لم يكن السيد رئيس الحكومة موفقاً في ظهوره الإعلامي الأخير, والذي خصصهُ لمناقشةِ جُملةٍ من القضايا المرتبطةِ بالتدابير المتخذة في مواجهةِ جائحةِ كورونا. وذلك راجع لعدة أسبابٍ منها:

-عدمُ قدرتهِ على تقديم جواب مقنع على الأسئلة التي شكلت المحاور الثلاثة للقاء.

-غيابُ تصورٍ واضح لتدبير أزمة الوباء والآثارُ المترتبةُ عنه.

-غيابُ لغة الأرقام الدقيقة والإحصائياتُ المضبوطةُ وتحديد تواريخ واضحة للتدابير التي ستتخذ.

هذا بالإضافة للمستوى الثقافي والفكري الضعيف للسيد رئيس الحكومة, والذي يؤثر سلباً على أدائه السياسي الذي يحتاج إلى مستوى عالٍ في اللغة وطريقة التواصل. ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر بعض المؤشرات التي تدلُ على فشله التواصلي في هذا اللقاء, منها أنه ذكر مصطلح السيناريوهات في اللقاء سبعة مرات, وهو تقريبا عددُ الأسئلة التي طرحة عليه, الشيء الذي يدلُ على

أنه لم يكن يملك جوابا لها, رغم أن الأسئلة كان متفقا حولها من قبل, وكان عليه فقط أن يبذل مجهوداً في تحضيرها والبحث عن عناصر الإجابة في القطاعات التي يشرفُ عليها, ومما يدلُ على أنه لم يعتني بتحضير أجوبته حجمُ الإرتباك الذي ظهر واضحا عليه, خاصة في سرده للأرقام والإحصائيات, وهي مثالٌ أخر لفشله التواصلي إذ لم يكن موفقا في تقديم هذه الإحصائيات, واستعمل كثيرا عبارة: حوالي/ تقريبا... ومعلومٌ أن ذلك غيرُ مقبولٍ, خصوصا من مسؤول بحجم رئيس الحكومة, الذي يمثل هرم الإدارة ومنه تُستمدُ قراراتها, ومعروفٌ كذلك عند الإداريين ومصالح الإدارات أن الإحصاءات تكون دقيقة ولا تُتبعُ بعبارة حوالي أو تقريبا.

واضح أن الحكومة للأسف بدون تصورٍ لما بعد جائحة كورونا, ولا تملك إجراءات مضبوطة وقائمة على إحصائيات ودراسة لموعد رفع الحجر الصحي, مما يجعلها رهينة الإرتجالية والعشوائية في التعامل مع أزمة في حجم فيروس كورونا. على الأقل كان على رئس الحكومة تقديم خطة واضحة وتاريخ مضبوط لإجراءات الرفع التدريجي للحجر الصحي, كما هو معمول به في حكومات بعض الدول التي تنتهج سياسة تواصلية فعالة مع مواطنيها في احترام كامل لمبدأ التعاقد الإجتماعي الذي يجمع الفاعل السياسي بالمواطنين, ما المشكل لو قدم رئيس الحكومة تواريخ محددة والإجراءات التي ستتخذ في القادم من الأيام ثم بعد ذلك يمكن تعديلها حسب مستجدات الوضعية الوبائية, وقد أشار هو نفسه لذلك في سياق الحديث عن مستقبل السنة الدراسية أن بعض

الحكومات قررت إستئناف الدراسة ثم تراجعة لسبب من الأسباب, لماذا الحكومة دائما تتكتم عن الإجراءات التي ستتخذ, وترفض تقديم المعلومات, الأمر الذي يزيد من إنتشار الأخبار الكاذبة, أليس غياب التواصل الحكومي مع المواطن سبب أنتشار هذه الشائعات والأخبار الكاذبة, فعوض أن تلاحق الحكومة هذه الأخبار بالبلاغات أحيانا والملاحقات القضائية أحيانا أخرى, يمكنها أن تتواص بشكل يومي لتوفير المعلومات الصحيحة وتقديم الإجراءات الرسمية المعتمدة, عوض ما تقوم به منذ بداية الأزمة في القنوات الإعلامية من بث لمواد دعائية لا ترقى لمستوى التواصل المطلوب.



 عبد الصمد البلغيتي