المدرسة العمومية هي الأصل ، فلا نفكر لها في ضرة ؛ فلاهي نافستها ولا هي كانت البديل الفعلي والحقيقي لتحديث وعصرنة القطاع الحيوي للتربية والتعليم منذ عقود خلت..وتبقى المدرسة العمومية المغربية بالفعل، هي الأم الحنونة ومرضعة أبنائها بحليبها الطبيعي النافع الذي يساهم في إعطائهم مناعة طبيعية وقوة لأجسامهم لمواجهة أية أمراض وأوبئة كيفما كان نوعها في عصرنا مستقبلا..

في سياق هذا المقال؛ نمرعلى أفكار قد تنير طريقنا نحو المستقبل، من أجل مدرسة عمومية مواطنة ونافعة لمجتمعها، وكيف نجعل منها مشتلا حقيقيا لرجالات المغرب في زمن الدولة الوطنية بعد جائحة كورونا..؟؟

- هي الأم الحنونة ..!!

- تلك هي مدرسة الشعب، من أجل وطن كبير ودافىء يجمعنا ..!!

- معلم جدي.. مبتكر.. محترف.. معلم مواطن.. يمتهن التدريس بنكران للذات، وهو ذاك الجندي بلباسه الأبيض يحارب الأمية والجهل .. ينشر سنا العلم ..يساهم في تنوير العقول..

- عقول تنيرها لوحة وسبورة وطبشورة.. وعدة بيداغوجية الكترونية ومعلوماتية .. ويغذيه ويصقله مصحف كريم...!!

- حياة مدرسية جديدة يندمج فيها المتعلمون والمتعلمات من خلال مجموعة من الأنشطة التربوية والتعليمية والترفيهية تصب كلها في مجالي التعليم والتعلم ، وتكوين شخصياتهم تكوينا سليما يكسبهم مهارات وقدرات وكفايات استراتيجية للاندماج في الحياة المجتمعية بشكل إيجابي وفعال..

- القضاء الجدري على آفة الساعات الإضافية، بسن قوانين جديدة ملزمة للجميع، من أجل خلو قطاع التربية والتكوين مستقبلا من سوق البيع والشراء في عرق ومعاناة الأسر المغربية في زمن الاستهلاك ومتطلبات العيش الصعبة وتكلفتها الباهضة ،

ووضع حد لزمان هذه الآفة التي أمست بديهية بين فئات عديدة من المجتمع، وقد عمرت طويلا في قطاع تعليمنا العمومي، و من أجل تساوي وتكافؤ الفرص بين الجميع..

-حصص دعم ومراجعة ومؤازرة تندرج كلها في العملية التعليمية/ التعلمية و في سبيل تحقيق تعليم جيد بمدرستنا العمومية..

- لا لتبضيع قطاع التعليم العمومي، واحتسابه ميدان وحقل لتجارة مربحة.. ونعم لمدرسة عمومية تشاركية و مدرسة جماعاتية ...

- لا وألف لا، لتسييس قطاع التربية والتعليم من أية جهة كانت..

- وكفى تجريبا في قطاعنا التربوي والتعليمي، ولقد حان الوقت بأن نجعل من قطاعي الصحة والتعليم، قطاعين عمومين اجتماعيين أساسيين واستراتيجين من مهمة الدولة أولا والمجتمع المدني ثانيا ولا مكانة لتوظيفهما في عالم الشكارة والربح السريع والتجارة بعد أزمة الجائحة. لأن الأول يصنع الإنسان أما الثاني فهو يوفر له أمنه الصحي ، وعقل سليم في جسم سليم ..!!

واليوم في زمن الوباء والتغيير الجدري في العلاقات المختلفة ؛ قد نجد أنفسنا ، وفي أكثر من أي وقت مضى أننا في أمس الحاجة لتفعيل أكثر، للتربية على المواطنة بمدارسنا العمومية حتى نخلق ذاك المواطن الحقيقي الذي له من الوعي المجتمعي ما يؤهله لخدمة نفسه ومجتمعه ووطنه.. وبالمناسبة فلدينا مادة في برامجنا التعليمية الجديدة تسمى "بالتربية على المواطنة" ..!!؟؟

لكل ذلك ، فلا بد من إعادة الاعتبار لمدرستنا العمومية بعد نهاية الوباء ولا نجعل لها ضرة لاهي نافستها ولا هي كانت البديل الفعلي والحقيقي لتحديث وعصرنة القطاع الحيوي...وتبقى المدرسة المغربية هي ثدي الأم وما يدره من حليب طبيعي لأبنائها وبناتها في تعليمنا العمومي ماضيا وحاضرا ومستقبلا.. وتلك نراها شهادة لمن له عقل يفكر به من أجل مصلحة مستقبل هذا الوطن الذي نخاف عليه أكثر من أنفسنا..!!



عبد الرحيم هريوى