مما لا شك فيه أن مفهوم القيادة أو الزعامة لا يأتي من فراغ، و أن كل مَنْ أراد أن يكون زعيما على قومه لابد و أن تتوفر فيه الصفات الضرورية التي تؤهله ليكون جديرا بعرش سلطان الزعامة و بمختلف عناوينها المعروفة و هذا مما تسالم عليه ومنذ قديم الزمان، فالتاريخ حافل بالأحداث التي قدمت الكثير من رجالاتها الذين كتبوا صفحات حياتهم بالمواقف المشرفة و الخُطى الحكيمة و التعامل العقلاني، فضلا عن آثارهم الخالدة التي سطورها بمواقفهم تلك فأصبحت حديث الاجيال تتناقلها جيلا بعد جيل لأنها صدرت من قيادات حكيمة واعية عاقلة مدركة لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقها، و بمدى الخطورة التي تعمل في محيط دائرتها فتعمل بها في حنكة و عقلانية و رؤى بعيدة الأمد، و سياسة معتدلة لا تتأثر بالإغراءات المادية أو وساوس عبيد الهوى و النفس الامارة بالسوء، و لذلك فقد كتب لها النجاح في حياتها و الذكر المشرف بعد رحيلها من الدنيا، ومما يفيد في المقام أن الزعامة لا يمكن و بأي حال من الاحوال أن تقوم بصاحبها على مجال واحد قد خُيلَ له أن الشخص المناسب لهذه المهمة بل لابد من وجود العديد من المقومات العقلائية و النفسية و الاجتماعية و العلمية التي تشترك فيما بينها لتنتج انموذجا صالحا و مؤهلا لتولي زمام أمور القيادة و يمارس مهام دور الزعيم وهذا مما لا شك فيه و قد أقرته السماء فضلا عن الانسانية جمعاء، ولا يمكن أن تسير الامم خلف قيادات تدَّعي تفردها بالزعامة و بشتى أشكالها المعروفة، ففي المرحلة التي خلت فيها الساحة من العلم السامي الصادق و العلماء الصالحين فقد انتهز الصدر الثاني هذه الفرصة السانحة و قدَّم نفسه زعيماَ للأمة على اعتبار أنه الزعيم العرفاني الاوحد الباقي أو أنه الثالث بعد رحيل الخميني و السبزواري على اعتبار انهما كانا بنظره قادة العرفان و سلاطين معارفه الشائعة في ذلك الوقت وقد خفي على هذا المُدعي أن العرفان مهما بلغ الانسان من درجات فيه فلا يمكن و بشهادة الكثير من أصحاب الشأن من علماء صادقين و أهل الخبرة أن يكون العرفان الحجة الدامغة التي تؤهل صاحبه بأن يكون قائدا و زعيما على سائر البشر بل و يتخذ منه أيضا حجة لتولي منصب ولي أمور المسلمين أو الاعلم الاوحد سواء على السابقين أو ممَنْ سيأتي من بعده، وهذا ما وقع في شراكه الصدر الثاني الذين عُرف عنه التباين في كلامه وعدم اختياره القرار الصائب عند تعرضه لجملة من الاسئلة و الاستفهامات من قبل بعض العامة فكيف يا ترى اعطى لنفسه الحق بأن يجعل العرفان دليله الذي يتصدى به عند السؤال عن الأعلمية و تحديد مقوماتها الصحيحة المتفق عليها عند جميع المدارس العلمية ذات الاختصاص وقد كشف المعلم الحسني تلك المغالطات التي صدرت من الصدر في تغريدته على تويتر و التي قال فيها :  ( ( عندما ننظر إلى عام 1418 هـ فانه العام الذي وقع فيه الحديث عن الزعيم الأوحد في لقاء الحنانة، و حيث أن الخميني و السبزواري قد ماتا قبل ذلك بسنين فإنه لا يبقى للعرفان إلا ثالث القوم وهذا هو المعنى المتعين الذي قصده الاستاذ – أي الصدر الثاني – و أراد افهامه للآخرين و إلا فالحماقة و اللغو  ! ! اعاذنا الله  ) ) . https://twitter.com/AlsrkhyAlhasny/status/1270894987115446272?s=19 بقلم الكاتب احمد الخالدي
مما لا شك فيه أن مفهوم القيادة أو الزعامة لا يأتي من فراغ، و أن كل مَنْ أراد أن يكون زعيما على قومه لابد و أن تتوفر فيه الصفات الضرورية التي تؤهله ليكون جديرا بعرش سلطان الزعامة و بمختلف عناوينها المعروفة و هذا مما تسالم عليه ومنذ قديم الزمان، فالتاريخ حافل بالأحداث التي قدمت الكثير من رجالاتها الذين كتبوا صفحات حياتهم بالمواقف المشرفة و الخُطى الحكيمة و التعامل العقلاني، فضلا عن آثارهم الخالدة التي سطورها بمواقفهم تلك فأصبحت حديث الاجيال تتناقلها جيلا بعد جيل لأنها صدرت من قيادات حكيمة واعية عاقلة مدركة لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقها، و بمدى الخطورة التي تعمل في محيط دائرتها فتعمل بها في حنكة و عقلانية و رؤى بعيدة الأمد، و سياسة معتدلة لا تتأثر بالإغراءات المادية أو وساوس عبيد الهوى و النفس الامارة بالسوء، و لذلك فقد كتب لها النجاح في حياتها و الذكر المشرف بعد رحيلها من الدنيا، ومما يفيد في المقام أن الزعامة لا يمكن و بأي حال من الاحوال أن تقوم بصاحبها على مجال واحد قد خُيلَ له أن الشخص المناسب لهذه المهمة بل لابد من وجود العديد من المقومات العقلائية و النفسية و الاجتماعية و العلمية التي تشترك فيما بينها لتنتج انموذجا صالحا و مؤهلا لتولي زمام أمور القيادة و يمارس مهام دور الزعيم وهذا مما لا شك فيه و قد أقرته السماء فضلا عن الانسانية جمعاء، ولا يمكن أن تسير الامم خلف قيادات تدَّعي تفردها بالزعامة و بشتى أشكالها المعروفة، ففي المرحلة التي خلت فيها الساحة من العلم السامي الصادق و العلماء الصالحين فقد انتهز الصدر الثاني هذه الفرصة السانحة و قدَّم نفسه زعيماَ للأمة على اعتبار أنه الزعيم العرفاني الاوحد الباقي أو أنه الثالث بعد رحيل الخميني و السبزواري على اعتبار انهما كانا بنظره قادة العرفان و سلاطين معارفه الشائعة في ذلك الوقت وقد خفي على هذا المُدعي أن العرفان مهما بلغ الانسان من درجات فيه فلا يمكن و بشهادة الكثير من أصحاب الشأن من علماء صادقين و أهل الخبرة أن يكون العرفان الحجة الدامغة التي تؤهل صاحبه بأن يكون قائدا و زعيما على سائر البشر بل و يتخذ منه أيضا حجة لتولي منصب ولي أمور المسلمين أو الاعلم الاوحد سواء على السابقين أو ممَنْ سيأتي من بعده، وهذا ما وقع في شراكه الصدر الثاني الذين عُرف عنه التباين في كلامه وعدم اختياره القرار الصائب عند تعرضه لجملة من الاسئلة و الاستفهامات من قبل بعض العامة فكيف يا ترى اعطى لنفسه الحق بأن يجعل العرفان دليله الذي يتصدى به عند السؤال عن الأعلمية و تحديد مقوماتها الصحيحة المتفق عليها عند جميع المدارس العلمية ذات الاختصاص وقد كشف المعلم الحسني تلك المغالطات التي صدرت من الصدر في تغريدته على تويتر و التي قال فيها :  ( ( عندما ننظر إلى عام 1418 هـ فانه العام الذي وقع فيه الحديث عن الزعيم الأوحد في لقاء الحنانة، و حيث أن الخميني و السبزواري قد ماتا قبل ذلك بسنين فإنه لا يبقى للعرفان إلا ثالث القوم وهذا هو المعنى المتعين الذي قصده الاستاذ – أي الصدر الثاني – و أراد افهامه للآخرين و إلا فالحماقة و اللغو  ! ! اعاذنا الله  ) ) . 
بقلم الكاتب احمد الخالدي ماروك بوست