لن يكون " أحمد الخليل ابريه" أول ضحايا القيادة الصحراوية المتجبرة و لا آخرهم، فقد كشفت القيادي الصحراوي ب.م.س  "للجزائر تايمز" رفض الكشف عن هويته في الوقت الحالي، خوفا من الانتقام، تفاصيل تصفية أحد القادة العسكريين الصحراويين، الذي عرف بمواقفه المعارضة لبعض السياسات التي تفرضها القيادة الجزائرية على حكام  البيت الأصفر بالرابوني، حيث كتب في رسالة موجهة الى الموقع عن الطريقة البشعة التي تم بها تصفيته و التي ستبقى ندبا على وجه الجزائر و القيادة بخصوص الفضاعات التي ارتكبت داخل سجن "الرشيد"، بعدما كشف جانبا من عتمة السجن الرهيب، وحكى قطعة صغيرة من عذاب عاشه  عدة معتقلين منهم مغاربة لسنوات عدة بعيدا عن أعين. المنظمات الحقوقية و الضمير العالمي

فقد كتب حول المصير  المأساوي الذي لقيه "حمدي أعلي سالم محمد يحظيه بوصولة"، الملقب بـ "الصيهب"، و الذي زج به دون محاكمة، و لا تهم  في السجن مدة عشر سنوات متتالية بين أقبية السجن الرهيب، و هناك تعرض لشتى أنواع التعذيب والتنكيل من الجلادين الذين تصدر قائمتهم "البشير مصطفى السيد"، و "أحمد البلال"، الملقب بـ "لبطيل"، اللذان تفننا في ممارسة ساديتهما على صحراويين أبرياء باسم المشروع الوطني و الثورة الصحراوية.

 رغم أن "حمدي اعلي سالم محمد يحظيه" كان له سجلا نضالي حافل، حيث شارك و هو إبن العشرين سنة في ملاحم ضد الاحتلال الإسباني ،و تحمل  قسوة السجون الإسبانية التي لم تبلغ بشاعتها ما يحصل في المخيمات، و استمر في قناعاته إلى أن جرى تكليفه بمنصب المسؤول العسكري لناحية الجنوب، كما جاور "أمحمّد الشيخ عبد الله" و"الطالب بويا حمية" في عملية "أمغالة" ضد الجيش الإسباني.

 و تضيف الرسالة أنه في سنة 1975 سجن دون الكشف عن الأسباب و لا حتى التهم، و الشائع أن خلافات ظهرت بينه و بين القيادة في الرابوني التي استولت على المشروع الثوري لصالحها و أثار كذلك غضب قيادة الجيش الجزائري و على رأسهم الجنرال نزار ومحمد العماري، الذين طالبوا بسجنه و تنحيته عن أي منصب، إلى حين وفاته في زنزانته سنة 1988.

ووصف ما تعرض له "حمدي اعلي سالم" بالعذاب الشديد الذي لا يطيقه بشر من خلال الزج به في جحر انفرادي مدة عشر سنوات، مقيد اليدين والرجلين، بالموازاة مع حصص تعذيب يومية  قاسية تحت أنضار عبد الزيز المراكشي و أبراهيم غالي الجنرال خالد نزار كانت كلها حصص جلد بالسياط و كي بالنار وهتك عرضه بعصا  في الدبر و إهانات بكل النعوت و الأشكال، و على الرغم مما تعرض له السجين إلا أنه ظل صامدا في وجه جلاديه، الذين فشلوا في انتزاع اعترافات تدينه ليعمدوا على  دفنه حيا، في تابوت إسمنتي محفور داخل الزنزانة بسجن الرشيد الرهيب.

حسام الصحراء للجزائر تايمز

نمودج من طرق التعديب داخل السجون في الجزائر و السجون في مخيمات تندوف