هذا قول ؛ وذاك قول آخر قد لا يعجب البعض منهم بالمطلق، لأننا نقول كلمة الحقيقة بأوصافها ونضبطها بالشكل التام قد تقرأ في واضحة النهار، إذ أنه عادة ما يتم تدوينها بلغة الأدب وعوالمه وفنونه ومجالات إبداعاته عبر نصوص متنوعة ..ونحن لا نخجل أبدا ، ولا نجامل فيها أحدا، وليس لنا مطامع دنيوية مطلقا نبحث عنها ..ولا منصبا كي نحافظ عليه بطرق شتى ..ولا كرسي من الجلد الناعم وسط مكتب مكيف وواسع نغرق فيه وننام نومة العريس..ولا منبرا نكيف أقلامنا مع ما يعشقه وما لا يعشقه، من خطوط تحرير رمادية وبلورية وأخرى قزحية.. بل أملنا من تدوين الحرف هو تثقيف بني البشر والمساهمة عن طريق مجتمع القراء، وكل المولوعين بحب تفكيك شفرات العبارات والجمل، واستبار الأغوار فيما بين السطور، في المزيد من منسوب الوعي المجتمعي عبر انتشار المعرفة في ظل الديمقراطية الرقمية قبل العودة في يوم من الأيام من طرف هؤلاء وأولئك لتمريرما أمسى يعرف بمشروع التكميم، لارتباطه بزمن الكمامة الطبية في زمن الحجر..فتدوين حروفنا والكتابة لها ارتباط وثيق بما نعيشه ونعايشه من أحداث ووقائع مجتمعية وثقافية وسياسية، و ليست منتوجاتنا الفكرية والمعرفية عبارة عن " وزيعة لعيشورة " يتم تفريقها بين أفراد الأسرة الواحدة بالتراضي أو نعطي للكبار النصيب الأوفر على الصغار لجبر الضرر.. !!؟؟

نحن نريد وطنا كبيرا وجميلا ورائعا ودافئا يجمعنا سواسية ولا نريد أن يرضى عنا الحزب الفلاني أو الجهة الفلانية كي نغض الطرف عن كذا خرجات غير محسوبة من هذا أوذاك، وهي تضر بمستقبل هذا الوطن العزيز وحرية أجياله القادمة وهم أبناؤنا جميعا..وما نلمسه ونستشعره من بعض الخرجات والتدوينات هي إلا سلوكيات قديمة - جديدة من جل القواعد الحزبية الحالية تحت شعار انصر أخاك ولو كان شاردا وإياك ثم إياك أن تُظْهِرَ للجماهير عيوبه وسقطاته وكأننا في منازلات رياضية من يهزم الآخر بالضربة القاضية، ولو ضد قيمنا ومبادئنا وأعرافنا وروح ديننا الإسلامي، إنها سلوكيات غريبة أمست عادية عند الجميع والمتضرر الأول والأخير من هذه الأفعال هو الشعب والوطن معا، في غياب نخبة سياسية مثقفة وواعية وتتوفرعلى موارد بشرية كفأة ومؤطرة بشكل كبير كي تساهم في التنمية البشرية والاقتصادية والسياسية

للوطن..وليست دون مستوى تطلعات المجتمع همها الأول هو الأغلبية وعينها دوما على صناديق الاقتراع والمناصب والكراسي وموسم الانتخابات والمحافظة على كتلها القارة كي تدفع بها العجلة حتى ولوكانت معطوبة لا تصلح للدوران بسرعة زمانها. وكل ذلك يساهم في انفصام طبقتنا السياسية عن الواقع المعيشي والمجتمع معا ، وخاصة أولئك الذين ما لبثوا يصوتون عنهم ويختارونهم كي يدافعون عنهم ضد كل جشع وأفكار غير مسؤولة ونخب مجتمعية لايهمها إلا نقطها عبر البورصات ومصالحها الشخصية ...!!!!



عبد الرحيم هريوى