عمق رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي من الخلافات الداخلية حول نوايا إخوان تونس توريط البلاد في لعبة التحالفات والمحاور وذلك على خلفية تقديم تهنئة لحكومة الوفاق عقب سيطرة ميليشياتها على قاعدة الوطية غرب طرابلس.
وكشفت رئاسة المجلس الرئاسي للحكومة، في بيان الثلاثاء، إن السراج تلقى اتصالا هاتفيا من الغنوشي "تناول مستجدات الوضع في ليبيا".
وهنأ الغنوشي السراج بـ"استعادة حكومة الوفاق الوطني لقاعدة الوطية الإستراتيجية"، وأعرب عن "ارتياحه لعودة القاعدة القريبة من حدود تونس إلى الشرعية". حسب نص البيان
وأكد الغنوشي أنه "لا حل عسكريا للصراع في ليبيا"، مشددًا على "ضرورة العودة للمسار السياسي". فيما أعرب السراج عن "الشكر والامتنان لمشاعر الأخوة التي أبداها الغنوشي".
ومن المنتظر ان تضاعف التهنئة حالة الانقسام الداخلي بشان طريقة التعامل مع الملف الليبي وستؤكد مخاوف المعارضة من محاولات الغنوشي جر تونس الى تحالفات إقليمية ستكون لها عواقب وخيمة على الأمن القومي التونسي.
 

وهذه اول مرة يقدم فيها مسؤول باسم الدولة التونسية التهنئة لطرف في الصراع بعد تحقيق تقدم ميداني رغم ان الغنوشي تعرض لانتقادات كبيرة من احزاب وكتل معارضة بسبب اتصالاته المشبوهة مع جهات مقربة من السراج.
وحذر الناشط الاعلامي برهان بسيس من تبعات التهنئة على الموقف التونسي الذي بدا ينحاز بشكل واضح وعلني لموقف طرف من النزاع متسائلا هل ان التهنئة باسم الدولة التونسية ومؤسسة البرلمان ام هي باسم حركة النهضة الاخوانية.
ودعت المعارضة مرارا راشد الغنوشي الى عدم الخلط بين ترؤسه لمؤسسة دستورية كالبرلمان وبين رئاسته لحزب سياسي لديه تحالفات كثير منها متناقض مع المصلحة الوطنية. 
وانتقدت الاحزاب السياسية تعمد الغنوشي القيام بدبلوماسية موازية ومحاولة تهميش دور الرئيس قيس سعيد.
وفي محاولة من الغنوشي لامتصاص الغضب اصدر بيانا نشره في الصفحة الرسمية للبرلمان على الفايسبوك حول اتصالاته مع السراج دون ذكر التهنئة التي قدمها له على خلفية السيطرة على قاعدة الوطية.
ومع إصرار الغنوشي على جر تونس الى لعبة التحالفات الإقليمية طالبت كتلة الدستور الحر بمسائلة الغنوشي عقب اتصاله برئيس المجلس الاعلى في ليبيا خالد المشري الموالي لحكومة الوفاق إضافة الى اتصالاته بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وخارجيا انعكست التهنئة سلبا على وضع تونس الذي خير زمن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الحياد.
وعبر  طلال الميهوب رئيس لجنة الدفاع والامن في ليبيا عن غضبه الشديد من تخلي تونس عن الحياد وإظهار الدعم لحكومة الوفاق  قائلا " نستنكر ان تكون تونس بوابة لنقل المرتزقة بإشراف تركي". 
وتابع في مداخلة على قناة ليبيا الحدث مساء الثلاثاء" عيوننا تراقب ما تقوم به تونس برئاسة قيس سعيد".
وكان الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء احمد المسماري عبر عن استيائه من تحول المطارات والمعابر التونسية الى منفذ لنقل الدعم الى ميليشيات الوفاق وذلك عقب الإعلان عن إدخال مساعدات طبية تركية عبر معبر راس جدير.