«لا يجب أن نستورد نماذج جاهزة غريبة عن  المجتمع المغربي». هكذا من الآن يرسم  عبد الله باها وزير الدولة والرجل الثاني في العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، خارطة طريق المجلس الاستشاري للأسرة والطفولة، الذي من المرتقب إحداثه، قبل نهاية الولاية الحكومية الحالية وهو يخاطب نساء الحزب أول أمس الأحد بالرباط في يوم دراسي، حول موضوع «المجلس الاستشاري للأسرة والطفولة» أضاف باها أنه لتحقيق الاستقرار الأسري لامحيد عن  استحضار الخصوصية المغربية، لكن ذلك في الوقت ذاته لايمنع، يضيف الرجل الذي يوصف بكاتم أسرار ابن كيران في إشارة منه على أن الم من الاستفادة من تجارب الآخرين.

 

كلمة باها لم تخل كذلك من إرسال بعض الإشارات، عندما يحذر  من مغبة تسييس الموضوع وجعله عرضة للتجاذبات بين الفرقاء، داعيا إلى مقاربة تشاركية يجتمع عليها كل المعنيين، في أفق دسترة ل«الأسرة والطفولة» بعيدا عن الحسابات والمزايدات الضيقة، يلمح وزير الدولة مؤكدا على أن هذه الخطوة من شأنها أن تترتب عنها تحولات مهمة لصالح الأسرة والطفولة بالمغرب إذا كانت عبارة «النماذج الغريبة عن المجتمع المغربي» قد خلفت ارتياحا نساء ورجال العدالة والتنمية بالرباط، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة للفعاليات النسائية المتذمرة أصلا من تعاطي الحكومة الحالية مع تنزيل مبدإ  «المناصفة»، الذي نص عليه الدستور الجديد.

 

خديجة الرباح، منسقة الحركة من أجل ديمقراطية المناصفة، لم تخف تحفظاتها بهذا الخصوص، مشيرة  أن العالم غدا اليوم قرية كونية تتبادل فيما بينها التراكمات على المستوى الحضاري، لذلك فإن التمسك بمفردات من قبيل الخصوصية، ليس إلا محاولة للالتفاف على حقوق النساء  عبر إخضاعها لأجندة إيديولجية معروفة وتتعارض مع المفاهيم الكونية للحقوق فلا أحد اليوم، بمن فيهم «الأنثروبولجيين» ينكر التحولات المهمة التي خضعت لها الأسرة المغربية، التي خضعت لتطورات كبيرة، فحسب إحصائيات رسمية 27 في المائة من الأسر المغربية، تتحمل مسؤوليتها نساء، تستطرد الرباح داعية إلى الابتعاد عن المقاربة الأحادية في قراءة الموضوع. جبهة صراع جديدة، تنفتح بين الطرفين وتعد بلاشك بمواجهات ساخنة، وحدها الأيام القادمة ستكشف على ماذا سترسو.