قال مسؤول بالجيش المصري وشهود عيان إن مصر شنت غارات جوية قرب حدودها مع اسرائيل يوم الأربعاء وقتلت أكثر من 20 ممن يشتبه أنهم من الإسلاميين المتشددين في حملة تستهدف الجهاديين الذين يلقى باللوم عليهم في هجوم استهدف قوات حرس الحدود المصرية وأعقبت الغارات الجوية حول بلدة الشيخ زويد على بعد عشرة كيلومترات من قطاع غزة اشتباكات ليل يوم الثلاثاء بين مسلحين وقوات الأمن عند عدد من نقاط التفتيش في شمال منطقة سيناء المصرية وقتل مسلحون 16 من أفراد حرس الحدود يوم الأحد في أعنف هجوم على قوات الأمن في شبه جزيرة سيناء منذ عشرات السنين. واستولوا على مدرعتين لاقتحام الحدود مع اسرائيل حيث قتلتهم النيران الاسرائيلية في نهاية الأمر.

وقالت اسرائيل إن العمل العسكري المصري رد فعل ضروري للتعامل مع جماعات تهدد الأمن بامتداد الحدود الصحراوية المعزولة وذكر شهود في البلدة أنهم رأوا طائرتين عسكريتين تحلقان فوق المنطقة وسمعوا دوي انفجارات. وقال آخرون قرب البلدة إنهم رأوا ثلاث سيارات تقصف وقال قائد عسكري في سيناء لرويترز إن القوات دخلت قرية التومة قرب الشيخ زويد في إطار العملية بعد أن تلقى الجيش معلومات عن أن إسلاميين متشددين يقيمون هناك وأضاف في مكالمة هاتفية "نجحنا في دخول قرية التومة وقتلنا 20 ارهابيا ودمرنا ثلاث مركبات مدرعة للارهابيين والعمليات لا تزال مستمرة."

وكثفت اسرائيل ضغوطها على الحكومة المصرية للسيطرة على الحدود. وتوعد الجيش المصري برد قاس على المهاجمين ووصفهم بأنهم "كفرة فجرة" ولم يظهر مؤشر يذكر على قيام قوات الأمن المصرية باتخاذ إجراءات مشددة حتى ليل أمس الثلاثاء عندما فتح مسلحون النار على عدد من نقاط التفتيش في العريش كما هاجم مسلحون نقاط تفتيش في رفح المتاخمة لقطاع غزة واسرائيل وقال بيان أصدرته وزارة الداخلية إن ثلاثة من رجال الشرطة وأحد السكان أصيبوا في تلك الهجمات وركز الرد العسكري الفوري على الشيخ زويد وهي بلدة أصبحت تسيطر عليها القبائل البدوية في الوقت الذي فقدت فيه السلطات سيطرتها على أجزاء من شمال سيناء بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي.

وأصبحت هذه البلدة التي تعاني من صعوبات اقتصادية تعتمد بشدة على تهريب البضائع والأفراد عبر الانفاق المتصلة بغزة منذ انسحاب اسرائيل من القطاع وفي العريش تدفق السكان على الشوارع ليل الثلاثاء لمطالبة الحكومة بحماية أفضل وبالتسليح للدفاع عن أنفسهم بعد أن هاجم مسلحون نقاط التفتيش في المدينة وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن من بين نقاط التفتيش التي استهدفت يوم الاربعاء نقطة هوجمت 28 مرة قبل ذلك منذ قيام الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك العام الماضي وأغلقت قوات الأمن طريق العريش السريع عقب بداية العملية العسكرية. وقطعت الكهرباء والانترنت وإرسال الهواتف المحمولة في المنطقة.

والعملية التي يقوم بها الجيش المصري واحدة من أكبر العمليات على ما يبدو منذ أن وقعت مصر معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979 والتي تضع قيودا صارمة على تحركات القوات في سيناء وتقول اسرائيل إنها وافقت في الماضي على طلبات مصرية بجلب المزيد من القوات إلى سيناء كما أن بنود المعاهدة لا تمثل عقبة امام محاربة المتشددين الذين يهددون البلدين وقال عاموس جلعاد المسؤول الاسرائيلي الرفيع في وزارة الدفاع لراديو اسرائيل اليوم "ما نراه في مصر هو غضب كبير وإصرار من النظام والجيش على الاهتمام بالمسألة وفرض النظام في سيناء لأن هذه هي مسؤوليتهم" وأضاف "هذا شأن مصري يتولاه مصريون على أساس المعلومات المتوفرة لديهم... إذا لم يزيلوا (الخطر) ويقتلعوه فسوف يستمر في توجيه الضربات."

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء قال مصدر أمني آخر وشاهد عيان إن مصر بدأت تغلق أنفاق التهريب إلى غزة وكانت حكومة مبارك تتعاون عن كثب مع اسرائيل لتأمين المنطقة الحدودية حتى أطيح به في انتفاضة شعبية قبل 18 شهرا ومهدت الانتفاضة الطريق لأول انتخابات حرة أسفرت عن انتخاب الرئيس الإسلامي محمد مرسي والذي لم يختبر بعد التزامه بالتعاون مع الدولة العبرية.