عبر بان جي مون الأمين عام للامم المتحدة يوم الاثنين عن قلقه من احتمال انتقال اعمال العنف في الصراع الدائر منذ 14 شهرا في سوريا الى لبنان المجاور وأبدى مجددا مخاوفه من تحول العنف في سوريا إلى حرب أهلية شاملة وفي كلمة حول لقاء تم بين بان والرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا اولوند على هامش قمة حلف شمال الاطلسي في شيكاجو نقل المكتب الصحفي للامم المتحدة عن بان قوله إن العالم يمر بلحظة "مهمة للغاية في البحث عن تسوية سلمية للازمة" واوضح بيان الامم المتحدة ان بان "منزعج للغاية من خطر نشوب حرب أهلية شاملة (في سوريا) واندلاع اعمال عنف مرتبطة (بسوريا) في لبنان".

وقالت مصادر أمنية وطبية إن شخصين على الاقل راحا ضحية قتال عنيف بين مسلحين سنة في بيروت يوم الاثنين في أحدث أعمال العنف التي يؤججها التوتر خلال الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد وعبر منسق الامم المتحدة الخاص بلبنان ديريك بلامبلي أيضا عن قلقه إزاء القتال ودعا جميع الأطراف لوقفه. وقال في بيان "يجب معالجة الخلافات من خلال الحوار وعدم اللجوء الى العنف " وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق للصحفيين في نيويورك إن بلامبلي على اتصال بجميع الأطراف في الحكومة اللبنانية التي تضم حزب الله الشيعي الموالي لسوريا.

ويتعاطف كثير من المسلمين السنة في لبنان مع الانتفاضة التي يقودها السنة في سوريا ضد الأسد الذي أرسل والده قوات إلى لبنان خلال الحرب الاهلية من 1975 حتى 1990. وانسحب الجيش السوري عام 2005 تحت ضغط دولي لكن الأسد يحتفظ بحلفاء أقوياء في لبنان بما في ذلك حزب الله وشركاؤه المسيحيون الموالون لسوريا في حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وللامم المتحدة قوة لحفظ السلام بلبنان في معقل حزب الله الى الجنوب من نهر الليطاني. وردا على سؤال حول اعادة انتشار محتمل للقوة المعروفة باسم (يونيفيل) في ضوء أعمال العنف الأخيرة وقال حق أن هناك حاجة إلى تعديل التفويض الممنوح من مجلس الامن التابع للامم المتحدة للانتشار الى الشمال من نهر الليطاني.

وقال "نحن لا نبحث ذلك في الوقت الحاضر" وجرى تعزيز قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان بعد حرب عام 2006 بين اسرائيل وحزب الله وأصبح قوامها الآن حوالي 12 الف جندي وفي الأسبوع الماضي ارسل بشار الجعفري سفير سوريا لدى الامم المتحدة رسالة إلى بان ومجلس الامن الدولي يتهم فيها بعض الفصائل اللبنانية باحتضان تنظيم القاعدة وجماعة الاخوان المسلمين ومساعدتهم على ترسيخ وجودهم على طول الحدود السورية من أجل شن هجمات على سوريا كما اتهم تركيا وليبيا بتسليح المعارضة التي تحاول القوات الموالية للاسد سحقها دون جدوى منذ أكثر من عام فيما أسفر وفقا لاحصاءات الامم المتحدة عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص.

وفي تعليقات تعزز فيما يبدو شكاوى الحكومة السورية بشأن المقاتلين الاجانب قال بان في الاسبوع الماضي انه يعتقد ان تنظيم القاعدة مسؤول عن تفجير سيارتين ملغومتين أسفرا عن مقتل 55 شخصا على الاقل في سوريا الاسبوع الماضي. لكن الأمم المتحدة قالت في وقت لاحق إنه لا يوجد أدلة دامغة على هذا الاتهام وكان للبنان علاقة معقدة مع سوريا التي تواصل ممارسة بعض النفوذ على جارتها على الرغم من رحيل الاف الجنود السوريين وعملاء المخابرات عام 2005 من الاراضي اللبنانية وتقوم الأمم المتحدة بنشر ما يصل الى 300 مراقب عسكري غير مسلحين لمراقبة هدنة تم الاتفاق عليها في سوريا لكنها لم تصمد حتى الآن.