في سورة النساء يقول القرآن : << فإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء، مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدةٌ أو ما ملكت أيمانكم >> 

هذه هي الآية الوحيدة الموجودة في القرآن التي تتحدث عن التعدد، بصيغة مباشرة، أما الآي الأخر، فبصيغ غير مباشرة كقوله << يا أزواج النبي >> << إلا على أزواجهم >> <<أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيتَ أجورهن >> الخ.

والآية من سورة النساء، تتحدث بشكل مباشر عن جواز نكاح ما طاب لك من النساء، مثنى وثلاث الخ وهنا ثلاث اعتبارات يقف عندها النص : 

1- أن جواز التعدد جاء مشروطا بقوله - فإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا- فهو شرط ! فما دخل شرط عدم القدرة على الإقساط في اليتامى بالتعدد بالنساء!؟ 

الجواب : لم يُحلل الاسلام التعدد بالأبكار أصلا، ولا دعا لذلك أبدا، وإنما أحلّ أن يضيف الرجل - لزوجة واحدة - امرأة أرملة ذات أيتام، و قد جاءت -فواحدةٌ- مرفوعة على الابتداء، غير منصوبة عطفا على ما سبق، دليلا أنها امرأة غير من سبق ذكرهن من أمهات اليتامى، أي أن الآية تجيز زواج الرجل على امرأته الأولى امرأة أخرى بشرط أن تكون من الأيامى ذوات اليتامى، فيُعيل أولادها بالحفاظ عليها وعليهم، و مجيئها بالنصب - فواحدةً- عائد على واحدة من النساء الأرامل، أي فاكتفوا بزواج أرملة واحدة، فيكون الإعراب الأول أن اكتفوا بزوجتكم الأولى، و الثاني اكتفوا بأرملة واحدة بالإضافة لزوجتكم الأولى، أي اثنتين إحداهما أرملة، و السؤال لم ؟ 

الجواب في الآية بعدها : (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما) و في قراءة (قياما) أي لا تأتوا سفهاء العقول من الصبيان اليتامى، ممن لم يبلغوا الرشد، أموالكم التي أصبحت لكم بشرط القيام عليهم، و ( ارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا) و ( لا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا، ومن كان غنيا فليستعفف ( عن مال اليتيم) ومن كان فقيرا  فليأكل بالمعروف ( مادام يعتبر عائلا لليتيم وأمه) فزواجه بأمه يجيز له الأكل من ماله بالمعروف إن كان فقيرا، كالأجر له، على العناية بمالهم وتنميته لهم، لأنه في مقام الوالد، والشرط هو أن يخاف معيل اليتامى أن لا يقسط في أموالهم، فيتزوج أمهم فيصبح بمقام الوالد، فينمي مالهم ويطعم من حق زوجته بالمعروف، بشرط أن يقيم أموال اليتامى حتى ( إذا بلغوا أشدهم فادفعوا إليهم أموالهم ) و ( لا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ) إذن فشرط التعدد أن تكون الأم مطلقة ذات أولاد أو أرملة ذات عيال، ولا يجوز التعدد بغيرها بالنص.

2- أن الواو في قوله ( مثنى و ثلاث .. ) تدل على العطف أو الجمع، فقد تكون للجمع فيحل زواج أربع نساء جملة واحدة، وقد تكون للعطف فيكون التعدد بالترتيب، أي إما أن تتزوج ثانية وبعد موتها أو طلاقها بعد بلوغ أولادها أو لأسباب أخرى، تتزوج ثالثة وهكذا.. والعطف يدل على أنهن تسع وليس أربع أي واحدة + 2 + 3+ 4 أي الحد من زواج التوالي من النساء الأيامى، يعطيك تسعا، وهنا لا يحل لك الجمع.. وإنما زواج تلو زواج .. وهذا حد ما يحل لك من زواج النساء ..

ومن خلال فعل النبي محمد، فقد توفي عن تسع نساء على الأصح من روايات السيرة، وتزوج واحدة لم يتزوج بعدها حتى توفيت، وهي خديجة، وتزوج بكرا لم يتزوج غيرها وهي عائشة، و باقي نسائه مطلقات وأرامل ذوات ولد أو ذوات استثناء حال، بل جلهن أرامل، ما يستثني المطلقات غير ذوات العيال من التعدد قياسا، لأن الشرط هو الإقساط في اليتامى، للتعدد في الزواج، و أما قوله ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) أي ألا تعدلوا بين النساء و أولادهن، ومن خلال الآية أعلاه يثبت ثلاثة أمور :

1- أن التعدد يكون بذوات اليتامى وهو مشروط بهن، وأما التعدد بالأبكار فهو تحريف لخطاب الشارع، فلا يجوز التعدد بالأبكار، فلا هو من فعل النبي محمد ولا هو من قول القرآن.

2- يثبت كذلك بالنص حرمة نكاح ملك اليمين بغير زواج شرعي، لأن القرآن أدخلهن وذكرهن في معرض الزواج لا في معرض نوع آخر من النكاح! فقال << فإن خفتم ألا تقسطوا فواحدة ( أي تزوجوا حرة واحدة ) أو ما ملكت أيمانكم ( أو تزوجوا ما ملكت أيمانكم) وهن الخدم والخادمات، أو النساء اللواتي لا عائل لهن فمهرهن أقل من بنات الأشراف والحرائر، بدليل قوله في معرض نكاح ملك اليمين ( فانكحوهن بإذن أهلهن و آتوهن أجورهن بالمعروف) قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : " فانكحوهن " فتزوجوهن وبقوله : " بإذن أهلهن " بإذن أربابهن وأمرهم إياكم بنكاحهن ، ورضاهم . ويعني بقوله : وآتوهن أجورهن ، وأعطوهن مهورهن ، وقال حدثنا يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : وآتوهن أجورهن قال : الصداق، ثم أكد بعدها أن العدل بين النساء مستحيل فقال ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) فكل أرملة و أبناؤها يحتاجون رعاية مختلفة، فلا تميلوا لإحداهن على الأخرى بسبب جمالها أومالها وتذروا الأخرى كالمعلقة لا هي بذات زوج ولا هي مطلقة، لتيتفيدوا من مال يتاماها فقط، بحجة القوامة و الولاية السابق ذكرها، كشرط لزواجها. 

ويعني بقوله : " بالمعروف " في زواج -ملكت أيمانكم- على ما تراضيتم به ، مما أحل الله لكم ، وأباحه لكم أن تجعلوه مهورا لهن، فانظر إلى قوله مهر وصداق، فكيف تنكح الجارية دون مهر وصداق و إيجاب وقبول من وليها، ثم كيف يكون الحق لوليها في وطئها، ثم يأمر القرآن بجواز تزويجها بمهر لغيره، فهذا كمن يأمرك بتزويج امرأتك من غيرك إن رضيت بمهر وصداق!! وهذا محال، ما يدل أن الجارية محرمة على وليا و على غيرها دون مهر وصداق، ولكن لم يأمر القرآن الشاب بزواج ذوات اليمين ( سنشرح هذا بالتفصيل لاحقا في مقال حول من هن ملك اليمين في القرآن) إن عجز عن زواج المحصنات؟! الجواب هو أن مهر ذات اليمين نصف مهر الحرة، كما أن عقاب الحرة ضعف عقاب الجارية، ولكن جاء هذا الأمر بسبب قوله  ( ذلك أدنى ألا يعولوا ) أي تظلوا بسبب فقركم دون زواج .

3- الأمر الآخر هو سبب تحليل القرآن للتعدد بالنساء الأيامى ذاوت اليتامى! وهو سبب ثقافي واقعي يستمد تشريعه من واقعه الاجتماعي السائد آنذاك أدى لتغير في عدد الذكور مقابل الإناث، وهو قلة الرجال بسبب مقتل أغلبهم في الحروب و رحلات التجارة من طرف قطاع الطرق، و كثرة الأرامل بسبب ذلك و عدم إيجاد كاف لهن و معيل لأيتامهن أو من يقوم على أموالهن بالتجارة و النماء و الاستثمار، ما يخشى عليهن وعليهم منه من الضياع، فأحل للرجل ضم نسوة أرامل لامرأته الأولى، استفادة بالمعروف من مالهن إن كان فقيرا، و إحسانا لهن إن كان غنيا.

وعليه فيثبت تحريف عريض لتأويل نصوص القرآن، امتدت عبر روايات كثيرة جعلت من تفسير القرآن و تأويله لغطا كبيرا ...

يتبع... مع تحليل لقوله ( وما يتلى عليكم في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن من كُتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان ...) الآية، لارتباطه الوثيق بهذه الآية.

محمد أسامة لأنسي

Le mar. 24 mars 2020 06:47, Malik Jad <malikjad37@gmail.com> a écrit :

(الكلوركين: الأزمة الاقتصادية و سياسية الحروب الدوائية)

الكلوركين: مادة تستعمل في علاج الملاريا اكتشف عام 1934 واستعمل سنة 1943 كمضاد لداء الملاريا،  ليس له براءة اختراع بأي معهد من معاهد حماية الملكية الفكرية، و استعمل الهيدروكسي كلوروكوين، تحت العلامة التجارية "البلاكوينيل"PLAQUENIL  عن شركة سانوفي الفرنسية  SANOFI-SYNTHLABO، غير مخصص للاستخدام لفترات طويلة لدى الأطفال، ويسمح باستخدامه لدى المرضى الذين يعانون من نقص إنزيم G6PD، ولكن يجب استخدامه بحذر لدى هؤلاء المرضى، لأنه وغيره من الأدوية المضادة للملاريا، يمكن أن يسبب فقر الدم الانحلالي (Hemolytic Anemia) لدى هؤلاء المرضى، كما يسبب استخدام الهيدروكسي كلوروكين عدم وضوح الرؤية، وفي حالات نادرة يسبب حتى خفض عدد خلايا الدم البيضاء، فقر الدم اللاتَنَسُّجي (Aplastic Anemia) وفي حالات نادرة جدًّا لتضرر السمع أو طنين في الأذنين، يسبب أخطارا لمرضى السكري و القلب و الضغط، وله مضاعافات حادة على مرضى التليف الكبدي، و قد يسبب جلطات و يؤدي إلى أزمات قلبية حادة، في حالة استعماله بشكل غير مرخص.

1) علاقة الكلوركين بشركة سانوفي :

في مقال نشرته جريدة "يورنيوز" جاء فيه أن البحث عن إجابات لاستعمال الكلوركين كمضاد لفايروس كورونا، قادهم إلى جامعة "لوفين"1* في العاصمة البلجيكية بروكسل، وتحديداً إلى المختبر العلمي المعني بالفيروسات والأوبئة، حيث علموا أن مكافح فيروس كورونا التاجي المتحول، قد يكون هو المضاد ذاته الذي اكتشف في العام 1934 لمكافحة الملاريا، إنه الكلوروكين الذي كان أثبت فعالية في مكافحة فيروس السارس الذي ظهر في الصين عام 2004، وهذا ربما يمنح أملاً في إنتاج لقاح ضد كورونا المستجد يكون فعالاً وغير مكلف في الوقت عينه>> و انتبه معي لجملة ( وغير مكلف ) ففي مختبر جامعة لوفين، التقى "الناشر الصحفي" بالعالم المختص بالفيروسات والأوبئة البروفيسور "مارك فان رانست" الذي قال لـ"يورونيوز" موضحاً: "حينما أجرينا بحوثاً واختبارات على الكلوروكين بعد تفشي السارس في العام 2004، لم نجد -مرضى نختبر من خلالهم النتائج التي توصلنا إليها- لذا قمنا بنشر البحث في الدوريات الدولية، وحينها قلنا إنه في حال كان ثمة تفشياً لفيروس كورونا جديد، فيمكن الاستفادة من النتائج التي توصلنا إليها>> ثم يعقب قائلا : << لقد قرأ الأطباء الصينيون البحث، ثم بدأوا في تجربة عقار الكلوروكين الذي يستخدم منذ مدة طويلة كمضاد للفيروسات التي تتكاثر في داخل الخلايا كما هو الحال مع فيروس كورونا.>> و هنا احتفظ معي بجملة غير مكلف وجملة لم نجد مرضى نختبر من خلالهم النتائج !!! ثم أضف إليها معطى لقد قرأ الأطباء الصينيون البحث و بدؤوا في تجربة عقار الكلوروكين...ألخ.

وهنا عُد معي لهذا الخبر حيث "نشر معهد علم الفيروسات في ووهان - الصين، عبر موقعه الإلكتروني، طلباً بشأن الحصول على براءة اختراع جديدة عن عقار تجريبي لشركة "Gilead Sciences Inc"، يعتقد أنه قد يحارب فيروس كورونا. ويعرف الدواء باسم "ريميديفير"، وتنظر الصين إلى الدواء كواحد من الأدوية الواعدة لمحاربة الفيروس المستجد، وجرى تقديم طلب براءة الإختراع في 21 يناير/كانون الثاني، من هذا العام، وقال علماء في صحيفة "سيلف ريسيرش"، إن "العلماء اكتشفوا أن ريميديفير وكلوروكين، دواء الملاريا، أثبتا فعالية كبرى في الدراسات المختبرية لإحباط فيروس كورونا الجديد، لكنهما بحاجة لإختبارات سريرية جديدة، وهنا انتبه معي جيدا لجملة - اختبارات سريرية جديدة - إذا لدينا فرنسا و الصين و أمريكا وأستراليا كيف؟ أكمل المقال...

تصرح الصحيفة أن الصين قادرة على تصنيع الكلوروكين، وهي تريد الآن الوصول إلى ريميديفير، و هذا الأخير هو دواء، ذو براءة اختراع أمريكية من معهد سياتل، استعمل أول مرة كمضاد لفايروس كورونا سنة 2012، على أمريكيين حملوا الفايروس من اليابان، فلماذا تسعى الصين للحصول على براءة اختراع "الريمديفير" و لماذا تدعي قدرتها على إنتاج الكلوركين بقوة!؟ و ما هي دواعي ارتباط شركة سانوفي الفرنسية بمادة الكلوركين ؟ 

أولا ليس الكلوركين وحده المستعمل في داء الملاريا، و التهاب المفاصل الروماتويدي، فهناك أيضا الأرتيسونات/أمودياكين Artesunate/amodiaquine (الاسم التجاري Coarsucam) و هو علاج بشكل توليفية قائمة على مادة الأرتيميسينين ذات الجرعة الثابتة, يستطب لعلاج الملاريا المنجلية الحادة غير المصحوبة بمضاعفات.

تم إطلاقه في عام 2007 كعلاج للملاريا بأسعار معقولة، التي وضعتها (DNDi)2* في شراكة مع شركة سانوفي أفنتيس. أظهرت التجارب السريرية في وقت مبكر أن الجرعة لمرة واحدة في اليوم كانت فعالة. في وقت لاحق أظهر سريريا بأنه فعال على قدم المساواة مع أرتيميثير/وميفانترين ("كوارتيم")، وهذه المضادات هي التي تعتمد عليها روسيا و ألمانيا و أستراليا في تجاربها، إضافة أن أستراليا صرحت أنها اكتشفت كيف يغزو الفايروس كوفيد19 الجهاز المناعي، بينما تصر روسيا على عامل المفاجأة.

إذا فجميع المعاهد والجامعات الطبية تعتمد على الكلوركين و مثبطات الجهاز المناعي، الذي يعتبر من مضادات "عاصفاة السيتوكين"3* منذ الوهلة الأولى لظهور الفايروس إعلاميا، بينما البحث كان قبل ذلك طبعا، و ربما تم الاستعداد له، و دعنا هنا نجيب عن السؤال الأول لماذا أقل كلفة ؟

أولا :  سنة 2017 منح برنامج براءات الاختراع من أجل الإنسانية لدى مكتب الولايات المتحدة للبراءات والعلامات التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يديره المستشار القانوني " إدوارد إليوت" جائزة براءة اختراع إنسانية، لشركة "سانوفي" (Sanofi) لتوفيرها كميات كبيرة من المركبات المضادة للملاريا على أساس "سعر التكلفة" فقط لاستخدامها في البلدان النامية، هذا المركب هو "البلاكينيل"

هذا يعني احتياطي هائل من مادة "الكلوروكين" و مضاد "الأرتيميسنين" بل واحتكاره، لاستخدامه في عمليات التلقيح بدول العالم الثالث، أم استخدامه بعد ذلك كسلاح!! فهل هذه صدفة أن يظهر وباء عالمي، و يكون الدواء المرجو (إن صدق) هو مادة الكلوركين التي تستحوذ عليها شركة سانوفي الفرنسية، و مجموعة "سلجيني" البيولوجية الأمريكية؟؟

2) الحرب الاقتصادية و الغزو البايولوجي :

نشرت جريدة الشرق الأوسط يوم السبت - 24 جمادى الأولى 1439 هـ - 10 فبراير 2018، أي قبل عامين، مقالا بعنوان :  خبراء يتوقعون حرباً دولية بين شركات إنتاج العقاقير

صفقات في القطاع بقيمة 418 مليار دولار هذا العام >> تضمن المقال مؤشرات البورصة العالمية، كما يشير إلى تقرير لمجموعة خبراء الأسواق الصيدلانية الدولية في برلين أن عام 2018 سيشهد جوا حارا في تجارة الأدوية سرعان ما سيتحول إلى حرب ضروس بين الشركات المنتجة للعقاقير الطبية على نحو لم يشهده العالم من قبل>> وتضيف الصحيفة تصريحا للخبير الألماني في إنتاج العقاقير "سيبياستيان بورير" يقول : << إن عمليات الشراء والاندماج في الأسواق الصيدلانية الدولية قد يصل إجماليها هذا العام إلى أكثر من 418 مليار دولار، أي ضعف القيمة الكلية لعمليات مثيلة تم تنفيذها في العام الفائت. و أن إجمالي هذه العمليات في شهر يناير (كانون الثاني) الفائت وحده وصل إلى 30 مليار دولار، وهذا وضع لم تشهده تجارة الأدوية منذ عام 2007، ويلفت هذا الخبير الانتباه إلى أن شركتي «سانوفي» الفرنسية ومجموعة «سلجيني» البيولوجية الأميركية قادتا عمليات شراء بأكثر من 20 مليار دولار خلال الشهر الأول من عام 2018>> ويعزو هذا الخبير ما يصفه الجميع بأنه «حمى» الصفقات الشرائية في الأسواق الصيدلانية الدولية إلى سبب معروف عالميا وهو اقتراب براءات الاختراعات القديمة والمربحة من انتهاء فترة صلاحيتها، وبما أن الأدوية «الجينيريك»، أي تلك المشابهة للأدوية الأصلية لحد كبير التي تهيمن الصين على أسواقها الدولية، هي اليوم السبيل الوحيد لجني الأرباح، تتحرك الشركات الأميركية والأوروبية لشراء أي شركة تمتلك براءة اختراع دواء جديد مهما كان الثمن.

وفيما يتعلق بشركة «سانوفي» فان دواءها «لانتوس» لعلاج مرض السكري أوشكت براءة اختراعه على الانتهاء، وهو اليوم ضحية منافسة شرسة من أدوية البدائل الحيوية المسماة «بيوسيميلر».

إذا نحن هنا أمام شركات طبية بايولوجية، كانت على وشك الانهيار، تركض وراء براءات اختراعات جديدة،  سوق العملات و الأسهم الدولي لهذه الشركات عرف تناقصا كبيرا منذ سنة 2007، أي السنة التي تم إطلاق شركة سانوفي لدواء "الكوارثيم" المعتمد على مادة "الأرثيميسينين" لعلاج الملاريا، قبل أن تطلق "البلاكنيل" و تستحوذ على مادة الكلوركين، للاختبارات الطبية الوبائية، تحت ذريعة توفير كميات كبيرة من مضادات داء الملاريا، وقد جاء هذا الاستحواذ، بعد اختبارات طبية ناجحة للكلوركين ضد فايروس كورونا  سنة 2004، وكما سبق و ذكرت انتبهت الصين له، لتقوم من خلال مختبراتها بإيجاد أدوية "جينيريك" مشابهة في الأداء للكلوركين، و اختبارها على فايروس كورونا و عائلاته الفايروسية المتطورة، بمختبرات ووهان، لكن السؤال هو : على من سنجرب العلاج مع انعدام حالات سريرية حقيقية ؟؟

هنا دعنا نجيب على السؤال الثاني الذي طرحناه سابقا بناء على قول خبير الفيروسات "مارك فان  رنست" : لم نجد حالات سريرية لنقوم بإجراء الاختبارات حول نجاح تحربة لقاح كورونا سنة 2004، وهنا عد معي لأزمة شركات الأدوية، و التي تمخضت عن منافسة قوية بين شركتي " سانوفي" الفرنسية، و "سلجيني" الأمريكية، ضد شركات الأدوية و الطب الفايروسي الصينية بالتحديد و الروسية، لنستنتج أننا أمام حرب عالمية بايولوجية بين شركات عابرة للقارات في مجال الطب البايولوجي، ولأن هذه الشركات تحتاج إلى براءة اختراع تزلزل السوق العالمية، وتكون أكثر طلبا، فلا بد أن يتم الترويج أولا للخطر "نشر الفايروس" ثم الاستفادة من هذا الخطر البايولوجي سياسيا و جينوغرافيا عبر نقص أعداد المتقاعدين الذين ينهكون ميزانية الدول الكبرى كما سبق و فصلت في مقال سابق، ثم تجريب دواء الكلوركين و الأرتيميسنين، على أكبر عدد من الحالات السريرية، الموبوءة، و استغلال الاحتياج العالي للدواء، من طرف المصابين الذين تقدر بعض التخمينات والإحصاءات تخطيهم لحاجز 70 مليون مصاب، وتقديرات تقول أن العدد سيكون 100 مليون، فهل نحن أمام تلقيح جماعي جديد؟ أو تعديل وراثي للمورثات الجينية عبر لقاحات معدلة!!

ثم بعد هذا فبعد طلب حصول الصين على براءة اختراع "الريمديفير" الأمريكي، فإنها لمدة أكثر من 15سنة كانت تطور فايروسات ولقاحات متطورة، للسيطرة على السوق العالمية، لتصبح أدوية "الجينيريك" الصينية، أدوية أصلية، ذات براءة اختراع معتمة عالميا، لذلك أتوقع إطلاق لقاح صيني بأقل تكلفة، و خروج سياتل و أستراليا و بريطانيا بلقاحات، سيكون نصيب الأسد في حصة مبيعاتها لسانوفي الفرنسية، و شركات الأدوية الأمريكية، والصينية، و بعد ذلك الخروج ببراءات اختراع لفايروس العصر، من طرف شركات متعددة، وهكذا سيكون تجاوز الأزمة الاقتصادية، واستمرار البحث الجينوكروسكوبي، و الأبحاث الجينية، معاهد البحث في الخلايا الجذعية بأمريكا التي تصرف الشركات اليهوية عليها الملايير للتعديل الجيني، دون أن ننسى أن شركة سانوفي شركة أصولها ليهودي فرنسي، "يوفي ليفي" أضف المعاهد الأخرى الكبرى بفرنسا و أمريكا، والصين.

و رغم أن هذا السيناريو له تداعيات كبيرة، منها التغيير الجيوغرافي و الجيوسياسي، الديبلوماسي بين الدول، فإنه في حالة استطاعت الصين أن تستثمر  الوضع، سيكون هناك ظهور قوة اقتصادية كبرى، ستملأ شيوعيتها أوروبا، ما يعني المد الاشتراكي للأحزاب اليمينية المتطرفة بأوربا، وهيمنتها على الحكم، وتفكك الاتحاد الأوروبي بشكل مؤثر، لكنه تفكك مقصود ممن هيؤوا للخروج من الاتحاد قبل الأزمة، وحاربوا لذلك، و أقصد بريطانيا، و هذا معناه ظهور تحالف عالمي جديد، ستكون فيه أوربا العجوز قسمين بين الصين و روسيا و بين أمريكا و بريطانيا وفرنسا، ما يعني أن تشكيلة دول الحلفاء منذ الحرب العالمية الثانية، لازالت تعمل بشكل منتظم.

بقلم : محمد أسامة الأنسي

مراجع وإحالات :

*1)(جامعة قديمة ببلجيكا تخصصت في علوم كثيرة، منها الطب و علم البايولوجيا، جامعة ذات مرجعية كاثوليكية)

*2) هي مبادرة "أدوية من أجل الأمراض المهملة" منظمة تعاونية لأبحاث وتطوير الأدوية تعتمد على احتياجات المرضى وتهدف إلى تطوير علاجات جديدة للأمراض المهملة ، ولا سيما داء الليشمانيات وأمراض النوم ومرض تشاجاس والملاريا والأمراض الفطرية والمايستوما وأمراض الأطفال. تم نقل فيروسات الملاريا والتهاب الكبد C، مقرها بسويسرا.

*3) انظر مقالنا بعنوان : كوفيد19: إرهاصات العلاج واختبارات الأدوية.

مراجع :

جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 10 فبراير 2018

يورونيوز بتاريخ  29 يناير كانون الثاني 2020

جريدة "ويبو" بتاريخ أبريل 2017

مجلة الصحة العالمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية

مقالات صحفية و طبية أخرى...



محمد أسامة الأنسي