فور اندلاع حريق مهول بمحل لصباغة السيارات امتد الى الطابق الاول من المبنى بحي السلام تيفلت وقبل وصول سيارة الاسعاف والوقاية المدنية لفت انتباهي التدخل التلقاء واللامشروط من طرف الساكنة وخاصة شباب الحي وبشجاعة نادرة وحتى بعد تدخل رجال الوقاية المدنية استمروا الى جانبهم وفي مشهد بطولي للقضاء على الحريق وإخماده.

كان هذا الانخراط العفوي في تفان ونكران ذات وفي ظروف استثنائية يشهدها المغرب والعالم :"جائحة كورونا " وما تتطلب من اجراءات وقائية واحترازية داخل حجر صحي بدا المشهد اكبر من كل شيء.

في سخاء وتضحية عز نظيرهما استمر الصراع ودون كلل او نفا ذ صبر حتى اخر لحظة تلتها تصفيقات الحاضرين لتعرب عن تعبير فطري عن نزعة انسانية ثاوية في صدورهم مكنتهم من صنع هذه الملحمة .

هم صفقوا لا للانتصار على النار و اخمادها بل لساكنة متحصنة بتماسكها وقادرة بولائها لقيمها الانسانية الراسخة ان تصد وبشجاعة كل خطر داهم يحدق بها ويهددها ويأتي من غير استئذان.

ولئن كان لهدا الحريق من وقع نفسي عنيف وما اثاره من خوف وهلع وذعر فان هذا الوعي الانساني وتلك اليقظة والاندفاع التلقائي خير عزاء ومواساة .فتحية اكبار لهذا السلوك المدني المتحضر وهذه النزعة الانسانية الراقية.

والحمد لله ولا يحمد على مكروه سواه

فادفع قضائك او فصير ناره _ بردا وخد باللطف فيما قدرا

لا يملك الانسان من احواله _ ما تملك الاقدار مهما قدرا"



 لحسن بنيعيش