تتكثف الجهود العربية لمواجهة الأزمة الليبية بعد استفحالها نتيجة التدخلات التركية المتواصلة.
وفي هذا الصدد بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الملف الليبي اضافة الى علاقات الصداقة والتعاون وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة بين البلدين وتفعيلها بما يحقق طموحات شعبيهما في التنمية والتقدم.
وناقش الطرفان  خلال الاتصال، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مستجدات الوضع على الساحة الليبية.
وقالت وكالة أنباء الإمارات "وام" إن الجانبين أكدا أهمية العمل على تجنب التصعيد العسكري في الأزمة الليبية والذي يضر بفرص التسوية السياسية ويزيد معاناة الشعب الليبي وضرورة الدفع في اتجاه تطبيق المبادرات المطروحة للحل السلمي.
كما تناول الاتصال تطورات "وباء كورونا" في البلدين وفي العالم، وسبل التعامل معه وإحتواء آثاره على مختلف المستويات.
وبالتوازي مع الجهود الاماراتية لاحلال السلام في ليبيا وتجنيب شعبها ويلات الحروب المستمرة تعمل مصر على نفس الخط حيث ناقش وزير الخارجية المصري سامح شكري، الخميس، في اتصال هاتفي مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو الأوضاع الإقليمية، ولاسيما تطورات الأوضاع في ليبيا على ضوء الأولوية المتقدمة التي يوليها البلدان لهذا الملف.
وصرح أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن شكري أكد على ضرورة دعم الجهود الرامية إلى التوصل لحل شامل ومستدام يراعي كافة جوانب الأزمة هناك، بما في ذلك من خلال العمل نحو تفعيل إعلان القاهرة الذي يأتي مكملا لمسار برلين، محذرا من مغبة التدخلات الأجنبية غير المشروعة في ليبيا وما يتم من نقل المقاتلين الأجانب إلى ليبيا.
وفي هذا السياق، قدم الوزير شكري شرحا بشأن اللقاء الذي تم اليوم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ومشايخ وأعيان القبائل الليبية الممثلة لأطياف الشعب الليبي بكافة ربوع البلاد.

والخميس أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مؤتمر التقى خلاله شيوخ قبائل ليبية أن مصر "لن تقف مكتوفة الأيدي" في مواجهة أي تحركات قد تشكل تهديدا للأمن في مصر وليبيا.
وقال السيسي خلال المؤتمر الذي بثّه التلفزيون الرسمي "مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أية تحركات تشكل تهديدا مباشرا قويا للأمن القومي ليس المصري والليبي فقط وإنما العربي والإقليمي والدولي".
ويأتي ذلك بعد يومين من إعلان مجلس النواب الليبي المؤيّد للمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي في شرق البلاد، أنّه أجاز لمصر التدخّل عسكريا في ليبيا "لحماية الأمن القومي" للبلدين، مشدّدا على أهمية تضافر جهودهما من أجل "دحر المُحتلّ الغازي" التّركي.
والسبت نفّذ الجيش المصري مناورة عسكرية باسم "حسم 2020"، ضمّت تشكيلات من القوات البحرية والجوية والخاصة في المناطق الحدودية الغربية بين مصر وليبيا.
وتشهد ليبيا التي تملك أكبر احتياطي نفط في إفريقيا نزاعا بين سلطتين: حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد وجزء من جنوبها والمدعوم من البرلمان المنتخب ومقرّه طبرق.
وتاتي تحذيرات الرئيس السيسي عقب حديث الجيش الليبي عن تحشيد تركيا لمقاتلين في محيط سرت والجفرة في محاولة للسيطرة عليهما.