قال شهود عيان ورجال شرطة إن محتجين غاضبين لوصول رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق لجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة المصرية أشعلوا النار في غرفة بمقر حملته الانتخابية بعد اقتحامه وقال نزيل بمستشفى قريب من المقر طلب ألا ينشر اسمه إنه سمع هتافات مناوئة لشفيق وشاهد لدى خروجه من المستشفى لاستطلاع الأمر عشرات المحتجين يقتحمون المقر ويخرجون وفي أيديهم كميات كبيرة من أوراق دعايته وينثرونها في الشارع وأضاف الشاهد وقد توكأ على عصا أن الشرطة وأفراد حراسة المقر حاولوا إلقاء القبض على المهاجمين لكنهم تمكنوا غالبا من الفرار باستثناء من يبدو أنه أحدهم.

وقال عاملون إن النار أشعلت في غرفة بالطابق الأرضي من المقر الذي يتكون من عدة طوابق وإن رجال إطفاء أخمدوها وبعد أكثر من ساعة من الهجوم كان عدد من الحراس يسدون باب المقر ووقف عشرات من أنصار شفيق يرددون هتافات مؤيدة له وبدا الشارع أمام المقر مغطى بكميات كبيرة من أوراق الدعاية الصغيرة التي تناثرت لمسافة مئات الأمتار من المقر الذي يوجد في منطقة الدقي بمدينة الجيزة المطلة على نيل القاهرة وقال شرطي إن من يبدو أنهم أعضاء في حركات شبابية شاركت في الانتفاضة الشعبية التي اسقطت الرئيس السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي اقتحموا المقر.

وكان شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك الذي عينه في المنصب محاولا إقناع المحتجين بأنه أدخل تغييرا على حكمه يمثل استجابة لأحد مطالبهم وبعد سقوط مبارك تجددت الاحتجاجات على بقاء شفيق رئيسا للوزراء إلى أن أعفاه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى إدارة شؤون البلاد بقرار من مبارك لكن المجلس قال إنه أيد الانتفاضة ورفض تلقي أي أوامر بإطلاق نيران الجيش على المتظاهرين يقول نشطاء إن شفيق يتحمل المسؤولية عن مقتل نحو 11 متظاهرا وإصابة نحو ألفين آخرين في هجوم استخدم فيه بلطجية الإبل والخيول على المتظاهرين في ميدان التحرير وقت الاحتجاجات التي أسقطت مبارك وكان شفيق رئيسا للوزراء وقتها. وعرف الهجوم إعلاميا باسم موقعة الجمل.

وقال شفيق في الآونة الأخيرة إن راكبي الخيول والجمال لم يكونوا يعتزمون إخلاء الميدان بالقوة وذهبوا إلى هناك ليرقصوا وأعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية نتائج الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة اليوم الاثنين وجاء شفيق تاليا لمرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي وحصل على خمسة ملايين و505 آلاف و327 صوتا بنسبة 23.3 في المئة من الأصوات وبعد إعلان النتائج بدأ احتشاد نشطاء في ميدان التحرير بالقاهرة وفي مدن أخرى للاحتجاج وشارك أكثر من ألفي محتج في مسيرات بوسط المدينة ثم عادوا إلى التحرير حيث تعرضوا ليلا لما قال شهود عيان إنه هجوم بلطجية بالعصي وردد المشاركون في المسيرة هتافات يقول أحدها "يا نهار اسود على التهييس (المزاح الفارغ) قاتل اخويا هيبقى رئيس".

وقال المحامي الحقوقي خالد علي الذي كان مرشحا للانتخابات في تصريحات لقناة الجزيرة مباشر مصر ليل الاثنين إن الانتخابات زورت وإنه يطلب "تشكيل لجنة قضائية مستقلة تراجع كل أعمال الفرز" وأضاف في التصريحات التي أدلى بها خلال الليل وهو وسط مؤيديه المتظاهرين في ميدان التحرير "الانتخابات زورت لصالح أحمد شفيق" وفي وقت سابق قال الإسلامي المعتدل عبد المنعم أبو الفتوح إن الانتخابات لم تكن نزيهة وإنه لا يعترف بنتائجها وتضيف اتهامات التزوير في الجولة الأولى متاعب جديدة لمتاعب الفترة الانتقالية التي وعد المجلس العسكري بأن تنتهي بحلول الأول من يوليو تموز.

ويقول مؤيدو شفيق إنه يستطيع دون غيره إعادة الأمن الذي تضرر منذ اندلاع الاحتجاجات في يناير كانون الثاني العام الماضي إلى الآن. ويقولون إنه سيعمل على تنشيط الاقتصاد المتراجع منذ ذلك الوقت وقال دبلوماسي غربي "أراهن على أنه سيكون هناك تصاعد في العنف في وقت ما من الأسبوعين المقبلين" وتوقع أن يكون من شأن العنف زيادة فرص شفيق الذي يقول إنه سيعيد النظام بأسرع ما يمكن وكانت قناة الحياة التلفزيونية الخاصة بثت لقطات لحريق قالت إنه الذي شب في مقر الحملة الانتخابية لشفيق. وتابعت انه لا يوجد جرحى ويعتبر المحتجون شفيق رمزا لحكم الرئيس المخلوع ويواجه شفيق في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي تجري يومي 16 و17 من يونيو حزيران مرسي مرشح الاخوان.