نقل الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر عن الرئيس السوداني عمر حسن البشير قوله انه مستعد لسحب قواته من منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها مع جنوب السودان. ووصف كارتر ذلك بانها خطوة رئيسية في اتجاه تحقيق السلام بين الجارين ويدور خلاف بين السودان وجنوب السودان بشأن سلسلة من القضايا منذ اعلان جنوب السودان الاستقلال في يوليو تموز . واثارت اشتباكات قرب تلك المنطقة المتنازع عليها مخاوف من اندلاع حرب شاملة الشهر الماضي وانهت اتفاقية سلام 2005 التي مهدت الطريق امام انفصال جنوب السودان حربا استمرت عشرات السنين بين الجانبين ولكنهما اخفقا في الاتفاق على وضع حدودهما المشتركة وتقسيم الديون ووضع المناطق المتنازع عليها ومن بينها ابيي .

وتحدث كارتر للصحفيين بعد اجتماعه مع البشير بالانابة عن مجموعة ايلدرز المستقلة يوم الاحد قائلا ان البشير ابلغه ان السودان مستعد لسحب القوات من ابيي وقال كارتر ان "من بين اكثر النقاط المثيرة للاهتمام التي اثارها انه ابلغ المفاوضين انه مستعد لسحب القوات من ابيي وهو ما نرى انها خطوة رئيسية للامام" وسيطرت الخرطوم على ابيي في مايو ايار من العام الماضي مما دفع عشرات الالاف من المدنيين للهروب بعد هجوم على قافلة للجيش السوداني انحي فيه باللائمة على جنوب السودان ونشرت قوات حفظ سلام اثيوبية في المنطقة بعد ان اجاز مجلس الامن بشكل مبدئي نشرها في يونيو حزيران الماضي . وسحب جنوب السودان قوة الشرطة التابعة له والتي يبلغ حجمها 700 فرد من ابيي هذا الشهر.

وطالب مجلس الامن الدولي في 17 مايو ايار ان يسحب السودان قواته من ابيي بشكل فوري وبلا شروط ولكن الخرطوم تعهدت بان تفعل ذلك فقط بعد انشاء هيئة مراقبين عسكرية مشتركة للمنطقة وقال كارتر ان البشير لم يبد "اي تحفظات او شروط " خلال الاجتماع ولكنه شدد على انه ليس موجودا في السودان من اجل التفاوض واضاف "كنا نعرف بوضوح مقدما انه لم يتبق هناك سوى عدد قليل من القوات وان الجنوب سحب قواته ولذلك فأعتقد ان هذه خطوة رئيسية للامام وان سماع هذه الانباء شيء طيب للغاية."

ومن المقرر ان يستأنف السودان وجنوب السودان محادثات بوساطة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا في 29 مايو ايار لانهاء العمليات القتالية وتسوية النزاعات المتبقية بعد ان ادت الاشتباكات الحدودية الى احباط جولة سابقة من المفاوضات وقتل نحو مليوني شخص في الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه والتي استمرت عشرات السنين بسبب الايدلوجية والدين والانتماء العرقي والنفط.