر حالياً بـ 8.3 %، كما أن فوز أوباما بالانتخابات سيكرس من أسطورة كلينتون.

 

وذكرت الصحيفة في سياق تقرير آخر لها بهذا الخصوص أن هناك خمسة أسباب تفسر سر إقدام كلينتون على مساعدة أوباما في حملة ترشحه للفوز بولاية رئاسية ثانية، عددتها كما يلي : الحصول على مقابل مالي، الولع بالسياسة والبراعة فيها، مساعدة أوباما على تحقيق الفوز بتركيبات سكانية رئيسية، احتمالية خوض زوجته، هيلاري كلينتون، سباق الانتخابات في 2016، المساعدة في تعزيز إرثه كرئيس.