قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الخميس إنه سينتهز فرصة انعقاد مؤتمر مجموعة العشرين في المكسيك لمحاولة التوصل إلى تسوية سياسية مع روسيا بشأن الأزمة السورية، فيما أعلن دبلوماسيون أن القوى الكبرى تسعى لعقد اجتماع بشأن سوريا في جنيف أواخر الشهر الجاري، وسط تشكيك بريطانيا في إمكانية مشاركة إيران في الاجتماع وقال هولاند -خلال مؤتمر صحفي أعقب اجتماعه مع رئيس الحكومة الإيطالي ماريو مونتي في روما- إنه سيستغل انعقاد قمة مجموعة العشرين كفرصة لمحاولة التوصل إلى تسوية مع موسكو، مما قد يفضي إلى تحول سياسي في موقفها من الأزمة السورية.

 

وعبر الرئيس الفرنسي عن أمله في تعزيز جديد للعقوبات، وفي تدعيم مهمة المبعوث العربي والأممي كوفي أنان، مضيفا أن مجموعة أصدقاء سوريا ستعقد اجتماعا في 6 يوليو/تموز بباريس وكان هولاند قد أشار -في أول مقابلة تلفزيونية له بعد توليه الرئاسة أواخر الشهر الماضي- إلى أن التدخل العسكري في سوريا يجب ألا يُستثنى، وهي تصريحات أثارت موجة استياء في كل من موسكو والدول الغربية.

 

تحرك دولي


من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين أمس الخميس قولهم إن القوى الكبرى تسعى لعقد اجتماع بشأن سوريا في جنيف في 30 يونيو/حزيران الجاري لمحاولة إعادة خطة السلام المتعثرة إلى مسارها الصحيح وقال دبلوماسي إن الأمر ما زال غير مؤكد، لكن المسؤولين ما زالوا يخططون من أجل تحرك ما في الثلاثين من الشهر الجاري ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن وزيرها وليام هيغ عبر مجددا عن ترحيبه من حيث المبدأ بعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا لوضع مبادئ الانتقال السياسي وأضافت الوزارة في البيان أن هيغ أكد قلق بريطانيا من أن إمكانية حضور إيران أي اجتماع مماثل ربما تكون أمرا غير قابل للتطبيق.

 

الصين وروسيا


وفي سياق متصل، تحفظت الخارجية الصينية الخميس على اقتراح فرنسا وضع خطة أنان تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، قائلة إنها ترفض أسلوب الميل للعقوبات والضغط وقال المتحدث باسم الوزارة "نعتقد أنه في ظل الظروف الحالية فإن كل الأطراف يجب أن تدعم بهمة جهود أنان للوساطة، ونحث كل الأطراف في سوريا على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي وخطة أنان" وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد دعا الأربعاء للجوء إلى الفصل السابع لجعل خطة أنان "إلزامية"، وقال "نعمل في هذا الاتجاه ونأمل اتخاذ هذا الإجراء سريعا"، ويتيح الفصل السابع فرض إجراءات تحت طائلة العقوبات وصولا إلى استخدام القوة.

 

ومن جانبها رأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الوضع في سوريا يتجه نحو حرب أهلية، داعية المجتمع الدولي -بما في ذلك روسيا- للحديث مع الأسد "بصوت موحد"، مؤكدة أن بلادها حثت موسكو مرارا على قطع العلاقات تماما مع نظام الأسد ووقف "جميع أوجه الدعم الإضافي" وفي المقابل، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي أليكسي بوشكوف إن الغرب يتخذ من رفض روسيا فرض إجراءات مشددة ضد الرئيس السوري بشار الأسد مبررا لفشله في تقديم حل للأزمة وانتقد بوشكوف -خلال مؤتمر صحفي في لندن- دعوة كلينتون إلى رحيل الأسد، متسائلا "هل هذه سياسة؟ ماذا يحدث بعد ذلك؟"، كما حذر من نشوب حرب أهلية في سوريا على غرار ما حدث في العراق وعلى الصعيد العربي، ناشد 12 نائبا في مجلس الأمة الكويتي ووزير سابق ملك السعودية التدخل في الأزمة السورية ورفع "الظلم" الذي يتعرض له الشعب بسوريا، وحثوا -في بيان خاص- الدول الإسلامية وحكوماتها على "الفزعة للشعب السوري قبل أن يحل به ما حل بشعب البوسنة قبل سنوات".