زار مسؤولون أمنيون أمريكيون كبار السعودية يوم الأربعاء لتقديم تعازي الرئيس باراك أوباما في وفاة ولي العهد الأمير نايف فيما يبرز أهمية العلاقة بين الجانبين التي ينظر إليها في الولايات المتحدة على أنها حاسمة في المعركة مع القاعدة وقاد الوفد وزير الدفاع ليون بانيتا وضم رئيس مكتب التحقيقات الاتحادي روبرت مولر ومساعد الرئيس لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب جون برينان ومدير وكالة المخابرات المركزية الأسبق جورج تنيت ونائب مدير وكالة المخابرات المركزية مايك موريل والتقى الوفد مع ولي العهد الجديد الامير سلمان في القصر الملكي في مدينة جدة المطلة على البحر الاحمر.

وقال بانيتا للأمير سلمان "طلب مني الرئيس... أن أنقل إليكم أسفنا لمصابكم وكذلك تمنياتنا لكم بالتوفيق في منصبكم الجديد" وكان بانيتا قال في بيان يوم الثلاثاء ان الامير نايف "قام بدور محوري في توطيد العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية" وبعد هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة لم يكن الأمير نايف مستعدا في البداية لقبول أن سعوديين شاركوا في الهجمات رغم أن 15 من بين 19 من خاطفي الطائرات كانوا في واقع الامر سعوديين ولكن دبلوماسيين سابقين في المملكة قالوا إنه عدل عن موقفه فيما بعد وتعاون بشكل وثيق مع قوات الأمن الأمريكية بعد سلسلة هجمات شنتها القاعدة على أهداف داخل السعودية.

وعين العاهل السعودي الملك عبد الله الأمير سلمان وليا جديدا للعهد يوم الاثنين. والأمير سلمان مسؤول عن مشتريات أسلحة تقدر بعدة مليارات من الدولارات. وتستخدم السعودية مثل هذه المشتريات تاريخيا لتعزيز العلاقات مع حلفاء رئيسيين من بينهم واشنطن ومع هذا يستبعد محللون أن تؤثر وفاة الأمير نايف على العمليات الأمنية للمملكة حيث عين الأمير أحمد الذي كان نائبا للأمير نايف لفترة طويلة وزيرا للداخلية خلفا له واحتفظ الأمير محمد بن نايف نجل ولي العهد الراحل بمنصبه كقائد لقوات الأمن التي كانت موضع إشادة المسؤولين الأمريكيين لنجاحها في طرد القاعدة من السعودية.

وقال مصطفى العاني خبير الشؤون الأمنية في مركز الخليج للأبحاث ومقره جدة "الأمير نايف كان معنيا بالقرارات الاستراتيجية وليس بالعمليات اليومية ومن ثم لا اعتقد أننا سنرى أي تغيير خصوصا فيما يتعلق بمكافحة الارهاب " وتابع "الأمير أحمد سيقر سياسة العمليات التي يتبعها الأمير محمد وسيواصل العلاقة الوثيقة مع الولايات المتحدة لا داخل السعودية وحسب وإنما أيضا بشأن اليمن والصومال... إنها علاقة على مستوى المنطقة" وقدم وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند والأمير أندرو دوق يورك التعازي للأمير سلمان ولي العهد أمس الثلاثاء.