يبدو أن النموذج المغربي في تدبير التعددية الثقافية والتنوع العرقي بات يثير اهتمام الفواعل الدولية، ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية التي تعيش على وقع احتقان غير مسبوق مرده إلى حادثة جورج فلويد الذي قتل على يد عناصر الشرطة الأمريكية منذ أشهر.

وتطرقت مقالة إخبارية، منشورة في صحيفة "Fair Observer" الأمريكية، إلى التعايش بين الثقافات في المجتمع المغربي منذ عقود، الأمر الذي جعل من الرباط نموذجا عالميا يحتذى به، نظرا لنجاحها في تكريس التسامح بين مختلف الديانات والثقافات.

ولفتت المقالة إلى أن بلاد "العم سام" عليها الاطلاع جيدا على حيثيات التجربة المغربية في تدبير التعددية الثقافية، قصد الاستفادة منها في المرحلة القادمة، حتى لا تتكرر الحوادث العنصرية التي تشهدها الولايات المتحدة، وآخرها مقتل الأمريكي الأسود في ماي المنصرم.

وأشارت صحيفة "فير أوبزيرفر" إلى خصائص التجربة المغربية في تدبير التعددية الثقافية، الموسومة بالانسجام والتعايش المشترك بين الديانات والأفراد، راصدة ملامح الإرث الثقافي الموغل في القدم، معتبرة أن التعددية القائمة تعكس غنى وتفرد التراث المغربي الأصيل.

وعادت المقالة إلى جذور الديانة اليهودية في المملكة، واعتناقها من قبل كثير من القبائل الأمازيغية، مشيرة إلى تاريخ الوجود اليهودي بالبلاد، حيث استقرّ اليهود في جميع أنحاء المغرب، واستمروا في ذلك إلى غاية التحاق غالبيتهم بإسرائيل.

كما سلطت الورقة الضوء على دستور سنة 2011، الذي أعاد تعريف الهوية المغربية، التي انصهرت فيها مكونات العربية-الإسلامية والأمازيغية والصحراوية والأندلسية والإفريقية والعبرية، إلى جانب الاعتراف الرسمي بالأمازيغية لغة رسمية في البلاد.

كل ذلك، تورد المقالة، ساهم في تكريس التعددية الثقافية والتنوع العرقي، لافتة إلى أن تسوية أوضاع المهاجرين الأفارقة، لا سيما أفارقة جنوب الصحراء الكبرى، يظهر البعد الإفريقي للهوية الوطنية المغربية.

على صعيد آخر، أكد كاتب المقالة أن المغرب حرص على الاستفادة من إرثه الثقافي لصالح خلق فرص الشغل، من خلال مشاريع التأهيل الثقافي التي يروم عبرها الحفاظ على الذاكرة الجمعية، ضاربا المثال بترميم حي "الملاح اليهودي" في مراكش، إلى جانب ترميم المقابر والأضرحة اليهودية.