بات من المؤكد أن لائحة التعيينات والانتقالات والاعفاءات جاهزة بمكتب وزير التربية الوطنية محمد الوفا والتي ستشمل المديرين المركزيين للوزارة ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ونواب الوزارة بمختلف نيابات عمالات وأقاليم المغرب، وينتظر أن يفرج عنها قبل نهاية الأسبوع الجاري على أبعد تقدير بعد إنهاء جميع العمليات المتعلقة بالحركات الانتقالية الجهوية والمحلية وتعيين الخريجين الجدد والاعلان عن نتائج ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين في أول طبعة لها.

 

وأبلغ مصدر مطلع أن التغييرات ستشمل أكثر من ثلثي مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين وبعضا من المديرين المركزيين الحاليين وأكثر من 22 نائبا إقليميا، وأضاف المصدر أن المديرين المركزيين ستشملهم سيتوزعون بين مقصلة الاعفاء أو تعيينهم مديري أكاديميات، فيما سيتم الاستغناء عن خدمات عدد من مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين نظرا لكون عدد منهم شارف على التقاعد ولم تبق له إلا شهور لإحالتهم على المعاش أو لأن منهم من استنجد بالوزير الوفا والتمس من الأخير إعفاءه من مهامه المتعلقة بإدارة شؤون التربية والتكوين أو لعجز عن استيعاب مشاكل الجهة التي يشرف آخر على تسييرها، وهو نفس التوجه الذي أعمله الوفا بمعية فريق عمله في الكتابة العامة لوزارة التربية الوطنية بإشراف من يوسف بلقاسمي الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية لإنجاز حركية نواب الوزارة، وهي ملاحظات كلها وقف عليها الوزير الوفا من خلال التقارير الداخلية لأجهزة وزارته وتقارير وزارة الداخلية، ومن خلال زياراته الميدانية ولقاءاته المباشرة في عدد من المواقع والمناطق بالمغرب وما استجمعه الوزير من إفادات إثر عقد لمجلسين إداريين عن كل أكاديمية جهوية للتربية والتكوين (مارس ويوليوز 2012)، إضافة إلى ما توصل إليه الوزير شخصيا من قناعات وخلاصات إثر إجراء التقويم الأولي لافتحاص البرنامج الاستعجالي ما بين 2009 و 2011 بجميع أكاديات المغرب الـ16، والذي عرض الأسبوع الماضي على لجنة التعليم بمجلس النواب في انتظار إعداد الخلاصات النهائية بعد شتنبر 2012.

 

وكان وزير التربية الوطنية محمد الوفا قد وعد خلال أشغال المجلس الاداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تادلة أزيلال بإجراء حركة انتقالية في صفوف مسؤولي القطاع شهر يوليوز 2012 أي بعد إجراء امتحانات الباكلوريا حفاظا على استقرار منظومة التربية والتكوين على حد قول المسؤول الحكومي ومن المنتظر أن تخلق التعيينات مفاجئات على مستوى الأسماء التي ستظفر لأول مرة بمناصب المسؤولية الجهوية، كما ستعيد الوزارة النظر في ملف إعفاء عدد من النواب تم رحيلهم ساعات قبل انتخابات 25 نونبر 2011 ومغادرة اخشيشن والعبيدة لمقر إدارتهما في باب الرواح، على أن يعيد الوزير الوفا تعيينهم من جديد لأنهم "كانوا أجدر بتحمل المسؤولية من بعض زملائهم الذين يتحملونها اليوم رغم ما أثير من ملاحظات بخصوص فترة تدبيرهم التي عجلت بمغادرتهم كرسي المسؤولية.

 

يأتي ذلك كله، في سيباق يتم فيه الحديث علة عدم توفر الوزير الاستقلالي محمد الوفا على ديوان له منذ تعيينه على رأس قطاع التربية الوطنية لنحو سبعة أشهر، إذ بمجرد استقدامه للكاتب السابق للجامعة الحرة للتعليم محمد بنجلون الأندلسي للعمل إلى جانبه، على علة أن الأخير خبر القطاع ولسنوات، ووجه الوزير الاستقلالي بمقاومة شرسة من قبل حميد شباط زعيم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب على خلفية الصراع التاريخي الدائر بين شباط والأندلسي، وهو ما اضطر الوزير الوفا إلى "التشاور مع الأندلسي عن بعد والحفاظ على نفس فريق كاتبة الدولة السابقة لطيفة العبيدة " يروي مصدر استقلالي .

 

وينتظر أن يتم خلال شهر شتنبر المقبل إعادة هيكلة المجلي الأعلى للتعليم من خلال عقد ثلاث دورات منتظمة، في الوقت الذي ستشرع فيه وزارة التربية الوطنية مع الدخول المدرسي المقبل 2012 ـ 2013 في تفويض عدد من الاختصاصات المتعلقة بتدبير الموارد البشرية إلى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ترسيخا لنهج اللاتمركز واللاتركيز في تدبير شؤون التربية والتكوين بقطاع التربية الوطنية.