مختلف الدراسات الصادرة عن باحثين وخبراء في علم السياسة تتحدث عن نهاية محتملة للإمبراطورية الأمريكية مع بداية العقد الثالث، مؤكدين أن بداية النهاية انطلقت مع عصر الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

وتعرض وفاء الريحان، الباحثة في العلوم السياسية، في دراسة نشرت بالموقع الخاص بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، ما ذهب إليه جورج فريدمان، عالم السياسة الأمريكي والعضو في الحزب الجمهوري، والذي تحدث في كتابه عن الأزمة المرتقبة وكيفية الخروج منها.

وتعود الدراسة البحثية إلى ما جاء في كتاب عالم السياسة الأمريكي "العاصفة قبل الهدوء.. الخلافات الأمريكية وأزمة عشرينيات القرن الحادي والعشرين والانتصار بعدها"، الذي تحدث عن كون التاريخ الأمريكي يتحرك في دورتين رئيسيتين، تمر بهما الولايات المتحدة بشكل متكرر منذ تأسيسها.

وتتمثل الدورة الأولى، حسب المصدر نفسه، في "الدورة المؤسسية"، التي تحدث كل ثمانين سنة تقريبا، والمرتبطة بالعلاقة بين الحكومة الفيدرالية والولايات، حيث يتنبأ "جورج فريدمان" بانتهاء الدورة الثالثة بحلول عام 2025.

أما الدورة الثانية فقد سُميت بـ"الدورة الاجتماعية-الاقتصادية"، التي تتكرر كل خمسين عامًا تقريبًا، وذات علاقة بالقوى المهيمنة في القطاع التجاري، إذ بدأت بما حدث في الخدمات المصرفية الخاصة، من عام 1787 إلى رئاسة "أندرو جاكسون"، ثم توسيع الأراضي من "جاكسون" إلى نهاية الولاية الثانية للرئيس "يوليسيس جرانت"، وبعد ذلك في فترة الصناعة التي ترتكز على الإنتاج من عام 1880 إلى الكساد الكبير 1929، ثم الإدارة التكنوقراط من "فرانكلين روزفلت" إلى "رونالد ريجان"، وأخيرًا النظام الذي يُركز على الاستثمار والضرائب المنخفضة وأسعار الفائدة المنخفضة من "ريجان" وحتى الآن، وهي الفترة التي تشهد حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، والتي يتوقع الكاتب نهايتها في أواخر عشرينيات القرن الحالي.

وعلى الرغم من هذه الدورات التي تنتهي بأزمة، فإن الكاتب فريدمان يرى أن الولايات المتحدة في كل مرة أعادت اكتشاف نفسها، وأقامت فترة أخرى من الاستقرار والازدهار، إذ أعقبت الحرب الأهلية فترة نمو هائلة، وبعد خمس وثلاثين سنة كانت واشنطن تنتج نصف السلع المُصنَّعة في العالم.

الولايات المتحدة الأمريكية مقبلة، مع نهاية هذه الدورة المؤسسية الحالية، على أزمة في منتصف العقد الحالي؛ وهو ما ينذر، حسب العالم الأمريكي، بأن تقارب نهاية الدورة الاجتماعية الاقتصادية مع نهاية الدورة المؤسسية يشي بكون عشرينيات القرن الحالي ستكون واحدة من أصعب الفترات في التاريخ الأمريكي، بالنظر إلى الدور المُعقَّد الذي تلعبه الولايات المتحدة في العالم.

حسب الدراسة المنشورة بناء على خلاصات الكاتب الأمريكي، فإن إدارة "ترامب" ليست سوى مقدمة لهذه الفترة وما سيأتي لاحقًا؛ لكنه قلل من الأزمة التي ستعقب هذا الانهيار، حيث لفت المصدر المذكور إلى أن المجتمع الأمريكي قادر على تجاوز أزماته المتكررة نظرا لكونه "أمة مخترعة"، وتم بناء النظام الأمريكي قصدا لأول مرة في إعلان الاستقلال، ثم إضفاء الطابع المؤسسي عليه في الدستور، وتم بناء الشعب الأمريكي من العديد من البلدان والعديد من اللغات، مع أسباب متنوعة للقدوم إلى أمريكا.