قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون, سعد الدين العثماني, أن حوارا يجري حاليا بين المغرب والصين في اتجاه بلورة تصور واضح لمشروع "شراكة استراتيجية" بين البلدين, حتى ينتقل التعاون بين البلدين من "مجرد تعاون في قطاعات متفرقة إلى التوقيع على اتفاقية تؤطر وتوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات".

 

وأشار سعد العثماني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء , في ختام الدورة الخامسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني , التي عقدت أمس الخميس 31 ماي , بمدينة الحمامات التونسية, الى أن هذه الشراكة ستشمل التعاون في عدة مجالات حيوية سواءا تعلق الأمر بتنسيق المواقف على المستوى السياسي أو توسيع وتنويع التعاون في المجال الاقتصادي ,كالاستثمار والسياحة والصناعة والتكنولوجيا, إضافة إلى المجالين التربوي والثقافي من خلال زيادة عدد المنح المخصصة للطلبة المغاربة الذين يمكن أن يتابعوا دراساتهم في الجامعات الصينية,بالإضافة إلى مجالات أخرى كثيرة يمكن أن يستفيد منها المغرب والصين على حد سواء.

 

وكان وزير الخارجية والتعاون قد عقد على هامش أشغال المنتدى , جلسة عمل مع وزير الخارجية الصيني , يانغ جيه تشي, تناولت العلاقات الثنائية وسبل تطوير التعاون في العديد من المجالات,بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك من جهة أخرى , قال العثماني بخصوص تقييمه لحصيلة الدورة المنتهية لمنتدى التعاون العربي الصيني ,إن هذه الدورة شكلت "إضافة نوعية جديدة" للدورات السابقة, مذكرا بما شهدته العلاقات العربية الصينية خلال السنوات الأخيرة من "تطور إيجابي كبير" على مختلف المستويات , سواء السياسية منها أو الاقتصاديةىوأضاف أنه فضلا عن التقارب المسجل في المواقف السياسية بين الجانبين, شهد التعاون بين العالم العربي والصين تطورا إيجابيا في قطاعات عدة من بينها محاربة التصحر وإنتاج الطاقات المتجددة والتكنولوجيا والتصنيع والاستثمار وغيرها من المجالات.

 

وأوضح أن المغرب يدعم هذا التوجه باعتباره يمثل شكلا من أشكال التعاون جنوب-جنوب , الذي "بقدر ما يتطور ويصبح فاعلا , بقدر ما يساهم في إعادة التوازن للعلاقات الدولية سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي" وأوضح أنه انطلاقا من ذلك , فإن المغرب مهتم بالانفتاح على الصين وتربطه بها علاقات تشهد تطورا متصاعدا , خاصة في السنوات الأخيرة , مشيرا في هذا السياق إلى اهتمام المملكة بالتعاون الثلاثي الأبعاد مع الصين من خلال العمل معا مع البلدان الإفريقية, "وبالتالي , يضيف الوزير ,فإن المغرب سيكون فاعلا أساسيا في الاجتماعات واللقاءات المرتبطة بالتعاون الصيني الإفريقي" وكان الوفد المغربي المشارك في هذه الدورة قد تقدم بمشروعين للتعاون في إطار الشراكة العربية الصينية, يهمان قطاعي مكافحة والتصحر وانتاج الطاقات الجديدة.