-النظام :

غريب كيف أصبحنا نرى الصف في كل مكان ، حتى في الأماكن المزدحمة ، و احترام النظام العام ، بعيدا عن الهمجية و العشواية المتعارف عليها ... يوم بعد يوم أيقن المواطنين ضرورة و حتمية التغيير و تعود الى تطبيق الصفوف و الإلتزام بالتباعد و مسافة الآمان .

-الأرض تتنفس :

منذ إنطلاق الثورة الصناعية في كل المياديين ، لم يمر يوم واحد على توقف المصانع .. حتى جائت كورونا ، صحيح شلت الإقتصاد و توقفت جل المصانع عن العمل و حركة التنقل البرية الجوية و البحرية ، الا ان هذا كان للمصلحة الأرض ، لقد استفاقت من غيبوبتها التي دامت قرون .. كل الإحصائيات تشير الى أخبار مفرحة متعلقة بثقب الأوزون و التلوث و الإحتباس الحراري والكوارث الطبيعية ... و ضهور كائنات و حشرات ظن الجميع أنها إنقرضت . الأرض تشكر كورونا

-التضامن :

صراحة من أهم النقط الإيجابية هي التضامن الذي أعرب عليه العالم بأسره، بالإختلاف الأديان ، الأجناس ، الإيديولوجيات ... الكل تضامن يد في يد من الأجل القضاء على الفيروس ، لن تسعني أسطر معدودة لكي أشكر الجنود المجندة التي باتت لها دور مهم حاليا ، كل التحية و التقدير للأمن الوطني و القوات المساعدة ، رجال و نساء الصحة ، حراس و منظفي المستشفيات ، أسرة التربية و التعليم ، و دور الإعلاميين و المؤثرين في نشر و تبسيط المعلومة للعموم . و لن ننسى طبعا صندوق جائحة كورونا و كل التبرعات

التي أنقدت الكثير من الأسر المعوزة . أمر غاية في الجمال الغني يعطي للفقير . التضامن في أبهى حلته ، في زمن كورونا.

- الصبر :

من منا ظن يوم أنه سيغلق باب منزله لعدة أشهر في الحجر الصحي ؟ قد تكون كوابيس راودتك و لم تطقها حتى في أحلامك ، إلا أنها الآن حقيقة ... لقد إلتزم معظمنا بالبيت، إنه بمتابت سجن إيجابي من أجل إعادة ترتيب الأوراق و من أجل مستقبل أحسن آمن و خالي من الفيروس .. لقد تعلمنا حقا أسمى و أرقى القيم : الصبر.

-أهمية قطاع الصحة :

قد ظنت حكومات العالم أنها أعطت كل ما في وسعها للمجال الصحة ، لكي تأتي كورونا و تبين العكس ، كل العيوب و نقط الضعف و الثغرات... سباق الكل نحو التسلح بات مضحكا حقا ، ظن العالم أن الحرب هي الوحيدة قادرة على قتل البشر ، و ان التصدي لها يكون بالتسلح و نفق ملايير الدولارات ، و إهمال مجال الصحة و البحث العلمي ، كيف يعقل في سنة 2020 و حتى اللحظة لا يوجد دواء فعال ، في عز التقدم و الإزدهار النانو تكنولوجي... حقا شيئ غريب . بعد كورونا العالم سيتجه أكثر الى إنفاق في الصحة و تطويرها .

- الضمان الإجتماعي :

لقد تضرر بالفعل كل شخص يفتقر للضمان الإجتماعي ، و عرف الكل قدر هذا الشيئ و الدور المهم الذي يشكله ... خصوصا للقطاعات الغير المهيكلة . بعد كورونا سيتجه كل المشغلين إلى المراكز لتسوية الأوراق و التسجيل و الأغلبية لن تقبل بأي تشغيل لا يتوفر على الضمان الإجتماعي

- الرقمنة :

المغرب و غيره من دول العالم الثالث لا يعترف بمصداقية الرقمنة بل و الأغلبية لا يثق في الخدمات الاكترونية . لكن بعد تفشي الجائحة ، بات الكل يستخدمها في أغراض مختلفة ، تأدية الفواتيير ، التبضع و حتى التبرع و غير ذلك من خدمات، و أظن المواطنين سيستمرون على نفس النهج حتى

بعد كورونا . أما بالنسبة للتعليم عن بعد و إشراك الرقمنة ، علما انه ليس هناك بديل آخر ، إلا أن التجربة باتت ناجحة في مضمونها إستنادا للمعطيات و تقييم الوزير .

- الغني كالفقير :

قد رأى الكل في هذه الظرفية أن لا فرق في الطبقات الإجتماعية ، كورونا قتلت الغني كما قتلت الفقير ، الفيروس مس الطبقات الكادحة و حتى رئيس وزراء بريطانيا ... لذا ينبغي التضامن و إحترام و أخد بالنصائح . فقد ظن الغني أنه يملك كل شيئ بل و يمكنه العيش أكثر مدة ممكنة بعيدا عن الأمراض،إلا أن حاليا الفيروس يرى النقود عبارة عن أوراق لا غير ، لا تشكل له أي حاجز . المال لا يقضي على كورونا.

- البدخ :

في كثير من المجتمعات و مع إختلاف الثقافات و تعددها ، يعتبر البدخ و عقلية الإستهلاك من أجل الإستهلاك نقطة يشترك فيها العديد ، من منا لا خصص قدر من المال شهري من أجل المقهى و الأكلات الخفيفة . في الحجر الصحي إقتصد الكل تلك الأموال ، بل و تعلم الطبخ و إعداد القهوة الصباحية ... لا أحرض على المقاطعة لأن هذا أصلا مستحيل ، إلا أننا سنعرف أخيرا أين صرفت قسطا من الدخل الشهري . أما بالنسبة للأعراس ، الحفلات و الجنائز و غيرها من مناسبات التي تستوجب التجمع ، لا أرى أنها صالحة أو حتى مشروعة في المدى المتوسط ، حيث أن العالم سيتجه إلى التباعد الإجتماعي و عدم البدخ ... ألا يعقل صرف مئات الآلاف من الدراهم من أجل حفلة معينة ؟

-النظافة :

لن أجزم قطعا ، لكن مجتمعاتها تفتقر نوعا ما للنظافة في مفهومها العريض ، صحيح الذهاب للحمام الحي من تقاليد المغاربة ، الا ان جوهر الموضوع هنا في التعقيم المتواصل و التباعد ، و هو شيئ جديد و دخيل على ثقافتنا التي تتميز بالتلاحم و زيارة الأقارب ، التقبيل و العناق و المصافحة ... كلها أشياء سنفتقدها في سبيل أخد الإحتياطات و تقليل التفشي . التعقيم قبل و بعد الخروج ، النظافة في أبهى حلتها مع زمن كورونا .

- ترويج الأخبار الكاذبة :

الأخبار المزيفة شيئ عادي و متعارف عليه . لكن عندما يزداد الشيئ عن حده ينقلب لضدده ... لا يعقل حجم التزييف الذي عرفناه خلال هذه الظرفية . لا يمر يوم الا و محملا ب 1000 إشاعة و الترويج لها عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، في كل المياديين كالمتعلقة بالدراسة مثلا أو ترويج أدوية بالأعشاب و إستعمال الخلفية الدينية و الشهادة الأكاديمية في الإقناع . جميل ما قامت به الحكومة معاقبة كل من نشر إشاعة ، المغرابة بعد كورونا و حتى الآن بدأوا يشككون في أي شيئ و لا يقبل الا بالمصدر الموثوق .. و تعلم الشك و النقد أمر مهم لأي شخص .



حكيم اجعوط