شخصية "ويل-كحل" البهلوانية في الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة، في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة، استحقت بجدارة تتويجها بجائزة التهريج الأعظم. فرغم كونها شخصية كسولة فارغة، إلا أنها تتفوه بما يضحك العباقرة العقلانيين الجادين المجتهدين الذين قليلا ما تتاح لهم فرصة للتسلية نظرا لضيق وقتهم الثمين.

تقول الرواية الخيالية، عن حق، إن الانتقاد الوهمي المرضي المتسلط قد يكون في متناول كل من هب ودب، ولكن إنتاج العلم وإجلاء الحقيقة لا يستتب سوى للعارفين العالمين العباقرة الحكماء، المغيبين بأحكام غريبة في خيمة النيل العميق الخيالية، وكذلك في بعض "البراريك" الاصطناعية المفبركة البشعة البعيدة عن البلد الحبيب المؤمن الطيب، البعيدة عن الوطن الجميل المبهر بأصوله المتجذرة التاريخية النافعة النقية الطاهرة.

في خيمة النيل العميق الخيالية، كما في "البراريك" الاصطناعية المفبركة البشعة البعيدة، الخيالية أيضا، حجب من حجب التعددية المشرقة بنورها اللامع الساطع، وفرض من فرض الظلام الدامس الذي أتاح لبعض البغال وهم القيام بدور الخيول الأصيلة. ومعلوم أن البغال لا تستطيع محاجة الخيول الأصيلة، نظرا لكون تلك البغال لا برهان لها ولا حجة، كما أنها من سلالة وضيعة منحطة، وعلما أنها غبية جدا حسب سلم التراتبية العادلة في غابة الطبيعة الخلابة، في الرواية الأدبية الإبداعية، في الجزيرة العجيبة الجميلة.

ففي الأرض الطيبة حيث البلد والوطن الحبيب، الخيول ذات الصهيل الأصيل المسموع لا تمنع شحيج البغال الكسولة التي تتولى مهمة التهريج من أجل تسلية المجتهدين، وذلك لأن الإيمان في البلد الطيب صلب قوي راسخ، لا تزعزعه بهلوانيات مضحكة ولو تبنت حماقات مصدرها خيمة النيل العميق الخيالية، و لا خزعبلات منبعها تلك "البراريك" الاصطناعية البشعة البعيدة، الخيالية أيضا...

فإذا كان "ويل-كحل"، وهو شخصية مهرجة بهلوانية مسلية معروفة في هوامش الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة، في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة، لا ينتقد سوى سنة الشرفاء الأطهار، فلأنه، في الرواية الخيالية، ليس شريفا ولا نزيها، بل شخصية تافهة تائهة بجسد بلا روح، قوامها الجبن والهوان والذلة والمهانة وقلة النفس.

نعم، لقد قيل في الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة: "يا له من زمان غريب عجيب "تتبورد" فيه وحدها رويبضة حقيرة تحتمي تحت أقبية جبانة، وفي كهوف الظلام والكذب، وذلك بإحداثها شحيجا غريبا عجيبا، في وقت ألجم فيه الصهيل القوي الأصيل الحكيم العالم العاقل"..

نعم لقد قيل، ولكن لا يمكن تبخيس شخصية "ويل-كحل" المهرجة البهلوانية، أو الانتقاص من قيمتها الفكاهية في الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة، في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة، لأن "ويل-كحل" مهرج بهلواني كسول مضحك كان لا بد من تخيل شخصيته الفكاهية، من أجل تمكين الحكماء الشرفاء النزهاء العقلاء العقلانيين المجتهدين، في البلد الطيب الحبيب، من بعض التسلية المستحقة، علما أن حياة العباقرة العلماء الشرفاء الأطهار كلها جد وكد وإنتاج لفكر ثابت نير، وإيمان مخلص للحق.

 

يونس فنيش