أعلن الجيش الوطني الليبي أنه استهدف رتلا تابعا للميليشيات والمرتزقة الذين تدعمهم تركيا غربي مدينة سرت.

وأفادت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي عبر صفحتها على فيسبوك في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء بأن "مقاتلات سلاح الجو التابع للقوات المسلحة العربية استهدفت رتلا تابعا لميليشيات الغزو التركي في (منطقة) وادي بي"، الواقعة جنوبي بوقرين على الطريق المؤدي إلى بلدة بونجيم في بلدية الجفرة.

ولم تقدم شعبة الإعلام مزيدا من التفاصيل. كما لم يصدر بعد أي تعليق من الجانب التركي.

وتأتي الغارة التي شنها طيران الجيش الليبي بعد يومين من استهداف قوات الدفاع الساحلي لقارب اخترق الحظر البحري أمام شواطىء راس لانوف وكان على متنه "إرهابيين تابعين لمليشيات السراج".

ومساء الثلاثاء قال المسماري في بيان عبر صفحته على فيسبوك إن "الجيش الوطني الليبي استهدف قاربا بعد خرقه المنطقة العسكرية المحظورة ليلة الأحد الموافق 9 اغسطس2020 م وكان على متنه حوالي عشرون عنصراً إرهابيين تابعين لمليشيات السراج مختلفة الجنسيات".
وأضاف أن "استهداف القارب جاء عقب دخوله منطقة الحظر وعدم استجابته لنداءات التحذير المتكررة، بعد ذلك تم استهدافه بواسطة وحدات الدفاع الساحلي التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، مما أدى إلى إصابته إصابة مباشرة ، ليتبعها إطلاق عملية بحث وإنقاذ لمن كانوا على متن القارب ولم نصل إلى أي نتائج ايجابية حتى الآن، حيث إن الأمواج رمت بحطام القارب قرب سواحل مدينة رأس الأنوف".
وأشار المسماري إلى أن مصادر ذكرت أن "حكومة الوفاق أعلنت عن تسجيل من كان على القارب كمطلوبين عقب فرارهم باتجاه شرق البلاد على متن قارب قاموا بسرقته."
يذكر أن الجيش الوطني الليبي كان قد حذر في وقت سابق السفن والطائرات من مغبة الاقتراب من الحدود الليبية دون تنسيق مسبق مع الجهات المختصة.

وقالت مصادر ليبية أن ميليشيات الوفاق انتشرت بكشل كثيف مؤخرا في مناطق ترهونة، وسوق الخميس، ومسيحل، وعلى حدود ترهونة الشمالية مدعوة بالمرتزقة التابعين للفصائل السورية.

وأضافت أن الوفاق تسعى لتثبيت مواقع متقدمة لها باتجاه الجنوب الغربي، وخصوصًا في بلدتي ترهونة وبني وليد.

وفي الأسابيع الأخيرة ظهرت حالة من الفوضى والتصدع الداخلي في صفوف حكومة الوفاق والميليشيات التابعة لها وأيضا المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا بالآلاف منذ تدخلها العسكري في ليبيا في يناير الماضي.

وعبرت الميليشيات المسلحة الموالية لقوات الوفاق التي يقودها المطلوب دوليا صلاح بادي مؤخرا عن تململها، مؤكدة أن مقاتليها يتعرضون للهلاك في الصحراء تحت أشعة الشمس الحارقة، بعدما دُفع بهم إلى محور سرت -الجفرة، بانتظار معركة لن تبدأ قريبا على ما يبدو، على الرغم من كافة التعزيزات العسكرية التي دفعت بها أنقرة الأسابيع الماضية لاقتحام المدينة الاستراتيجية الغنية بالنفط.

ونقل المركز الإعلامي لـ"كتيبة الحركة 36"، التابعة لبادي، آمر ما يعرف بـ"لواء الصمود"، أن "الشبان الذين ينتظرون للقتال غرب مدينة سرت، تأكلهم الشمس والرمال والقاذورات كل يوم".

كما لفت في بيان قبل يومين إلى أن "أكثر المقاتلين الذين حُشِدوا غرب سرت تخلوا عن أعمالهم ومشاغلهم، تاركين وراءهم أطفالهم وعائلاتهم دون كهرباء أو مياه أو سيولة نقدية، علاوة على ظروف انتشار فيروس كورونا الذي تعيشها".

ولم تستطع حكومة الوفاق مدفوعة بتجييش تركي التقدم نحو سرت رغم تحشيدها العسكري الكبير في غرب ليبيا شمل الآلاف من المرتزقة الذين أتت بهم انقرة من سوريا وتهديدها بذلك منذ أسابيع، خصوصا بعد تلويح مصر بالتدخل لدعم الجيش الليبي في حال تم ذلك بالإضافة إلى تدخل قوى إقليمية ودولية لمنع الانتهاكات التركية في المنطقة وكبح سعي الرئيس رجب طيب أردوغان لفرض نفوذه بالقوة في ليبيا.