ما شهدته بيروت من تفجير هائل في مرفئها، كان كارثة كبرى وتشرنوبيل آخر أصاب العاصمة اللبنانية وأحدث فيها كل هذا الخراب والدمار، وقد تزامن تفجيرها مع ذكرى تفجير هيروشيما، وقد خلف تفجير بيروت اكثر من مائة ضحية والاف الجرحى والمصابين وخسائر مالية تقدر بعشرات المليارات. ولا يستعبد مراقبون ان تتعرض بغداد لتفجير مماثل في قادم الايام، لا سمح الله!

كارثة بيروت، بل فاجعة مرفئها قد تتكرر في مدينة بغداد، وبخاصة أن أحياء مثل الكرادة خارج والكرادة داخل، وشارع فلسطين والبلديات ومناطق جنوبي بغداد وشمالها. تحولت هذ الأحياء الى متاريس للسلاح المنفلت، ومخازن لمواد متفجرة تابعة لفصائل تدعي انتماءها الى الحشد الشعبي، يعمل بعضها خارج إطار القانون، وتشكل تهديدا للدولة نفسها. والأنكى من ذلك أنها تتخذ من مناطق شاسعة في الكرادة وشارع فلسطين ومناطق متفرقة من جنوبي بغداد وفي شرقيها وشمالها، وهي مكتظة بالسكان والمحال التجارية، والمطاعم والمنتديات الثقافية والمهنية والدوائر المهمة وكليات مختلفة، لكن كرادة خارج وداخل والمسبح تعد هي البؤرة الاكثر خطورة على أهالي بغداد، حيث لا يستبعد مراقبون ان تتعرض بغداد لتفجير قد لا يكون بنفس درجة الخطورة التي عصفت بلبنان، لكنها ستكون فضيعة بالتأكيد، ونتائجها ليس أقل كارثية مما حدث في مرفأ بيروت!

المطلوب في بغداد أن تتم وبسرعة فائقة متابعة كل مخازن السلاح ومخازن المواد المتفجرة التي قد يكون قد تم تخزينها في بغداد، فلا يدري البغداديون كم من جرى تخزينه في مدينتهم، لكن لديهم مخاوف من ان يحصل لهم على شاكلة ما حصل لبيروت. لهذا فان على السيد الكاظمي والأجهزة الأمنية أن يقوما بخطوة أكثر جرأة للقيام بحملات واسعة النطاق، ودعوة المواطنين للابلاغ عن كل محاولات مشبوهة واجرامية من هذا النوع لتخزين مواد متفجرة او شديدة الانفجار او حارقة، وتخصيص جوائز ثمينة لمن يدلي بمعلومات عنها، وقد شهدت بغداد محاولات تفجير كانت أقل ضررا، وتعرض مصرف حكومي في ساحة الفردوس بالكرادة للحرق والدمار قبل فترة بفعل تخزين مواد حارقة بجواره، ولم تكشف السلطات الامنية عن سبب الحريق او الانفجار، كون المخزن يعود لأحد الفصائل، كما يقال.

ما حدث في بيروت جرس إنذار خطير للغاية للعراقيين ولدول في المنطقة، بأن العراق مقبل على كوارث تفجير واسعة النطاق على غرار ما جرى في بيروت، وينبغي اخذ هذا الاحتمال على محمل الجد، واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لتفادي كارثة تشرنوبيل اخرى في العاصمة بغداد، واذا ما حدث تفجير بحجم تفجير بيروت، فستتعرض بغداد لأهوال ودمار وقتل للارواح لم يشهد لها التاريخ مثيلا لا سمح الله.

أعيدوا النظر بكل المواقع العسكرية ومخازن تخزين السلاح في بغداد، ولا تكونوا على شاكلة نيرون الذي احرق روما، فهل أنتم تعون حجم ما ينتظر العراقيون من دمار لاسمح الله، أم أن الامور تترك للاقدار ولعبث العابثين وتزهق اراوح الاف العراقيين وتمحى مدنهم من الخارطة ارضاء لاهواء وامزجة أناس خارجين عن القانون، ولا يهمهم ان يحترق العراق او يكتوي العراقيون بدمار هائل على غرار ما شهدته بيروت..وتبقى رحمة الله هي الوحيدة التي قد تشفع للعراقيين من كارثة تحدق بهم، جنب الله هذا الشعب المغلوب على أمره ويلاتها.. والله متم نوره ولو كره الكافرون.

حامد شهاب