رحب المرشح للرئاسة في مصر أحمد شفيق بالأحكام التي اصدرتها المحكمة الدستورية يوم الخميس ببطلان انتخابات مجلس الشعب والسماح له بالاستمرار في سباق الرئاسة قائلا "انتهي عصر تصفية الحسابات" ورقص المئات من أنصار قائد القوات الجوية الأسبق وآخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك وهتفوا وغنوا في حشد انتخابي في القاهرة قبل جولة الاعادة التي ستجرى يومي السبت والاحد وتجاوزت محاولة شفيق لخلافة مبارك عقبة كبرى يوم الخميس بعد ان قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون اقره البرلمان الذي يهيمن عليه الاسلاميون كان من شأنه ان يفرض العزل السياسي على كبار شخصيات عصر مبارك.

وكان من شأن تأييد المحكمة للقانون أن يطيح بشفيق من السباق وقالت المحكمة ايضا ان بعض احكام قانون الانتخابات البرلمانية انتهكت الدستور. وقال المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة إن الحكم يتضمن حل المجلس. ويهيمن حزب الحرية والعدالة الذي ينتمي إليه محمد مرسي منافس شفيق في جولة الاعادة على البرلمان وبدا شفيق خارج المنافسة عندما بدأ السباق الانتخابي في مايو ايار وكان في بعض الاحيان يعطي اجابات مضطربة على اسئلة الصحفيين. لكن خطابه الذي القاه بعد فترة وجيزة من حكم المحكمة يوم الخميس أظهره واثقا من الفوز وقال شفيق "رسالة هذا الحكم التاريخي هي انه قد انتهى عصر تصفية الحسابات كما ذهب بلا رجعة اسلوب تفصيل القوانين."

واضاف "المحكمة الدستورية أكدت حقي بالمشاركة في الانتخابات" وردد الحاضرون هتاف "يحيا العدل"
وفاز مرسي بأكبر عدد من الاصوات في الجولة الاولى وحل شفيق ثانيا وتثير فكرة فوز شفيق غضب كثير من المصريين الذين يرونه أداة في ايدي حكام البلاد العسكريين والحرس القديم من عهد مبارك ويهدد المكاسب الديمقراطية الهشة التي حققتها انتفاضة العام الماضي التي بدأها الشباب ويخشى كثير من أنصاره من الفوضى السياسية والاجتماعية التي أعقبت الانتفاضة والتي نفرت السياح الأجانب والاستثمارات الاجنبية. ويعتبر هؤلاء شفيق القائد العسكري السابق الانسب لاستعادة الامن والنظام.

كما يخشى اخرون خاصة الاقلية المسيحية من تجربة الحكم الاسلامي التي يمثلها مرسي وانشد الحاضرون النشيد الوطني المصري ولوحوا بالاعلام عندما وصل شفيق إلى الحشد الانتخابي الذي عقد في فندق فاخر بإحدى ضواحي القاهرة وعزفت فرقة بوب الموسيقى قبل خطابه الذي وعد فيه بحل مشكلات المصريين من شكاوى صيادي الاسماك إلى القيود على الصحافة والفقر وازمة الاسكان وفي خطابه الأخير للناخبين قبل نهاية الحملة رسميا وبدء فترة الصمت الانتخابي غدا الجمعة تعهد شفيق بالتصدي للفوضى واعادة الاستقرار لكنه في الوقت نفسه وعد بتحقيق فوائد الثورة للمصريين.

وقال "آن الأوان للثورة أن تتحول إلى حقيقة ملموسة" ووعد الشبان بتعليم أفضل وفرص عمل كما وعد بأن قوات الامن لن تلاحقهم وعبأ شفيق خطابه بآيات من القرآن الكريم وانتقد خطاب بعض الاسلاميين قائلا انه لن يجر مصر إلى حروب لا لزوم لها وفي إشارة إلى حكم المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان قال شفيق ان مصر سيكون لديها برلمان يمثل الفصائل المختلفة بشكل حقيقي.