بسم الله الرحمن الرحيم

لقد  افتضح أمرُ تزوير 58  سنة من تاريخ الجزائر  وتحريفه  وحَشْوُ  أدمغة  الشعب وتلاميذ  المدارس  بالكثير من التخاريف  والخزعبلات  وتزوير حقائق أحداث جزائرية  تاريخية مسحت تاريخ المجاهدين الجزائريين الحقيقيين  ووضعت  تاريخا  ينفخ  في  دور المقبور بومدين الذي لم يطلق ولو رصاصة  واحدة  في وجه  الاستعمار  الفرنسي  هو  وزبانيته  الذين  كانوا  مختبئين  في  مدينة  وجدة  المغربية  يتآمرون مع الجنرال دوغول لخنق  الثورة   والانقضاض على  السلطة  في  الجزائر ،  وبعد  أن  تم  نشر  كثير من  المقالات  الموضوعاتية  تخص  الكشف  عن  حقائق   مُـــرَّةٍ  بخصوص  ما  قام  به  المجرم  الأكبر  هواري  بومدين  وزبانيته  لبناء  تاريخ  مُزَوَّرٍ  مُحَرَّفٍ  لا  علاقة  له  بحقيقة  تاريخ  الجزائر  ونضال  شعبها  الحر  الأبي ، فلم  يبق  لنا  اليوم  سوى  ترتيب  هذا  التاريخ  حسب  الكرونولوجيا   التَّحْقِـيـبِـيَةِ  المنطقية  المتينة  والصلبة  والتي  صَدَمَتْ  ملايين  الشعب  الجزائري  في  العشر  السنوات  الأخيرة  ،  فكانت  النتيجة  هي  قيام  حِراك  وطني في  عموم  الجزائر  يوم  22  فبراير  2019  لطرد  عناصر  التاريخ  المُزَوَّرِ واقتلاعها  من  جذورها  وعلى  رأسها  كابرانات  فرنسا  والشياتة و ( شعب  بومدين  الحلوف ) .... وبما  أنه  لكل  شيء  بداية  فَـسَـنَكْـتَـفِي  ببداية  مخاض  ما  بعد   قيام  ثورة  فاتح  نوفمبر 1954  مرورا  باغتصاب  هذه   الثورة  وخنقها  من  طرف  المقبور  بومدين  والجنرال  دوغول ، وتأسيس  الثنائي  بومدين  والجنرال  دوغول  لما  سميناه  ( سلالة  مافيا  جنرالات  فرنسا  التي  تحكم  الجزائر  طيلة  58  سنة  ولا  تزال  إلى  اليوم   ونحن  في  2020  )….

   [Régime  de la dynastie mafieuse Française  Qui gouverne l Algérie depuis 58 ans   ]

 (  من  الغباء  المثير  للشفقة   أن  رَدَّ  أحدُ  شياتة  تبون  حاشاكم  على  الحقائق  التي  تُـدَمِّرُ  أركان  سلطة   كابرانات   فرنسا  في   الجزائر  التي  بدأتُ  أنا  وغيري  من  أحرار  الجزائر  في  نشرها   منذ  حوالي  عشر  سنوات  في  موقع  (  الجزائر  تايمز  - ركن  للأحرار  فقط )  قلنا   رَدَّ  على  ذلك  أحد  شياتة   السلطة  العسكرية  في  الجزائر   ببلادة  تثير  الشفقة  قبل  الحَنَقِ  والغَيْظِ  على  قوله ،  قال : "  إن  الجنرالات  الذين  تذكرونهم  في  مقالاتكم  قد ماتوا  ولم  يبق  سوى  جنرالات  الجزائر  الحرة " ... الجواب   بسيط  على  ملاحظته   الغبية  : إن  الأكاديميات  العسكرية لمختلف الأسلحة  و المدارس العليا للقوات الخاصة  العسكرية  الجزائرية  ، هذه  الأكايدميات  العسكرية  هي  التي  يتخرج  منها  اليوم  هذا  الجيش  الذي  تمدحه  و هي أكاديميات  عسكرية  ومدارس   وضعتها  سلالة  مافيا  جنرالات  فرنسا  ووضعت  برامجها  ووضعت  طرائق  تدريسها  أبا  عن  جد  إلى  يوم  القيامة ،  وإذا  مات  الأجداد  فقد  بقي  الآباء  وإذا  مات  الآباء  فقد  بقي  الأحفاد  ( يا بغل  التاريخ  الذي  لا حظ  على  ذلك )  ونحن لم  نتطرق  ولن  نتطرق  أبدا  لموضوع  انقرض  جنرالاته  وضباطه  ،  إن  الجنرال  دوغول  لا يمزح  يا  نموذج  مثالي  على  غباء  ( شعب  بومدين  الحلوف )  الذي  لا يعرف  ما  يدور  في  جوانبه  فكيف  سيفهم  ما  نقول ؟  من  حسن  حظنا  أن  الجزائريين   يعرفونهم  واحدا  واحدا ،  فإذا  مات  الأجداد  من  ضباط فرنسا  بقي  الأبناء  يعرفهم  الشعب  الجزائري  واحدا  واحدا ، وإذا  مات  الأبناء  منهم   بقي  الأحفاد  يعرفهم  الشعب الجزائري  واحدا  واحدا ،  إنها  سلالة  يا  بغل  التاريخ  المحنط  هل تعرف معنى  السلالة  !!!!  وأظن  أنك  لا  تفهم  معنى  (  مصطلح  سلالة )  إنها  شبكة  معقدة  من  الأجداد والآباء  والأبناء  والأحفاد  والإخوة  وأبناء  الإخوة  والأعمام  وأبناء  الأعمام  الخ الخ ،  هي  شجرة  يا بغل  لها  فروع   وفروع  الفروع  ،  باختصار  إنهم   سلالة  شياطين  وأبالسة   الخ الخ الخ  وهي  التي  صنعتْ  أمثالك  من  الشياتة   المضبوعين  الذين  أطلقنا  عليهم  (  شعب  بومدين  الحلوف )  أي  الذين  لا يعرفون  معنى   السلالة   فيقدسون  بل  يعبدون  كلَّ  من  له  صلة  من  بعيد  أو قريب   برائحة  العسكر  المقدس  من  أعلى  رتبة  إلى  الجندي   الحلوف مثلك  الذي  يقتل   البشر   بدم  بارد  لأنه   تلقى  أمر  القتل  من  الذي  هو  أعلى  منه   رتبة  ....  وقد  نفعت  فرنسا  إرهاصات   تكوين  سلالة  مافيا  للجنرالات  ،  أقول  نفعت  فرنسا   في  زمن  الاستفتاء  الملغوم  والاستقلال  المنقوص  في  جويلية  1962  حتى  وجد  الشعب   الجزائري  نفسه   تحت  صباط  سلالة  مافيا  جنرالات  فرنسا  وضباطها  ،  وأنا  على  يقين  أن  الشعب  الجزائري  يعرف  المجاهد  الحقيقي  وابن  المجاهد  الحقيقي  وحفيد  المجاهد  الحقيقي  ،  كما  يعرف  الشعب  الجزائري  المجاهدين  المزورين  وأبنائهم   وحفدتهم  معرفة  جيدة  ، كما  يعرف  الشعب  الجزائري  كابرانات  فرنسا  من  الذين  اندسوا  بين  أبناء  الثورة  ويعرف  ابن  الكابران  الفرنسي وحفيد  الكابران  الذي  أصبح  اليوم  (  جنرالا )   تعيش  أنتَ   اليوم  تحت   صبَّاطه  ... لقد  انتهى عصر  استحمار  الشعب  واحتقار  ذكاء  الشعب  الجزائري  ،  فاستعدوا  (  ياكلاب  فرنسا )   لأداء  حساب  مئات  تريليونات  الدولار  التي  سرقتم  وبعثرتموها   في  التخاريف  حقدا  على  الشعب  حتى  يبقى  متخلفا  على  يوم  القيامة ،  يا  (  تَـرِكَةَ  )  فرنسا  المقيتة  التي  حكمت  على  الشعب  الجزائري  أن  يبقى   تحت  صباط  عسكر  الحركي  وحفدة  العسكر الحركي  والذين  استفادوا من لوبيات ( سلالة  مافيا  جنرالات  فرنسا ) فالحرك  الشعبي  قادم  شاء من شاء وكره من كره  بحول  الله  وقوته  إن  شاء  الله ...

  تنوير الحائر  في  تاريخ  الجزائر :  

1) بعد  قيام  ثورة الفاتح من نوفمبر بحوالي ثلاث  سنوات  بالضبط في 20/8/1957  عقد  الثوار ( 22 )  ما يسمى  مؤتمر  الصومام  الذي  كانت  أهم  نتائجه  هي  بداية  الصراع  بين  قادة  الثورة على  مَنْ  يَحْكُمُ  مَنْ ، فجبهة  التحرير  الوطني  التي  فجرت  ثورة  التحرير كان  بها  جناحان  : الجناح  السياسي  الذي  كان  قويا  بقادته  العظام ،  والجناح  العسكري  الذي  ينظم  جيش  المجاهدين  الشرفاء ،  فكان  مؤتمر  الصومام  قنبلة  فجرت  الصراع  بين حَمَلَةِ  السلاح  ( أي  الذين  يحملون  السلاح )  ومهندسي  الثورة .

2) بعد  أقل من  سنة  أي  في  عام  1958  وافق  الجنرال  دوغول  على أن  يحكم  فرنسا  لأنه  كان  في  بداية  أمره  يرفض  أن  يستمر  في  السلطة  بعد  أن  انتهت  مهمته  كقائد  للمقاومة  الفرنسية  ضد  النازية  ، وبعد  انتهاء  الحرب  العالمية  الثانية  عاد  إلى  بيته  وترك  أمور  السياسة  لأهلها  لأنه  كان  رجل  مقاومة  ، لكن  الرئيسين  الفرنسيين  اللذين  جاءا  بعد  الحرب  العالمية  الثانية  فشلا  في  إعادة  بناء  فرنسا  ،  فاتجهت  الأصابع  نحو  الجنرال  دوغول  أسطورة  المقاومة  الفرنسية  لإنقاذ  فرنسا  ما بعد  الحرب ، فوافق  على  أن  يكون  رئيسا  لكل  الفرنسيين بشرط  أن  تكون  له  مطلق  الصلاحيات  ،  فكان  له  ما  أراد ،  ولذلك  شرع  يبني  فرنسا  الشوفينية  حسب  نظرته  هو : فَغَـيَّرَ  دستور  الجمهورية  الفرنسية  الرابعة  ووضع  دستور  الجمهورية  الفرنسية  الخامسة  الذي  لا يزال  قائما  إلى  اليوم  ، وقرر  من  ضمن ما  قرر  أن  يخنق  الثورة  الجزائرية  ليتفرغ  لبناء  وطنه  فرنسا  وليس  مثل  ما  فعله  بالجزائر  أعداء  بني  جلدتها  الذين  دمروها  .

3) بعد  أن  أصبح  دوغول  رئيسا  لفرنسا  أعطى  موافقته  ببداية  المفاوضات  مع  ثوار  الجزائر ، فبدأت  المفاوضات  فورا ، أي  في  سنة  1958  نفسها .وهذا  تاريخ  لبداية  المفاوضات  يعترف  به  حتى  قادة  الثورة  الجزائرية  أنفسهم  ... وكان  هذا  هو  الهجوم   الاستراتيجي  الأول  للجنرال  دوغول  فيما  يخص  خنق  ثورة  فاتح  نوفمبر  1954 .

4) كان  الوفد  الجزائري  الذي  كونه  الرئيس  الجزائري  المدني  المؤقت  المرحوم  فرحات  عباس  لهذه  المفاوضات  ،  كان  وفدا  قويا  صارما  عنيدا  لا يرضى  بغير  الاستقلال   التام  أو  الموت  الزؤام .

5) تكررت  اللقاءات  وزادت  التنازلات  الفرنسية  تلو  الأخرى  ورغم  ذلك  لم  يتزحرح  وفد  المرحوم  فرحات  عباس  عن  شروطه  البسيطة  والحاسمة  وهي  الاستقلال  التام   أو  الموت  الزؤام .

6) وخلال  حوالي  30  شهرا  وفي  الوقت  الذي  كان  فيه  وفد  المرحوم  فرحات  عباس  متشبتا  بقراره (  الاستقلال  التام   أو  الموت  الزؤام  ) ، كان  الجنرال  دوغول  والتيار  العسكري  في  جبهة  التحرير الوطني  الجزائرية  بقيادة  المقبور  بوخروبة  الهواري بومدين  يَعْـقِـدُونَ   لقاءاتٍ  سريةٍ  وراء  ظهر  الجميع  مع   الجنرال  دوغول  ،  لأن  المقبور  بومدين  كان  يخطط  ومنذ  مؤتمر  الصومام  عام  1957  الذي  فجر  قضية  هل  يحكم  المدنيون  على  العسكريين  بعد  الاستقلال ، أم  يحكم  عسكر  جبهة  التحرير  على الجميع  ، هذا  بالإضافة  لكون بومدين  يَتَحَرّقُ  شوقا  لخنق  الثورة  في  أسرع  وقت  والانقضاض  على  السلطة  في  الجزائر لتثبيت نظام  عسكري  ديكتاتوري  شمولي   صارم  في الجزائر .

7) أسفرت  لقاءات  المقبور  بومدين  مع  الجنرال  دوغول  السرية  على  خطة  جهنمية  وهي  تغيير  وفد   الرئيس  الجزائري  المدني  المؤقت  المرحوم  فرحات  عباس  في    المفاوضات أو زعزعته  عن  صلابته  وصرامته   في  مطلب  واحد  وهو  ( الاستقلال  التام  أو الموت  الزؤام )  ولو قيد  أنملة  ،  لكن  بعد  تفكير  طويل  وجد  المقبوران  دوغول  وبومدين  أن ذلك  يحتاج   لقوة  داعمة  للوفد الجزائري  الجديد  للمفاوضات  الذي  يجب  أن  يكون  أكثر  مرونة  من  وفد  الرئيس  فرحات  عباس ،  وكان  دوغول  والمقبور بومدين  يفضلان  معا  أن تكون  هذه  القوة  الداعمة  عسكريةً  مسلحةً  من  داخل  جبهة التحرير  الوطني  الجزائرية  نفسها  لتعمل  على  تكسير  شوكة  التيار  المدني  داخل   جبهة  التحرير  وتهميشه  والسعي  إلى  إقباره   نهائيا  داخل  الجبهة .( وذلك ما كان  وسيبقى  إلى  يومنا  هذا  ونحن  في  2020 ) ...

8) كان  من  الأمور التي  بدأ  بها  الجنرال  دوغول  منذ  1958  هو  هجومه  الاستراتيجي  الثاني  على الجزائر  للتغلغل  في  مفاصل  الكيان  الجزائري  هو  أنه  أعطى  الضوء  الأخضر  للضباط  الفرنسيين  من  أصول  جزائرية  للعودة  إلى  الجزائر  في  أسرع  وقت   واختراق  الثورة  من الداخل ووعدهم  أنهم سيجدون  من  يساعدهم  على  ذلك  داخل  التيار  العسكري  في  جبهة  التحرير  ( وكان  الذي يستقبلهم  في  الجزائر  هو العقيد كريم بلقاسم  الذي  سيغتاله  بومدين  عام 1970  ليدفن  معه  سره  إلى  الأبد )  ومع ذلك ، فقد كان المجاهدون  الأحرار خلال الثورة يَحْذَرُونَ  من  هؤلاء  الوافدين  على  الثورة  من  ضباط   فرنسا  ،  وهذه  الموجة  التي  أطلقها  دوغول  من  ضباط  فرنسا   لتخترق  الثورة  لا  علاقة  لها  إطلاقا   بدفعة  لا كوست  التي  كان  منها  الجنرال  خالد  نزار وغيره ، بل  كانت  هذه  المجموعة  من ضباط  فرنسا  التي  اكتسحت  الجزائر  قد  بدأت  ببطء  ودون  إثارة  أية  ضجة  لأن  دوغول  زرعهم  لغايةٍ  خطط  لها  وكانوا  يعودون  إلى الجزائر بأعداد  كثيرة  جدا  تنتظرها  مهمة  استراتيجية  عظيمة   خطط  لها  ... 

9) كان  للمُجْرِمَيْنِ  المقبور  بومدين  والجنرال  دوغول  ما  أرادا  ،  وذلك  حينما  نفذ  المجرم  الأكبر  المقبور  بومدين  انقلابا  عسكريا  داخل  جبهة  التحرير  يوم  15  جويلية  1961  وأصدر  المقبور  بومدين  البيان  رقم  واحد  وذلك   قبل  عام  من  الاستقلال  الملغوم ، الاستقلال  الأضحوكة ، الاستقلال  الناقص...وبعد أن أصبحت جبهة التحرير كلها في يد الجناح  العسكري  المسلح عَـيَّنَ المقبور بومدين نفسه  قائدا لأركان جيش التحرير  بمنطوق  البيان  رقم  1  الذي  أصدره  فور  الانقلاب  على  التيار المدني  في  الجبهة ... وكان  المقبور  بومدين  ينشر  في  أوساط   الجيش  ، أنه يوظف  بعض  ضباط   فرنسا  من  أصل  جزائري  بجانبه  لأن لديهم  خبرة عسكرية ، وأنهم لا يشكلون خطرا عليه  ولن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا  ضده .

10) وبعد  أن  أصبح  المقبور  بومدين  هو  الكل  في  الكل  أعطى  تعليماته  للوفد  الجزائري  للمفاوضات  مع  فرنسا  وهي طبعا  التعليمات  التي  تلقاها  من  سيده  ومولاه  الجنرال  دوغول  ، فسارت  بعد  ذلك  أمور  المفاوضات  حول  استقلال  الجزائر  بين  الطرفين  الجزائري  والفرنسي   بِـيُـسْرٍ  وسهولة  ،  وهكذا  كُتِبَتْ  اتفاقية  إيفيان  من  محبرة  انقلاب  15  جويلية  1961  الذي  قام  به   المقبور  بومدين  على  جميع  أعضاء  جبهة  التحرير  وأمسك  كل  الأمور  العسكرية  والمدنية   بين  يديه  (  وأنا  شخصيا  أتحدى  كل  شيات  جزائري  يؤمن  بتاريخ  الجزائر  المزور  والمبهدل  والمرقع   أن  تكون  له  الشجاعة  أن يذكر  أمام  الملأ  هذا  الانقلاب  وتاريخه   الشؤوم  على  الشعب  الجزائري ( 15 جويلية  1961 )  لأن  من  يذكر  ذلك  يكون مصيره  الموت  لأن  هذا  الانقلاب  هو  الذي  أخرج   الاستعمار الفرنسي  من  الباب  وفتح   له  آلاف  من نوافذ  الجزائر  ليعود  للجزائر  وبسرعة  ،  وكان  بطل  هذا  الفتح  الجديد  للاستعمار الفرنسي  هو  المقبور  بومدين   ...   

11) " هل تريد أن تصبح الجزائر دولة مستقلة متعاونة مع فرنسا حسب الشروط المقررة في تصريحات 19 مارس 1962  ( [  نعم  -  oui  ]  هذا  هو  ما  كان مكتوبا  في  ورقة  الاستفتاء  على  تقرير  مصير  الشعب  الجزائري !!!!!  يا سلام  على  تقرير  مصير  الشعب  الجزائري  المنحوس ، الشعب  الذي  خرج  من  المزبلة  وسقط  في  مستنقع  أكثر نتانة  من  مستنقع  الاستعمار ، مستنقع  سيعيش فيه  58  سنة  من  الذل  والمهانة  ولا يزال  يسبح  فيه ... وقد  تم  إجراء  الاستفتاء  بعد  موافقة  المُجْرِمَيْنِ  المقبور  بومدين  والجنرال  دوغول على  منطوق  ورقة  الاستفتاء  المذكور  وكيف  ستكون  مسرحية  استغباء  شعب  برمته  سيقول  ( نعم  ) لاستقلال  منقوص  حسب   شروط  19  مارس  1962  بكل  طواعية ..

12) كانت  من  شروط   المقبور  بومدين  على  الجنرال  دوغول  أن لا  يخرج  الجيش  الفرنسي  من  الجزائر  حتى  يتمكن  بومدين  بصفته  رئيس  أركان  جيش  التحرير الوطني  من   السلطة  أشد  التمكن ، كما  اشترط  على  دوغول   أن  يعطيه  مفاتيح  السلطة  في  الجزائر  يَداً  بِيَدٍ  وتحت  حماية  الجيش  الفرنسي ( وماذا  يعني  ذلك ؟ هذا  يعني  أن  لا  تعقد  أية  انتخابات  تشريعية  شعبية  بين  الجزائريين حتى  لا تظهر أغلبية  واضحة   تستحق  أن  تتسلم  السلطة  من  المستعمر الفرنسي )  لذلك  تواطأ بومدين  مع  دوغول  ليسلمه  السلطة  في  الجزائر  يَداً  بِيَدٍ  وتحت  حماية  الجيش  الفرنسي ، وكانت  تلك  المذلة  على  مراحل  :  أولا  مرحلة  الاستفتاء  المشؤوم  يوم  فاتح  جويلية  1962  ثانيا الإعلان  عن  استقلال  الجزائر  المشؤوم   يوم 5 جويلية  1962  ،  ومعلوم  أن  الجيش  الفرنسي  لم  يغادر  بعضه  الجزائر  إلا  في أوائل  السبعينات  بعد  أن أتم  كل  تجاربه  النووية  في  أقصى  جنوب  الجزائر  بينما  التاريخ  المزور يذكر بأن  الجيش  الفرنسي خرج  من  المرسى  الكبير  عام  1964  وهذا  كَذِبٌ  لأن  الجنرال  دوغول  كانت  له اتفاقيات  سرية  مع  المقبور  بومدين  من ضمنها  إعطاء  مهلة  للجيش  الفرنسي  حتى  ينهي  مهام  التجارب  النووية  في  العمق  الصحراوي  الجزائري  التي لا تزال آثارها  السرطانية   ظاهرة  على  ساكنة  صحراء الجزائر إلى الآن  ونحن  في  2020 ... يقول  بعض  الشهود  أنه  لم  يكن  جيشا  للتجارب  النووية  بل  كانت  تحرس  هذا  الجيش  كل  الجيوش  التي  كانت  متواجدة  في  الجزائر  في  ذلك  الوقت .

13) بعد  هذه  الاتفاقيات  المُحْكَمَةَ  البناء  وكلها  في  صالح  مُجْرِمَيْنِ  هما :  الأول  الجنرال  دوغول  لأنه  خنق  ثورة  الجزائر في  أسرع  وقت  أعطته  فرصة  لم  يكن  يحلم  بها  للتفرغ  لبناء  فرنسا  القوية  اقتصاديا واجتماعيا  وتنمويا  لا  تزال  آثارها  إلى اليوم  ، والثاني  هو  المقبور  بومدين  الذي  ضمن  نجاح  نتائج  جيدة  جدا  لمخططه  الانقلابي  لعام  1961  داخل  جبهة  التحرير  حيث  أصبح  عسكر  جيش  التحرير  الذي  ساند  بومدين  هو المتحكم  في  السلطة  ( ومعلوم  أن  عددا  من  أفراد  جيش  التحرير  رفضوا  مخطط  بومدين  لأنهم  أدركوا  غايته  وأهدافه  التي  سيأتي  الحديث  عنها  لا حقا ).

14) واستمر  تنفيذ  المخطط  الإجرامي   بضرب  الحصار  القاتل  على  جيش  التحرير الوطني  القح  الموزع  في  ربوع  الجزائر وجبالها ، ففي عز الكفاح وأسلاك خط   موريس/ شال  التي خنقت الثورة ، حيث كان مجاهدونا  البواسل صامدون في الجبال يقاومون مخططات شال الجهنمية ، وهم يُصارعون بما قَـلَّ من المؤن والسلاح ، حُفَاةً ، عُرَاةً ، لم يجدوا خراطيش يطلقونها على عدوهم  ،  في  هذا  الوقت  كان  بومدين قد  قطع   الدعم  على  المجاهدين  بكل  أنواعه  : المؤونة  والسلاح  وكل  شيء  ،  هنا  طفت  على  السطح  أزمة  ما  يسمى  (  جيش  الداخل وهم  المجاهدون  للمستعمر  وجيش  الخارج  الذي  اجتمع  في  الحدود  الغربية  قرب  مدينة  وجدة   المغربية  )  وقد  كان هواري بومدين كرئيس للأركان بدعم من عبد  الحفيظ  بوصوف  قد  تمركز  في  الحدود  الغربية  بما  يعرف  بجيش الحدود وقد  نَـمَّى   قدراتِه  العسكريةَ  من حيث العدد والعدة  في انتظار  يوم الفصل أي  تنفيذ   بقية  مخططه  الجهنمي مع  الجنرال  دوغول  ، فقد وصل تعداد  جيش  المقبور  بومدين  حوالي  35000   جندي  وضابط  جمعهم  المقبور  بومدين   للسطو  على  السلطة  في  الجزائر عسكريا ، وجيش الداخل   الذي  يقارع العدو يعيش الغبن و قلة المؤونة والسلاح ، وجيش الحدود مُتْخَمٌ بكل الإمكانات التي لم  تَعُدْ  تَتَوَزَّعُ  على  باقي   المجاهدين  ، فتراجع  عدد  جيش المجاهدين  وتناقص بفعل الحصار  الذي  ضربه  عليه  المقبور  بومدين   وفق  مؤامرته  مع  الجنرال  دوغول  وأصبح لا يتعدى 9000 مجاهد  بلا  مؤن  ولا  سلاح  ...السؤال  الواضح  هو  لماذا  ارتكن  بومدين  وبوتفليقة  في  مدينة  وجدة  المغربية  مدة  طويلة  ولم  يطلق  أحدهما  ولو  رصاصة  واحدة  في  وجه  المستعمر  الفرنسي ؟  طبعا  الجواب  مفضوحٌ ، إن  هؤلاء  وغيرهم  خانوا  الثورة  وكانوا  يستعدون  لخنقها   والانقضاض  على  السلطة  بتواطؤ  مع  فرنسا .

15) طبعاً  بعضُ  قادة  الجهات  العسكرية  لجيش  التحرير  الوطني  وقفت  في  وجه  المقبور  بومدين ، فكانت  كل  الترتيبات  التي  وضعها  المقبور  بومدين  جاهزة  للتنفيذ  ، فَـفَـوْرَ  إعلان  5  جويلية  من  طرف  الجنرال  دوغول  بأنه  أصبح  تاريخا  رسميا  لاستقلال  الجزائر ،  خرجت  دبابات  ومدرعات  وشاحنات  المقبور  بومدين  الذي  لم  يطلق  في  حياته  رصاصة  واحدة  في  اتجاه  المستعمر  في اتجاه  احتلال  العاصمة   الجزائر في  صائفة 1962   ، وإلى  اليوم  نجد كثيرا من  المجاهدين  الأحرار  الحقيقيين  يقولون  بلسان  واحد عن  بومدين : "  هذا الرجل نكرة في الثورة مقارنة بغيره من الرموز والزعماء ، درس بالأزهر عاصر تقلبات السياسة في مصر ، وتأثر بالنهج الناصري و تشبع بقومية العرب ، سعى كرئيس للأركان على إضعاف قوة المجاهدين  في  الداخل على  حساب تقوية  جيش الحدود لحاجات  لم  نكن  نعرفها  لكن  اكتشفناها   لا حقا  في صائفة 1962 والتي  عرفت  بأزمة  انقسام  الجزائريين إلى فريقين فريق يؤيد الحكومة المؤقتة التي كان يقودها إذاك  يوسف  بن خدة ، وآخر يناصر جيش الحدود الذي يقوده هواري بومدين ، المجموعة التي تعُرف ( بمجموعة وجدة) ...كانت استراتيجية بومدين هي  خنق  الثورة والإستيلاء على السلطة بكل الوسائل الممكنة ، لكنه وإن كان  ماكرا   وله أطماع  لحكم  الللجزائر  بالحديد  والنار غير أنه  يفتقد للشرعية الثورية ، لهذا كان همه هو  الاختباء  وراء شخصية ثورية  يمتطيها لتحقيق  أطماعه ، فعرض الأمر على محمد بوضياف الذي  رفض  مشروعه  رفضا  قاطعا   ، ووجد  صيداً  ثميناً هو  الساذج  التافه  أحمد بن بلة  الذي قَـبِلَ  ( بغبائه )  مهمة تولي مهام أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة أما المجاهدون  في  الداخل فقد أضعفتهم  الثورة  في  عز فَوَرَانِهَا  ، وزاد  من  إضعافها  مخطط  المقبور  بومدين  بقطع  السلاح  والتموين  عنها  ، و انقسمت ولاياتهم  بين مؤيد ومعارض ، فالولايات :  الخامسة ،والأولى ، و السادسة أصبحت في قبضة بومدين وبن بلة ، في حين باقي الولايات كانت ضده ، ومناصرة للحكومة المؤقتة برئاسة يوسف بن خدة .... فصائفة1962  مرت متسارعة بأحداثها المأساوية التي قسمت الجزائريين ، ومنحت السلطة للجماعة الأكثر مكرا  ودناءة  وخبثا  وخسة  وخططت  لذلك  تخطيطا محكما  وتنظيما  قويا ،  أما  المجاهدون  الأحرار  في  ربوع  الجزائر  فقد  وضعوا  الثقة  فيمن  لا يستحقها  أما  الجماعة  الماكرة  فهي   التي  سميت  بجماعة  وجدة التي  داست الجميع في طريقها  نحو  احتلال  الجزائر العاصمة  في  صائفة  1962   وحكمت الجزائر بنظام ديكتاتوري  وشمولي من  تاريخ  الاستقلال  الملغوم  إلى الآن ولا  تزال .

16) لا يمكن  أن  نغفل  ثلاثة  رجال  شهداء  الثورة  وقفوا  ضد  المقبور  بومدين  بعد  خنق  الثورة   الأول  هو  الشهيد  محمد  شعباني  رحمه  الله  الذي  رفض  إدماج  ضباط  فرنسا  في  جيش  التحرير  الوطني  وتم  إعدامه  قبل  إصدار  الحكم  ( ومن  الطريف  أن  بنبلة  قبييل  موته  سئل  عن  إعدام  محمد  شعباني  حينما  كان  هو  رئيسا  للجمهورية  في  الجزائر  فاعترف  بكل  غباء  وبلادة  بأن  تلك  أمور  كانت  بين  العسكر  بعضه  مع  بعض  )  ونحن  نسأله :  من  وَقَّعَ  أمر  تنفيذ  حكم  الإعدام ؟  أليس  رئيس  الجمهورية  الذي  هو  أنت  يا حلوف .... أما  الثاني  فهو المرحوم  محمد بوضياف  الذي  عمل  على  تأسيس  حزب  (بحسن  نية )  لأنه  ظن  على  أن  جزائر  ما عبد  الثورة  ستكون  ديمقراطية  تعددية  ، أنشأ  حزب الثورة الاشتراكية    في  سيبتمبر 1962   فـتم  القبض  عليه  وفر من  السجن  وعاش  بقية  حياته  في المغرب  حوالي  30  سنة ، أما قصة  استدراجه  واغتياله  رحمه  الله  عام  1992  فيعرفها  القاصي  والداني ،أما  الثالث   فهو  رفيقه  في  الكفاح  الحسين آيت  أحمد  رحمه  الله   الذي  فشل في  تأسيس  حزب  القوى الاشتراكية  في  سيبتمبر  1963  فلاحقه  المقبور  بومدين  بنفس  الطريقة  التي  لاحق  بها   بوضياف  ، لكن المرحوم  آيت  أحمد  فَـرَّ  من  السجن  في  الفترة  التي  قام  بها  المقبور  بومدين  بانقلاب  عسكري على الرئيس  الساذج  ( الهبيل ) المدعو  بنبلة  في  19 يونيو 1965  حيث  استغل  المرحوم  الحسين  آيت  أحمد  الاضطراب  الحاصل  أثناء  وبعد  الانقلاب  العسكري  على بنبلة  ففر إلى  سويسرا ، كان  علينا  أن نذكر  هؤلاء  الرجال  الثلاثة  الأول  محمد  شعباني  الذي  يشكل  رمز  المجاهدين  الذين  رفضوا  إدماج  عسكر فرنسا  في  جيش  التحرير بعد  الاستقلال  الملغوم ، والثاني  والثالث  هما   رمزان  للرجال  الذين  كانوا  يظنون  أن  جزائر  ما بعد  الثورة  ستكون  دولة  فتية  حديثة  ديمقراطية  تعددية  فأنشأ  كل  واحد  منهما  حزبا  استعدادا  منهما  للدخول  في  صراع  ديقمراطي  شريف  مع  جبهة  التحرير  لإقامة  دولة  عصرية ...لكن  الماكرون  كانوا  يستعدون  بالتواطؤ  مع  الجنرال  دوغول  لتبقى  الجزائر  تحت  صباط  العسكر من الحركي  والخونة  إلى  يوم  القيامة.  

17) بعد أن  تمكن  المقبور  بومدين  من  السلطة  في  الجزائر ، وكان  المجاهدون  الجزائريون الأحرار بعد  مسرحية  الاستقلال  الملغوم  في  صائفة  1962  وما  بعدها  قد  توفي  منهم  برصاص  بومدين  عدد  كبير ، ومنهم  من  نجا  بنفسه  بعدما  جمع  عناصر  الخيانة   والخداع  والمكر  الذي  قامت  به  جماعة  وجدة  وهي  في  الحقيقة  لا علاقة  لها  بوجدة  المغربية  ، بل  هي  جماعة  بومدين  الحلوف ،  وبعد أن اتضحت  الأمور بين  عينيه  ألقى  الكثير  منهم  السلاح  وبعضهم  قرر  الانتقام  من  بومدين  وجماعته   لكنهم  تراجعوا  منهزين  أمام  جيش  بومدين  المدعم  بضباط  فرنسا ... وهكذا  يمكننا  القول عن  مصير  الشعب  الجزائري  أنه   قرره  بنفسه  لكن  بخدعة  شيطانية  لا يزال  لحد  الساعة  يكافح  لاقتلاع  جذور  هؤلاء  الخونة .

18) طبعا  يعلم  الجميع  أن  المقبور  بومدين  بمكره  وسلطته  لم  يختر  لنفسه  منصب  رئيس  الجمهورية  بل  تنازل  عنه  (  للساذج  الهبيل )  المدعو  بنبلة  لكنه  احتفظ  لنفسه  بوزارة  الدفاع   عملا  بنصيحة  الجنرال  دوغول  يوم  قال  له  : نحن  في  حاجة  لتغيير  رأي  الوفد  الجزائري  في المفاوضات مع  فرنسا ، ونحن  في  حاجة  لقوة  عسكرية  تدعم  هذا  الوفد  داخل  جبهة  التحرير، ليكون  مسنودا  بقوة  السلاح  العسكري من  داخل  جبهة التحرير  الوطني  الجزائرية  نفسها  ولتعمل  على  تكسير  شوكة  التيار  المدني  داخل   جبهة  التحرير  وتهميشه  والسعي  إلى  إقباره   نهائيا  داخل  الجبهة ( وكذلك  كان إلى يومنا  هذا  ونحن في  2020 )  ، ما  كان  أقوى  وأبلغ  هذه  النصيحة  الديغولية  للمقبور  بومدين لأنه  ظل  يعمل  بها  حتى  لقي  ربه ، أولا  ترك  رئاسة  الجمهورية  للغبي  بنبلة  وحافظ  على  وزارة  الدفاع  ورئاسة  الأركان  ما بين  1962  و 1965 ،  وبين  هذين  التاريخين  بَصَمَ  المقبور  بومدين  بصمة  عار  كبرى  ستبقى  في  جبين  الجزائريين  إلى  الأبد  إذا  لم  يستطع  الشعب  اقتلاع  جذور  مافيا  الجنرالات  حكام  الجزائر  إلى  اليوم :  التاريخ  الأول  هو  إعدام  الشهيد  محمد  شعباني  الذي  قال  في  وجه  المقبور  بومدين  " أنا  أرفض  دمج  ضباط  فرنسا  في  منطقتي  العسكرية وسأعمل  على  تطهير جيش  التحرير  من  ضباط  فرنسا  "  ويقال  إن  بومدين  حينما  سمع  هذا  الكلام  عن  محمد  شعباني قال  قولته  الشهيرة (  شكون هاد  الطاهر بن  الطاهر اللي  بغا  يطهر  الجيش  )  وبعد  ذلك  بفترة  قصيرة  دبر  له  ملفا  أبسط  جريمة  فيه  هي  ( الخيانة  العظمى )  وقد  عَجَّلُوا  بإعدامه  قبل  صدور  الحكم  في  3 سبتمبر 1964حتى لا  تنتشر دعوة  شعباني   بين صفوف الجيش ،  خاصة  وأن  الجميع  في  الجزائر  ( عسكر  ومدنيين )  يعلم  علم  اليقين  أن  المقبور  بومدين  كان  يكره  المجاهدين  الحقيقيين ومن أجل  ذلك  زور  المقبور  بومدين  مئات  الآلاف  من  المجاهدين  المزورين  خلطهم  بالمجاهدين  الحقيقيين  حتى  أصبح  كل  جزائري  حركي  خائن  يملك  وثائق  حقيقية  بأنه  مجاهد  وبذلك  ضرب  المقبور  بومدين  عصفورين   بحجر الأول  أنه  ضرب  مصداقية  المجاهدين  الحقيقيين  في  الصميم  [ لكن  كما  قلت  سابقا  الشعب  يعرف  الغث  من  السمين ]  والثاني  أنه  خلق  موردا  للاسترزاق  لعدد  كبير  ممن  كان  يطالب  بنصيبه  من  ثروة  البلاد  )....وفي  نفس  السنة  أي  1964    شمر  بومدين  على  سواعد  الحرب  الضروس  ضد  كل  من  يقف   في  وجه  ضباط   فرنسا   العاملين  في  صفوف  جيش  التحرير الوطني   الذي  غير  بومدين  اسمه إلى ( الجيش الوطني الشعبي الجزائري )  وقد  بلغ  الأمر  بالمقبور  بومدين   بصفته   وزيرا  للدفاع  أن  راسل  في  عام  1964   وزير  الدفاع  الفرنسي  بأن  يُـرْسِلَ  إلى  الجزائر  كل  عسكري  أو ضابط  فرنسي  من  أصول  جزائرية  لِيُدْمِجَهُ  في  الجيش الوطني  الشعبي  الجزائري  الجديد ،  وقد  تمت  تلبية  رغبة  المقبور  بومدين  بسرعة  حيث  تدفق  على  الجزائر  كل  حركي  خائن  قد  ضمن  الأمان  من  المقبور  بومدين  وضمن  ضمانة  أقوى  من  لدن  الجنرال  دوغول  العائد  إلى  الجزائر  بفضل  ضباطه  من   الحركي  الخونة . وهكذا  ألغى  المقبور  بومدين  جيش التحرير، وأسس الجيش الوطني الشعبي، وجعله تحت إشراف حوالي 15  ضابطا  من  ضباط  فرنسا  ، وكان  المقبور  بومدين  يعلنها  صراحة  بأنه  كان  يخاف  من  الضباط  الجزائريين  الأحرار  لأن  كثيرا  منهم  وقفوا  ضد  مشروعه  الديكتاتوري  الشمولي  لذلك  فهو  مع  ضباط  فرنسا  كان  يعيش  في  أمن  وأمان ...

19) استغل  المقبور  بومدين  سذاجة  بنبلة  الرئيس المهووس  بجمال  عبد  الناصر هناك  في مصر وترك  بومدين يعجن  ويخبز  مصير  الشعب  الجزائري  بتواطؤ مع  العدو  الجنرال  دوغول ، فانقلب  على  صديق  عمره  الذي  كان  الوحيد  الغبي  الذي  قَبِلَ  مشاركته  في  مؤامرته  ضد  الشعب  الجزائري  في  حين  رفض  المرحوم  محمد  بوضياف  التلاعب  بالشعب ، انقلب  بومدين  على صديقه  في  19  يونيو 1965  وأصبح  رئيسا  للدولة  ورئيسا    لمجلس  الثورة  ووزيرا  للدفاع  يعني  أحكم  السلطة  بين  يديه  أشد  الإحكام  ،  وتَفَرَغَّ َ لبناء  الطريق  السيار  لإتمام  الجريمة  الكبرى  التي  ستضع  الشعب  الجزائري  تحت  صباط  العسكر  طيلة  58  سنة  ولا  يزال  تحت  الصباط  إلى  اليوم  ونحن   في  2020  ألا  وهي  تأسيس سلالة مافيا جنرالات فرنسا الحاكمة في الجزائر بفضل تواطؤ المقبور بومدين مع الجنرال دوغول ، و هذه المافيا  لا تزال  تحكم  إلى  اليوم  ونحن  في  2020 ..

وبخصوص  تأسيس  مافيا  جنرالات  فرنسا  الحاكمة  في  الجزائر فهو  عنوان  موضوع  مستقل  نُشِرَ  بموقعنا  المحترم  الجزائر  تايمز  في  ركن  ( للأحرار  فقط  بتاريخ  11  يونيو  2020  ) وهو  يتتبع  مراحل  تأسيس  مافيا  جنرالات  فرنسا  الحاكمة  اليوم  في  الجزائر  خطوة  خطوة  ....

فما  رأي  حراك  22  فبراير  2019  ؟   وهل  يستطيع  اقتلاع  جذور  مافيا  جنرالات  فرنسا  الحاكمين ؟

سمير كرم خاص للجزائر تايمز