بعد إعلان شركة الخطوط الملكية المغربية عن برنامج رحلاتها الاستثنائية، تبعاً لبلاغ الحكومة المتعلق بترخيص السفر الجوي والبحري بين المملكة وبقية بلدان العالم، استنكر مئات مغاربة المهجر استثناء بلدان إقامتهم من شبكة الرحلات المبرمجة بدءاً من 15 يوليوز الجاري.

العشرات من المغاربة المقيمين في كل من جمهورية الكونغو-كينشاسا وجمهورية الكونغو-برازافيل ندّدوا بـ"عدم إدراج أي رحلات جوية استثنائية من أجل نقلهم إلى المملكة"، داعين الحكومة إلى "مراعاة أحوال الجالية المقيمة بهذين البلدين"، مستغربين "اقتصار الرحلات على موريتانيا والسنيغال وكوت ديفوار".

وأفاد أحد المغاربة المقيمين في جمهورية الكونغو الديمقراطية، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، بأن "العدد الإجمالي للمغاربة في العاصمة كينشاسا يتراوح بين 50 و70 فردا، بينما يبلغ العدد في جمهورية الكونغو (عاصمتها برازافيل) قرابة 200 مغربي".

تبعا لذلك، قال محدّثنا، المقيم في العاصمة كينشاسا، إن "الحكومة المغربية مطالبة ببرمجة رحلة استثنائية من أجل نقل المواطنين المقيمين والعالقين في البلد الإفريقي، نتيجة الأوضاع الأمنية الحسّاسة في المدينة، إلى جانب وجود بعض النساء الحوامل".

وأضاف المصرّح أن "رحلة جوية واحدة تكفي لإجلاء المغاربة المقيمين في كل من الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو، في حالة ما كانت شركة الخطوط الملكية المغربية تأخذ العامل الاقتصادي بعين الاعتبار"، مبرزا أن "لارام" "كانت تبرمج رحلات عديدة في الأسبوع الواحد بالكونغو الديمقراطية قبل تفشي كورونا".

وأوضح المصدر عينه أن "المسافة بين كينشاسا وبرازافيل لا تتعدى بضعة كيلومترات فقط؛ ما يسهّل عملية تجميع المغاربة المقيمين هناك"، مؤكدا أن "السفارة المغربية في الكونغو الديمقراطية راسلت وزارة الشؤون الخارجية بشأن الموضوع، لكن القرار بيد الرباط في نهاية المطاف".

وأشار المتحدث إلى "التحويلات المالية المهمة التي يرسلها مغاربة الكونغو الديمقراطية كل سنة؛ لكن الحكومة لم تراعِ أحوالهم حينما اندلعت الأزمة الوبائية"، مستنكراً "التمييز الحكومي بشأن مغاربة المهجر في القارتين الأوروبية والإفريقية"".

كما استغرب المواطن المغربي المدة المحددة لإحضار الاختبارات الطبية، وأردف بأن "إجراء فحص كورونا في الكونغو الديمقراطية يتطلب 15 يوماً، بينما تشترط الحكومة إجراءه قبل 48 ساعة"، داعيا إلى "عقلنة الشروط المصاحبة لعملية السفر عبر الرحلات الجوية والبحرية في ظل الأزمة الصحية".

واستحضر محدّثنا، أيضا، وجود مجموعة من البلدان التي لا تشملها شبكة الخطوط الملكية المغربية، قائلا: "وضعت الحكومة شروطاً تعجيزية من أجل عرقلة دخول مغاربة المهجر للبلد"، متسائلا عن حيثيات تفضيل دول السنيغال والكوت ديفوار وموريتانيا على بلدان إفريقية أخرى.