عندما  فضحت  مجلة TSA  حالة  الجزائر الوبائية  يوم 6 ماي 2020 أن عدد  المصابين في الجزائر في ذلك  الوقت قارب نصف مليون حالة  إصابة، وعندما ظهرت في كل وسائل التواصل الاجتماعي صورة  المستشفى  الميداني  الذي دشنه  شنقريحة، الصورة التي غزت  العالم  وأثارت  شفقة  الأعداء  قبل  الأصدقاء، هذا  المتستشفى  الميداني  عبارة  عن  خيمة  من  مخلفات  الحرب  العالمية  الأولى  رثة  ومرقعة  وفارغة  ولا يوجد  فيها  ولو   زجاجة ) eau de javel  )   خيمة  خاوية  على  عروشها  لا تصلح  لإيواء  حتى  الكلاب  الموبوءة  ،  في  هذا الوقت  نشرت  كبار  وكالات  الأنباء  العالمية  و الصحف  والمجلات  العالمية  والمواقع  الالكترونية  هذا  الخبر  (أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن بلاده “تمتلك أفضل منظومة صحية في المغرب العربي وإفريقيا، أحب من أحب وكره من كره”.) ....

أظن  أن تبون كان صادقا  مع  نفسه فيما  قاله  لأنه  كان  يقصد أن العسكر الجزائري جهز كل ثكناته بما  تحتاجه  للعناية  بعسكر فرنسا لأنه هو الذي  يحكم الجزائر  وهو الذي   يحميه  وهو  الوسيلة  الوحيدة  لقمع  الشعب  إذا  انتفض  ذات  يوم  على  هذه  السلطة  الغاشمة  ،  وهو  لم  يذكر  كلمة  ( الشعب  الجزائري  )  ...والذي  يجب أن  يثير   استغرابنا  هو :  كيف  لمافيا  الجنرالات  الحاكمة  في  الجزائر  ستعتـني  بعدوها  الأول  ألا  وهو  الشعب  الجزائري ،  هذا  غير  منطقي  ،  لقد  جاءتها  الفرصة   للتخلص  من  أكبر  عدد  من  الشعب  لتسهيل  مهمة  قمع  الباقي  ، وحينما  وصفتُ  بعض  الجزائريين  الذين  يمجدون  تبون  وبوتفليقة   وبومدين    و أطلقت  عليهم  اسم  (  شعب  بومدين  الحلوف  )  لم  أخطئ  أبدا  لأن  هذه  الشردمة  هي  التي  تستفيد  من  خدمات  العسكر  وهي  مَقْدُورٌ  عليها  أما  أكثر  من  40  مليون  جزائري  فهي  بين  يدي  الله  تركها   المجرمون  الحاكمون  لقدرهم  يواجهونه  ...

إن  الأيادي  الخارجية  هي  التي  يجب  أن  تتكفل  بـ  40  مليون  جزائري  لأن  سلطة  الجزائر  ليس  لها  سوى  حلوف  العسكر  يجب  أن  تعتني  به  بما  تستورده  يوميا  تقريبا  من  جميع  بقاع  العالم  من  أدوية  وتجهيزات  لمعالجة  العمود  الفقري  للدولة  الجزائرية  وهي  العسكر ، أما   الشعب  فدائما  في  نظر  حكام  الجزائر  له  علاقة  بالأيادي   الخارجية  ،  إذن  على  الأيادي  الخارجية  أن  تعتني   بالشعب   الجزائري  لأن  العسكر  في  الجزائر  هو  الجزائر  والجزائر  هي  العسكر  منذ  1962  ،  أما  ما  يسمى  الشعب  فهو  مجرد  (  ديكور )  لتأثيت  جنبات  الدولة  و مناطقها  ،  وكلما  حاول  هذا  العدد  أن  يفيض  عن  الزيادة  المعقولة  افتعلوا  مصيبة  لنقص  هذا   العدد  ،  فقد  قتلوا  في  أكتوبر  1988 أكثر من  ألف  قتيل  وعدد لا يحصى  من  المفقودين  ،  وجاءت  أحداث  العشرية  السوداء  التي  اعترفت  الدولة  بمقتل  250  الف  ذبيح  و حوالي  60  ألف  من  المفقودين  ، إن  الجيش  في   الجزائر  يجب  العناية  به  جيدا  لأنه  هو  المُخَلِّصُ  للسلطة  من  كل   المخاطر  القادمة   من  الشعب  الجزائري الأعزل ،  أما  الشعب  فهو  يواجه  الكوارث  الوبائية   أو   الطبيعية  بنفسه  لأنه  ليس  من  العسكر ،  ولأن  شعب  المافيا  الحاكمة  في  الجزائر  هو  العسكر  وحده   وقليل  من (  شعب  بومدين  الحلوف  )   ....

عندما  غزت  كورونا  الجزائر  بدأ  أطباء  المستشفيات   العمومية  وأطباء  العيادات  الخاصة  أنفسهم  يشتكون  منذ  بداية  انتشار  الوباء  فيما  بينهم  وكثير  من   أطباء  العيادات  الخاصة  أغلقوا  عياداتهم  واستقروا  في   بيوتهم  في  انتظار  قدر  الله  ،  وإذا  سألتهم  لماذا  تصرفوا  هذا   التصرف  يكون  جوابهم  واحدا  وهو :  كيف  ستعالج  مصابا  وأنت  لا تملك  بنفسك  أدوات  لوقاية  نفسك  من  العدوى ، وإذا  حاولتَ  إرسال  مصابٍ  إلى  المستشفى  يسخر  منك  لأن  الجميع  يعرف  أن  مستشفيات  الجزائر  عبارة  عن  بنايات  خَـرِبَةً   تركها  الاستعمار  ولم  تعمل  أي  عصابة  من  العصابات  التي  مرت  على  السلطة  في  الجزائر  طيلة   58  سنة  أن  تقوم  بترميمها  وتجهيزها  ،  الكل  يعرف  ذلك  ،  ومعالجة  الأمراض  قبل  كورونا  كانت  في  الجزائر  تتم  على  طريقتين  الأولى :  الاكتفاء  بإعطاء  المريض  بعض  المسكنات  إلى  أن  يلقى  ربه  والطريقة  الثانية  وهي  خاصة  بالذين  لهم  أهالي  وأقارب  في  فرنسا  ،  وكان  مستشفى  عين  النعجة  خاص  بِعِلْيَةِ  القوم  بخصوص  الأمراض  البسيطة  التي  تحتاج  لعمليات  بسيطة  كذلك  مثل  أمراض  اللوزتين  والزائدة  الدودية  واقتلاع  ظفر  متعفن  ولا  يستفيد من  ذلك  الشعب  أبدا  فهو  لكراكيز  الحكومة  فقط  أما إذا  كان  المرض  خطيرا  فلا  بد  من  اللجوء  إلى  مستشفيات  فرنسا ، لدرجة  أنه  أصبح  بعض  الجزئريين  يحفظون   أسماء   المستشفيات  الفرنسية  لأنهم  لا  يعرفون  غير  مستشفى  عين  النعجة ..

تَـفَـشَّى  وباء  كورونا  في  الجزائر  وانتهى  الأمر ،  وفَـلَـتَ   زمام  الأمر  من  يد  بعض  المُخلصين  الوطنيين  من الأطباء  وأصبحوا  يبكون  ليل  نهار  لِـهَوْلِ  ما   يشاهدونه  يوميا  من  كوارث  ،  فالطبيب  بدون  أجهزة  طبية  لمواجهة  الوباء  وبدون  أدوية  وبدون  أَسِرَّةٍ  تكفي  المصابين  يبكي  على  هذه  الحالات  ويتساءل  أين  تذهب  كل  ما  تستورده  الجزائر   يوميا  من  أجهزة  وأدوية  ومستلزمات  طبية  لدرء  خطر  انتشار  الوباء ؟  إنها  يا  ولدي  تذهب  للثكنات  العسكرية  التي  تجعل  من  بعض  جوانبها   مستشفيات  للعسكر  المصاب  بداء  كورونا  ، أما  الشعب  فليذهب  إلى  الجحيم  ،  لقد  ساعد  وباء  كورونا  مافيا  حكام  الجزائر  في   القضاء  على  الحِراك   الشعبي  كما  تناولت ذلك   عدة  صحف  أجنبية  ومنها  الأندبندت  الإنجليزية  حيث  علقت  على  استغلال  تبون  لهذا  الوباء  لخنق  حراك  22   فبراير  2019  .... الجرائد  تقول  لكننا  نحن  شعب  الجزائر  الأحرار  ننتظر  من  رب  العالمين  ماذا  سيفعل ،  ولن  يفعل  بنا  ربنا  سوى  خيرا  لأن  عدالة  السماء  قدر  كل  الظالمين  شاءوا  أم  كرهوا  ،  ومن  يرفع  أكفه  لرب  العالمين  حاشى  أن  يرده  الخالق  عز  وجل  خائبا ....  فمن  كان   ينتظر  منا  أن  تقوم  ثورة   22  فبراير 2019 ؟ .... أليست  إرادة  الله   وعنايته   الخفية  هي  التي  هيأت  ونفذت  وَأَجْلَتْ  بعضَ  الظُّلُمَاتِ  عنا  ؟  إذن  لا تزال  مشيئة   الله  فوق  العسكر  وتبون  وزبانيتهم  جميعا ...

سمير كرم خاص للجزائر تايمز