أضحى المسجد الكبير محمد السادس بسانت إتيان، الواقع بجنوب-شرق فرنسا، مستعدا لاستقبال المصلين والزوار، وذلك بعد توقف فرضه الحجر الصحي المترتب عن وباء فيروس كورونا المستجد.

وقام هذا المسجد ذي الطراز المغربي-الأندلسي، الذي يشكل بالنسبة لمسلمي المنطقة، مكانا مثاليا للتعبير عن إيمانهم وأداء صلواتهم في جو من السكينة، بإعادة فتح أبوابه في وجه المصلين عند صلاة الظهر، اليوم الإثنين، على الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال (توقيت محلي).

ومن أجل الاستئناف التدريجي لأنشطته، اتخذ مسجد سانت إتيان، تحت إشراف عميده السيد العربي مرشيش "إجراءات غير مسبوقة تتناسب مع الوضع الجديد".

وقال السيد عفيف يوسف، مدير الشؤون الثقافية للمسجد، في تصريح توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الثلاثاء "إننا نستعد منذ أزيد من أسبوع لتطبيق الإجراءات الصحية المقررة بصرامة".

ومع ذلك، فإن هذا الاستئناف التدريجي للصلوات لا يهم صلاة الجمعة التي تظل معلقة حتى إشعار آخر، تماشيا مع توصيات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، المحاور الرئيسي للسلطات العمومية في كل ما يتعلق بشؤون الدين الإسلامي في فرنسا.

وهكذا، تم اتخاذ إجراءات مهمة يحفزها مبدأ اتخاذ الحيطة: قياس درجة حرارة المصلين عند مدخل المسجد، إلزامية ارتداء الكمامات الواقية، والإبقاء على مسافة متر واحد بين المصلين، تنظيم الممرات، توفير أكياس بلاستيكية فردية لوضع الأحذية، توفير مطهر هيدرو-كحولي لتطهير اليدين، إغلاق موقف السيارات... إلخ.

من جهة أخرى، تم وضع ثلاثمائة سجادة اصطناعية يتم تنظيفها وتعقيمها بعد كل صلاة رهن إشارة المصلين، والذين تمت دعوتهم للقيام بوضوئهم في المنزل قبل القدوم إلى المسجد.

ومكنت مجموع هذه التدابير من نجاح الاستئناف التدريجي للأنشطة الثقافية بالمسجد الكبير سانت إتيان، بما يجعل هذا الصرح الروحي مثالا يحتذى.

ويعد المسجد الكبير محمد السادس، الذي يشكل تجسيدا متألقا للحرفية المغربية في كامل روعتها، من خلال الأعمال الداخلية من خشب الأرز، والجبس، والزليج، والأحجار المنحوتة، والنحاس... إلخ، أحد أكثر المعالم الثقافية والمعمارية زيارة بمنطقة أوفرين-رون-ألب. فهو يتموقع أيضا كصرح لا محيد عنه خلال الأيام الأوروبية للتراث.

وعلى المستوى الروحي والديني البحت، يشكل المسجد على غرار مثيله الموجود في إيفري، تجسيدا للإسلام على النمط المغربي، إسلام الاعتدال، والتسامح والانفتاح.