ان أساليب التقويم المتبعة حاليا في مدارسنا،تقف حجر عثرة امام كل محاولات الإصلاح ويظهر أي جهد للتطوير.  والتقويم لا يزال يقتصر في مدارسنا على إجراء الاختبارات التي تقيس التحصيل الدراسي. وأصبح الاختبار هو الوسيلة الوحيدة على مستوى التلاميذ واختصرت جميع نواتج التعلم في جانب واحد فقط هو تحصيل المعلومات المقررة في الكتب المدرسية  الأمر الذي جعل الاختبار هدفا في ذاته  وأصبحت جميع الممارسات التربوية تتجه نحو تمكين التلاميذ من اجتياز الاختبار بنجاح مما يعد شكلا من أشكال الهدر التربوي الذي يفقد المنتج التعليمي قيمته. 

ان الاقتصار على الاختبارات بشكلها الحالي يفقد عملية التقويموظيفتها الأساسية وهي متابعة سير العملية التعليمية،بحيث يمكن تصحيح الأخطاء ومعالجة نواحي الضعف وتدعيم نواحي الضعف سواء أكان ذلك عند التلاميذ ام في طرائق التعلم  ام في المنهج الدراسي.وتصبحالاختبارات بمنزلة ثواب وعقاب  وهو ما يتعارض مع المبادئ التربوية الأساسية في التقويم التربوي  إضافة إلى أن الاختبارات بشكلها الحالي تهمل كثيرا من الأهداف مثل المهارات العقلية والعملية والميول والقيم حيث أنها تركز على الجانب المعرفي أي الحفظ  ولا ترتقي لمراتب التطبيق والتحليل والت كيف وابداء الرأي. 

مع الأسف،العملية التعليمية كلها توجه  الاختبار أن التي ترصد لها ميزانية دسمة .وهو ما يترتب عليه انتشار الدروس الخصوصية التي تزدهر في هذه الفترة مع اقتراب موعد إجراء امتحانات البكالوريا الوطني والجهوي. هذه الدروس الخصوصية تفشت كالوباء في المجتمع  وايضا انتشار ظاهرة الغش. كما أن الاختبارات بشكلها الحالي تركز على تدريب التلميذ على كيفية الاجابة على أسئلة الإمتحانات وليس الاهتمام بتنمية جوانب النمو المتنوعة..

كل هذه العيوب التي أشرنا إليها في هذه الإضاءة الت بوية حول الإمتحانات في شكلها الحالي ،تنعكس آثارها على مخرجات التعليم ولعل أهمها أن التلميذ يحفظ أكثر ما يفهم  ويتزود بثقافة الذاكرة أكثر من ثقافة الفهم والتطبيق والتحليل. 



خليل البخاري