ذوقُ قلبي دينٌ بلا أنبياءٍ

ما لَهُ بدءٌ، ما له مِن فناءٍ

قلْ لِمن يُنكر قلبَه لا تُحاولْ

شَغلَ قلبي عن عِشقه بالحُداءِ

قل لمُغْرٍ بالوَبْلِ مُزْني رذاذٌ

من صَفاء فلْتَرْتَوِي بالصَّفاء

دعْ عَسِيرا من طَلْسمٍ وادْنُ مِني

ادنُ من فيْحاء بها مِن سَناء

مِن زهورٍ ما سقاها غيرُ قلبي

إذْ يُناجي ليْلا قلوبَ السماء

ادن مني قد تَقتَبِسْ مِن كَمالٍ

من خلود في الحُب دِينا بعَلياءٍ

آيُه من نايٍ ودَفٍّ يُراقصْ

حورياتٍ أورادُهُن مِن غِناء

من لجَيْنٍ قاماتُهن إذْ تَثَنَّتْ

من هُيامٍ أشواقُهن للفَناء

دَعْ شَقِيًّا يركَع لنعماءَ دَهْرا

عابِدا أوثانا وَوهْمَ الأدعياءِ

دَعْه يمْتد كالظِّلِّ لا روحَ فيه

دعْه أعمى لا يحْتفي بالضِّياء

دعه يسْتَف مِن مُتْرَبات تُرابا

حين تسْري في الكونِ نَفْحاتُ حاءٍ

بعدها باءٌ مِن قلوبٍ تعَرَّتْ

في بِحارٍ، مِنْ حَرِّها فِي اكْتِواء

إنْ تَجِد قلبًا يُشعلُ البحرَ نارًا

فهْوَ قلبٌ سِرُّهُ مِن عَطاء

حرُّهُ من أنوارِ شمسٍ نَراها

حِين تُجهش أفراحُنا بالرَّجاء

ويْح جهلٍ كم في الدُّجى من شُموس

لا يراها منْ عينُه في الوِعاء

لسْتُ عبدا بل عاشِقا يا إلَهِي

سابِحا في بحرٍ بماءٍ رَواء

ادنُ من جَوزاء وتِه في فضاءٍ

دَع مُقيما في الحُزنِ رهنَ البُكاء

مستفركي: يونيه 2020

 

رمضان مصباح الإدريسي