يخوض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انتخابات في سبتمبر أيلول ليواجه تحديات كبرى لم تحسم بعد تتراوح بين الحد من الطموح النووي الإيراني وبين تحقيق السلام مع الفلسطينيين وفيما يلي لمحة عن القضايا الرئيسية التي تهيمن على جدول أعمال حكومة نتنياهو المنتهية ولايتها.

إيران

جعل نتنياهو العالم يضرب أخماسا في أسداس فيما إذا كانت اسرائيل ستضرب إيران لوقف ما تعتقد هي والغرب بأنه برنامج لإنتاج سلاح نووي. وأشعلت تحذيرات من زعماء اسرائيل من أن منشآت نووية إيرانية تحت الأرض على عمق كبير يمكن أن تصبح قريبا محصنة من أي هجوم بقنابل اسرائيلية المخاوف الدولية من هجوم اسرائيلي وشيك على إيران. ويقول نتنياهو إن تحذيراته من الخطر النووي الإيراني على العالم ساعد على تكثيف العقوبات الدولية على طهران. وشكك بعض الاسرائيليين البارزين منهم قادة سابقون في أجهزة مخابرات في القيمة الاستراتيجية للضربة الاسرائيلية الاستباقية.

الشرق الأوسط

تولى نتنياهو منصبه عام 2009 دون أن يوافق قط على إقامة دولة فلسطينية. وحدث تحول عقب ضغط من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد مضي نحو شهرين على إدارة نتنياهو الجديدة عندما قال الزعيم اليميني إنه سيقبل بإقامة دولة فلسطينية. لكنه وضع سلسلة من الشروط وبعضها اعترض عليها الفلسطينيون في الماضي منها نزع سلاح أي دولة مستقبلية واعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة يهودية وعندما حثته واشنطن على المساعدة على إقناع الفلسطينيين بالمشاركة في المحادثات فرض نتنياهو تجميدا جزئيا لمدة عشرة أشهر على البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة. وعاد الفلسطينيون للتفاوض عام 2010 لكن سرعان ما انهارت المحادثات بعد أن رفض نتنياهو تمديد الحظر على البناء الاستيطاني.

وتراقب اسرائيل بتوجس انتفاضات الربيع العربي. وتقول اسرائيل إن هذه الانتفاضات خاصة في مصر حيث زادت قوة جماعة الاخوان المسلمين وسط مشاعر قوية مناهضة لاسرائيل أظهرت حاجة اسرائيل للتحرك بحذر في أي عملية سلام مع الفلسطينيين وفي عام 2011 وافق نتنياهو على صفقة توسطت فيها مصر مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أدت إلى إعادة المجند الاسرائيلي جلعاد شاليط بعد أن ظل محتجزا طوال خمس سنوات في غزة مقابل الإفراج عن أكثر من 1000 أسير فلسطيني كانت تحتجزهم اسرائيل.

المستوطنات

دفع قرار في نوفمبر تشرين الثاني لمنظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو) التابعة للأمم المتحدة منح عضوية كاملة للفلسطينيين نتنياهو لإعلان أن اسرائيل ستسرع من بناء نحو ألفي وحدة سكنية في مستوطنات قالت إنها تعتزم الاحتفاظ بها في أي اتفاق سلام في المستقبل وفي خطوة أخرى زادت من الغضب الفلسطيني والقلق الدولي أعلنت حكومة نتنياهو الشهر الماضي إضفاء الصفة الشرعية بأثر رجعي على مواقع استيطانية بنيت بطريقة غير مشروعة في الضفة الغربية. وقالت جماعة (السلام الآن) الاسرائيلية المناهضة للاستيطان إن تغيير وضع هذه المواقع يمثل أول مرة منذ عام 1990 التي تبنى فيها مستوطنة جديدة وهو ما نفاه مسؤول اسرائيلي.

الاقتصاد

بدأت أسوأ أزمة مالية في العالم منذ فترة الركود الكبير قبيل تولي نتنياهو منصبه مباشرة. وتمكن من تمرير ميزانية لعام 2009 ولعام 2010 حافظتا على السياسات المالية المتقشفة في حين أن بنك اسرائيل خفض من أسعار الفائدة وتمكن الاقتصاد أغلب الوقت من اجتياز الأزمة. وبعد معدل نمو بلغ 0.8 في المئة عام 2009 حقق الاقتصاد نموا بلغ 4.8 في المئة في كل من 2010 و2011. ولم يكن هذا كافيا لتهدئة المواطنين وواجه نتنياهو احتجاجات حاشدة عام 2010 بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة. ونزع نتنياهو فتيل الأزمة بتشكيل لجنة لدراسة المشكلات المثارة لكن زعماء الاحتجاجات يقولون إنها لم تحل مخاوف أساسية ويحذرون من احتجاجات جديدة.

الانقسام بين العلمانيين والمتدينين

تصدرت واقعة في أواخر العام الماضي بصق خلالها يهود متشددون على تلميذة اتهموها بارتداء ملابس غير محتشمة عناوين الصحف وأثارت جدلا على مستوى البلاد حول الانقسام القائم منذ عشرات السنين بين العلمانيين والمتدينين في الدولة اليهودية لكن قضية مستقبل إعفاء اليهود المتشددين من التجنيد هددت بانهيار الائتلاف الذي يقوده نتنياهو وفتحت الطريق لإجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها بعام. وهناك خلاف قائم بين الأحزاب الدينية في الحكومة الحالية والفصيل القومي المتشدد حول الإعفاء من التجنيد. ولم ينظر بعد في تشريع جديد للتجنيد ومن المرجح الا يستكمل الا بعد الانتخابات.