يلقي الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي كلمة امام الحشود في ميدان التحرير بالقاهرة يوم الجمعة لكن يبدو أن حزبه خسر صراعا على السلطة مع المجلس العسكري الحاكم بشأن مكان أدائه اليمين وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن مرسي سيؤدي اليمين الدستورية امام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا بمقر المحكمة يوم السبت وتريد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي ان يؤدي الرئيس الجديد اليمين امام البرلمان تمشيا مع الممارسات السابقة. والبرلمان هو المكان الطبيعي لاداء اليمين لكن المحكمة الدستورية حلت مجلس الشعب الذي كان يسيطر عليه الإسلاميون هذا الشهر مما اثار الجدل بشأن مكان اداء اليمين.

وقالت الوكالة نقلا عن بيان صادر من رئاسة الجمهورية في وقت متأخر يوم الخميس إن مرسي سيتوجه بعد اداء اليمين إلى قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة ليلتقي مع القيادات الشعبية والتنفيذية والنقابية والحزبية للاحتفال بتنصيب أول رئيس مصري منتخب بعد الثورة وأضاف البيان أن مرسي سيلقي كلمة إلى الأمة يتطرق خلالها لأبعاد المشهد السياسي الراهن والقضايا المهمة والملحة في المرحلة المقبلة لكن ياسر علي القائم باعمال المتحدث باسم مرسي قال لرويترز "الرئيس سيشارك في مليونية غدا (الجمعة) بالتحرير وسيلقي كلمة على الشعب المصري والامة المصرية التي هي مصدر السلطات وسيقوم بعرض جهود البدء في برنامجه في نهضة مصر."

واصبح مرسي اول رئيس مدني منتخب لمصر بعد الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط العام الماضي ويواجه مرسي مهمة صعبة اهم ملامحها التوافق مع الجيش والتواصل مع خصومه السياسيين وتحقيق الاستقرار في بلد يعاني منذ شهور من الاضطرابات والغموض والضغوط الاقتصادية ويدير المجلس الاعلى للقوات المسلحة شؤون البلاد منذ الاطاحة بمبارك وقد وعد المجلس بتسليم السلطة قبل أول يوليو تموز لكن حتى الآن اظهر الجيش انه يعتزم الاحتفاظ بقوة بمقاليد السلطة الحقيقية.

وقال احد اعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة إن المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس سيكون وزيرا للدفاع في الحكومة التي سيشكلها مرسي. وشغل طنطاوي منصب وزير الدفاع على مدى 20 عاما في عهد مبارك وقال اللواء محمد العصار عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مقابلة مع محطة (سي.بي.سي) التلفزيونية يوم الاربعاء "الحكومة سيكون فيها وزير الدفاع هو رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة" وأضاف العصار "ماذا يعيب ذلك... هو رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة وهو زير الدفاع وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة" وقبل ايام من اعلان فوز مرسي بمنصب الرئيس اصدر المجلس العسكري إعلانا دستوريا مكملا يوضح انه سيتولى مهمة التشريع إلى ان يتم انتخاب برلمان جديد. وانه سيتخذ القرارات الخاصة بكل القضايا ذات الصلة بالقوات المسلحة حتى اقرار دستور جديد للبلاد.

ومن ثم قيد الجيش بالفعل سلطة مرسي. ويعتبر الجيش منذ فترة طويلة جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها مرسي خطرا على المؤسسة العلمانية في مصر وعليه أن يتعايش الآن مع رجل يخشى العسكريون أن يسعى إلى الحد من امتيازات الجيش وسلطته الراسخة الا ان اللواء العصار قال "السلطة التنفيذية بالكامل ستسلم للرئيس وصلاحيات الرئيس غير منقوصة مئة بالمئة... بمجرد اجراء انتخابات البرلمان ستنقل اليه السلطة التشريعية."