1/في طبيعة الإجراءات الأولية:

يُتوخى تأسيسيا وراهنيا،في سبيل تحقيق المُبتغى الثقافي-الديموقراطي،السّبل/الإجراءات التالية (كأولويات):

1-الفعل الإيجابي عبر إزاحة مُجمل الظروف التي تؤدي/تُؤسس مجالات النُكوص،اليأس والعزوف التي أصبحت تَسِم أغلب المتعاطين للمجال الثقافي ،في حين الفعل النّسبي من أجل خلق إطارات جادة ونوعية تفتح(أو تحاول) المسارب الطبيعية لكل الطاقات المميزة،للتعبير عن ذواتها ومساعدتها على الخلق والإبداع بما يرافقهما تحديدا،من تعبير عن الإحساسات ،الرغبات وكذا،الطموحات التي تخالجها(من دون وصاية وبعيدا عن مُحتكري الحقل الثقافي اللذين انتفعوامنه في غفلة من الزمن )

2- الفِعْلُ في هدفية خلق وعي نقدي-ديموقراطي يؤمن بالاختلاف ويهدف صرامَة الموقف الإبداعي:الشّفهي منه والمكتوب،الذي من شأنه إطلاق فضاءات المُمكن مشرعة ورحبة..وهو الإختلاف الذي من شأنه أيضا وأيضا، أن يسمو عن ردّ الفعل،في كل ما يعتقد،يختار ويفعل،عن رؤيا وإرادة ويُثمّن على ضوءها كل ما يعترض له من أحداث ووقائع ذات صبغة سياسية،إن فكرية-ثقافة أو غيرها...تُمكنه من أن يُراجع عبرها،القديم ويسْتشرف المستقبل،فيما تُساعده،على تجاوز كل النّزوعات والصفات السلبية التي يُمكن أن تَسم بعناصرها،ذاته،بفعل الظروف/ظروف الإحباط العامة:من ذاتية مُتعالية ومُتمركزة أو طقوسية أو صنمية أو إقصاء مُفتعل للمُختلف أو غير هذا مما شابه..

3- المُساهمة اعتمادا على الفعل السابق،وفي ضوء الإمكانات المُتوافرة،في محاولة إنتاج ثقافة ذات توجّه ديموقراطي عام،مُؤْتنس ومواكب لكافة التحولات السياسية والفكرية-الثقافية التي تَطْبع المرحلة التاريخية الراهنة بالبلاد....وهذا على اعتبار الثقافي كخطاب لا يمكن أن يخلو نت الحديث عن الحرية والتّنويه بها...وللعملية الإبداعية – فيما نعتقد- الأولوية،بما تحمله في ذاتها،من قيم،أساليب ،خطط،تشخيصات،وآفاق مُحايثة لها.

وإذن،يبدو من أهم أهداف المشروع الثقافي- الديموقراطي : قراءة أهم التّحولات الفكرية-الثقافية ذات البُعد الإجتماعي،وفق المناهج النّقدية الحديثة،وبلورة الموقف النّقدي-المعرفي الديموقراطي الأنسب...أي ذاك الذي يذهب تحديدا،إلى إطلاق قوى الفِعْل وتحرير الخيال،وترشيد المعرفة والمُمْكن معا،فيما يذهب-وهذا أساسي إلى ردّ الإعتبار للانسان واحترام المُخْتلف،بينما أيضا،مُباركة الجدّة ومحاربة معوقاتها العامة والخاصة.

2/في المضمون الديموقراطي الحداثي المفترض:

غني عن البيان أن انتعاش الحقل الثقافي العام يتم على ضوء ما يَرْدِفُ به الوضع العام بالبلاد،في صعده الرّئيسية المتعدّدة...وغني عن البيان أيضا أن قراءة التّحولات المذكورة بالنظر إلى ما سبق،تُفيد في استقراء الواقع العام ذاته،من خلال من خلال رؤى مختلفة ومتنوعة بتنوّع مرجعياتها،حيث هي بهذا المنحى تُجانب ذلك الفهم القائم في قراءة الواقع،على قصور مُعْتمِد على نسقية واحدة مكرورة ومُمِلّة.فيما هي فيما هي أيضا تُفيد في محاولة إنتاج ثقافة ذات مضمون يَرجو لذاته،وفي ذاته،أن يكون يكون شاملا ومتكاملا،يضع نصب عينيه،بلورة رؤيا موضوعية تتوخى قبل تشريح الواقع،العمل على تحريكه،ضدا على الثبات والجمودية...فيما تهدف أيضا وأيضا،الإجتهاد ومجانبة كل إسقاط ملوث ب"الايديولوجيا "...هاته الأخيرة التي يمكن أن تشكل لدى كل تفكير كسول ومُبتذل،رافدا معرفيا وحيدا وأوحدا،فيما هي أصلا،تُكَرّس الجمود والكسل الإبداعيين،وفِعْل إعاقة كل تطور إيجابي للعملية الثقافية المُتوخاة.

وإذا كانت القراءة المذكورة يجب أن تؤسس أدواتها ثقافيا وتوجّهها ديموقراطيا،على سبيل الإمساك ببعض عناصر المَتْن الفكري-الثقافي...فإنها أيضا،ستتمكن في ظل الإختلاف والتنوع من اجتناب السياقات المكرورة التي لايمكن لها،كأفق،إلا أن تستهْلك طاقاتها،أدواتها ووسائلها المعتمدة،في ظل واقع دينامي مُتغيرةٌ عناصره وعناصر بنياته باستمرار بعامة.

ثم وأيضا، فإن القراءة هاته المُستهدفة،بما هي مُقترحة عليه،يجب أن لا تقتصر في ذلك على المنتوج المكتوب وحده،بل يجب أن تتجاوز ذلك إلى كل الأشكال التّعبيرية الأخرى،وخصوصا منها الفنية،التي يمكن أن يُعبّر المنتوج المكتوب عن ذاته من خلالها،ونعني: السينما،المسرح،

التّشكيل،وغير هذا.وهذا من جهة أولى. أما من جهة ثانية،فإنها تقتضي الإنفتاح على الواقع،لكن بصفة تأسيسية لا جاهزة مُكتملة،تدّعي التمام والكمال!..بل تُراعي لوازم المرحلة التاريخية في استدلالاتها المقروءة،وفق برنامج يُنظم لأهم أشواطها،ويمنحها معناها وجوهرها،ضمن هدفية خلق وعي ثقافي ذي طبيعة مدنية،يُساهم بالأول والأخير،في الإعداد العام للوعي الديموقراطي الحداثي المُتوخى.



عبد الله راكز