اتهمت تركيا الجمعة فرنسا بالتصرف مثل "بلطجي" في شرق المتوسط ووجهت تحذيرا شديد اللهجة لليونان، في وقت تجتمع فيه الدول الأوروبية لدعم أثينا.

ويشهد شرق المتوسط توترا منذ أرسلت أنقرة الاثنين سفينة استكشاف ترافقها سفينتان عسكريتان في منطقة متنازع عليها ثرية بالاحتياطات الغازية وتطالب بها اليونان.

وغداة نشر باريس طائرتين عسكريتين وسفينتين من سلاح البحرية في شرق المتوسط لإظهار دعمها لليونان في هذه الأزمة، اتهم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو فرنسا بالتصرف مثل "بلطجي".

وقال إنه "يجب على فرنسا خاصة وقف اتخاذ تدابير تفاقم التوتر"، في سياق ازدياد حدة التصعيد بين أنقرة وباريس على خلفية الوضع في المتوسط، وكذلك بشأن ملفي ليبيا وسوريا.

واجتمعت دول الاتحاد الأوروبي الجمعة على مستوى وزراء الخارجية للتعبير عن تضامنها مع اليونان، علاوة على تداول الوضع في بيلاروس.

ودعا الوزراء الأوروبيون إلى إيجاد "حل عبر التفاوض" وإلى "خفض التصعيد"، كما قرروا مواصلة مناقشة الموضوع خلال اجتماع قادم نهاية أغسطس/اب، وفق ما أفاد عدة مسؤولين.

وفي إشارة إلى تدهور الوضع، أكدت أنقرة الجمعة أنها ردت على محاولة اعتداء على سفينة الاستكشاف "عروج ريس".

وقال أردوغان الخميس إن سفينة عسكرية تركية "ردت عليهم بطريقة مناسبة فعادوا إلى مرفئهم"، مضيفا أنه "في حال تواصل ذلك، سيتم الرد".

بدورها، تحدثت صحيفة "كاثيميريني" اليونانية عن اصطدام فرقاطة يونانية بسفينة تركية الأربعاء، لكن لم تؤكد قيادة الأركان اليونانية حصول الحادثة.

ورغم عدم رده على تصريحات أنقرة الأخيرة، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة على تويتر أن فرنسا لها "رؤى متقاربة حول الوضع في المتوسط" مع الولايات المتحدة والإمارات.

وتحدث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع نظيره اليوناني نيكوس داندياس في فيينا حول "الحاجة الطارئة إلى خفض التوتر في شرق المتوسط"، وفق ما جاء في بيان لوزارته.

وإلى جانب تصريحاتها شديدة اللهجة، تبنت تركيا أيضا لهجة تصالحية.، حيث أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الجمعة أن بلاده "لا ترغب في التصعيد" وتدعم عقد "حوار هادئ".

أما وزير الدفاع خلوصي آكار، فقد شدد على أن تركيا تأمل عقد محادثات بين خبراء يونانيين وأتراك في أنقرة.

وضمن جهودها للوساطة، تحدثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس مع الرئيس التركي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.

وأعلن أردوغان أنه أكد لميركل أن السفينة التركية ستواصل عمليات البحث حتى 23 أغسطس/اب، مضيفا أنه وافق على إجراء محادثات بعد ذلك التاريخ من أجل "تهدئة الأوضاع".

وأعلنت أنقرة الأسبوع الماضي تعليق عمليات البحث عن الغاز استجابة لطلب من برلين، قبل أن تستأنفها بعد بضعة أيام.

وأدى اكتشاف احتياطات غاز ضخمة في شرق المتوسط خلال الأعوام الماضية إلى تصاعد التوتر بين تركيا واليونان، الجارتان التي لم تخل علاقتهما من الأزمات تاريخيا.

وتدين أثينا ما تعتبره انتهاكا لمجالها البحري من طرف أنقرة، إذ نُشرت سفينة البحث التركية جنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية.

لكن تركيا ترفض الإقرار بأن هذه الجزيرة الصغيرة التي تبعد كيلومترين عن السواحل التركية وأكثر من 500 كلم عن السواحل اليونانية تحدّ هامش تحركها.

ولدعم مطالباتها في شرق المتوسط، وقعت تركيا العام الماضي اتفاق ترسيم حدود بحرية مثير للجدل مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة، لكن أغلب دول المنطقة رفضت الاتفاق.

وفي محاولة للتصدي لأنقرة، وقعت اليونان الأسبوع الماضي اتفاقا مشابها مع مصر أثار غضب الحكومة التركية.