قال السفير البريطاني توماس رايلي، الذي سيغادر المغرب بعدما قضى به ثلاث سنوات في السلك الدبلوماسي، إنه لا يعرف الوجهة الدبلوماسية المقبلة له، وما إن كان سيعين في منصب جديد بعد مغادرة المملكة.

ولفت السفير البريطاني إلى أنه سيتوجه صوب فرنسا حيث يملك منزلا بها، مشددا على أنه قد يعود إلى العمل في القطاع الخاص بعد هذه التجربة بالمغرب.

وأكد الدبلوماسي أن الفترة التي قضاها بالمملكة جعلته متيم بها، مشيرا إلى أنه بالرغم من اكتشافه عددا من البلدان العربية، فإن المغرب ترك بالنسبة له وقعا أفضل وجعله يرتبط به بشكل كبير، مؤكدا أن هذا البلد "مليء بالفرص، ودولة ذات إمكانيات استثنائية".

وأوضح رايلي أن تجربته في الرباط تجاوزت آماله وأحلامه، وأعجب بالمناظر الطبيعية والتنوع فيها خلال زياراته المتعددة لمختلف المدن شمالا وجنوبا، لافتا إلى أن المغرب يختلف كثيرا عن الدول التي زارها من حيث الضيافة والاستقبال، حيث لا يتم اعتبارك غريبا بل يتم الترحيب بأذرع مفتوحة.

وأضاف بالقول: "هناك الكثير من الفرص بهذا البلد، وأتمنى من صميم قلبي التوفيق له فيها، وآمل أن يجتاز هذا الوقت الصعب المتمثل في جائحة كورونا وأن يعرف كيفية المضي نحو المستقبل".

ويتذكر الدبلوماسي البريطاني زيارته لمنطقة رأس الماء ضواحي السعيدية في الجهة الشرقية، حيث قضى إجازة هناك رفقة عائلته، ناهيك على زيارته لمنطقة إمليل بمراكش، وركوب البغال للصعود إلى قمة توبقال، وهي زيارات ستظل في ذاكرته وفق تعبيره.

وعبر توماس رايلي عن أسفه لكونه لم يتمكن من القيام بمجموعة من الأشياء، والتي كانت جائحة "كورونا" وراء ذلك؛ وعلى رأسها الأحداث الثقافية والرياضية التي كان قد تمت برمجتها، إلى جانب رغبته في عقد مؤتمر ريادة الأعمال بالمغرب.

وبخصوص العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، شدد الدبلوماسي البريطاني على أن التبادل الثقافي والتعليمي كان من أهم الأشياء التي ميزت حقبته، مشيرا إلى أنه راهن على تعليم الفتيات وتمكين النساء، إلى جانب العمل على توقيع اتفاقيات عديدة بين المملكة المتحدة والمغرب بما في ذلك اتفاقية استمرارية التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واتفاقية إنشاء مدارس بريطانية وغيرها من الاتفاقيات.

وتحدث السفير المنتهية حقبته عن الدبلوماسي الذي سيخلفه، ويتعلق الأمر بالسفير سيمون مارتن الذي كان يشغل هذا المنصب في البحرين، حيث أكد أنه سيعمل على مواصلة المسار الذي تم تشييده بين البلدين، وتوطيد العلاقات بينهما.

وفي هذا السياق، أردف بأن المملكة المتحدة والمغرب يتوفران حاليا على خارطة طريق جيدة للعلاقات بينهما، مضيفا أن هناك الكثير كما يجب القيام به وتحقيق التوازن في العلاقات وتحقيق التقدم والقيام بعمل أفضل.