تأكد وصول الممثل الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء فولفغانج فيسبرود فيبر إلى مخيمات تيندوف مؤخرا. وتعد هذه الجولة أولى أنشطة الممثل الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء على رأس بعثة (المينورسو)٬ منذ تعينه على رأس المينورسو في 15 يونيو الماضي وبذلك يكون فيبر قد اختار مخيمات تنيدوف لتكون الأولى خلال جولة ستقوده أيضا إلى الرباط والجزائر ونواكشوط يستمع خلالها إلى كافة الأطراف المعنية بالقضية، وخاصة طرفي النزاع، وذلك في أفق إعداد تقريره الأولي حول قضية الصحراء يُسَهِّل مهام المبعوث الأممي المرتقب تعيينه في الأيام القادمة.

 

إذ يجعل فيبر مخيمات تندوف الأولى يطرح علامة استفهام حول سبب هذا الاختيار، وهو ما يفرض على ممثل الأمين العام الحياد من الشحن ضد الموقف المغربي كما حصل لسابقه هاني عبد العزيز المصري الذي سقط متأثرا بدعاية جبهة البوليساريو، حتى بات يبدي تعاطفه مع أطروحة البوليساريو خلال الفترة الأخيرة من ولايته، بل حتى أنه زار المخيمات في نهاية مهمته في المنطقة وطلب السماح من عبد العزيز المراكشي المغادرة إذ قام فيسبرود فيبر بزيارة مخيمات المحتجزين وأجرى محادثات مع عناصر جبهة البوليساريو، قبل أن يلتقي بعبد العزيز المراكشي، مدعيا تجديد تعاون جبهته مع الأمم المتحدة، بعد كانت مليشياته تهدد بخرق قرار وقف إطلاق النار، ما لم تنظم "المينورسو" الاستفتاء في أقرب الآجال. واعتبر المراكشي خلال هذا اللقاء "أن مأمورية المينورسو تكمن في تنظيم الاستفتاء في الصحراء وان مراقبة احترام وقف إطلاق النار مهمة ثانوية".

 

وقال المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة انه استمع لأراء الصحراويين من سكان المخيمات المختارين من لدن قيادة جبهة البوليساريو بخصوص الوضعية داخل المخيمات، وإشراكهم في مناقشة للمساهمة في سوية نزاع الصحراء وعلى الرغم من ما تردد من أن الأمم المتحدة وجدت صعوبة في إيجاد مبعوث جديد للأمم المتحدة إلى الصحراء، فإن في تعين ممثل جديد في الصحراء على رأس بعثة (المينورسو)، وشروعه في القيام بزيارة سريعة إلى المنطقة لإعداد تقريره حول النزاع في الصحراء يزيد من فرص قبول طلب المغرب المتعلق بسحب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء كريستوفر روس.

 

لاسيما وأن هاني عبد العزيز لم يكن أقل انحيازا من روس، بل يمكن للتقارير والملاحظات التي كان يدونها حول النزاع في الصحراء أحد عناصر انحياز روس، حيث تشير مجمل تصريحات هاني أنها ذات انطباع يميل إلى البوليساريو، إذ سبق له أن أبدى أسفه لطول أمد النزاع وحالة الانسداد التي عرفتها المفاوضات، وأكد بأنه سيقوم بنقل الانطباعات التي كونتها إلى كل من الأمين العام الأممي كما سبق له أن أعلن عن تقديم ما أسماه كامل تحياته لما سماه "الشعب الصحراوي" المكافح من أجل ما اعتبره "حقه في الحرية وتقرير المصير" قبل انتهاء مهمته التي ختمها بزيارة المخيمات، عبر إثرها عن تصريحات مؤيدة لجبهة البوليساريو، بل وطلب الإذن من عبد العزيز المراكشي للانصراف إعلانا بانتهاء مأموريته.