فَــطِـــنَ الشعب الجزائري لأكاذيب السلطة في الجزائر في تعاملها مع أرقام المصابين بداء كوفيد 19 ، وذلك باتباع سلسلة من المغالطات الإحصائية والدخول في ألاعيب علم الإحصاء، ويقول علماء الإحصاء : إنه علم تجميل الأكاذيب الفمضوحة موجهة للإنسان العادي ...
نشر الكاتب والصحفي الأمريكي دارريل هافف، في عام 1954، كتاباً أسماه “كيف تكذب بالإحصائيات”، وقدم من خلاله مقدمة سلسة وخفيفة الظل في علم الإحصاء للقارئ العادي ، ويعتبر أكثر كتاب في علم الإحصاء قراءةً ومبيعاً حول العالم......لم يقصد هافف من وراء كتابه هذا تقديم وصفات سهلة في فن الخداع والتضليل، بل قصد العكس تماماً، أراد للقارئ البسيط العادي صاحب الذكاء المتواضع والكاره غالبا للأرقام وعلومها أن يفهم جيداً كيف تكذب الأرقام في جريدته اليومية، ونشرة الأخبار المسائية، والمجلات الدورية العلمية منها والترفيهية.
أولا : أكاذيب خِدَاعٍ مفضوحة في إحصاءات الدولة الجزائرية للمصابين بداء كورونا :
في البداية وقبل كل شيء لا بد من الدعاء لأمتنا الإسلامية والمغاربية على الخصوص بأن يجنبها الله عز وجل هذه الجائحة الكونية وأن تمر خفيفة علينا بفضله عز وجل ، ونقول كما يقول حكماء المسلمين عندما يناجون ربهم : " اللهم لا نسألك ردَّ القضاء ولكننا نسألك اللطف فيه يارب العالمين ... آمين ".
أولا وقبل كل شيء سنتعامل مع الأرقام التي تقدمها الدولة الجزائرية دون أن نطعن فيها أو نشكك في مصداقيتها كأرقام ، لكننا نحتفظ بحقنا في الملاحظة عليها عندما يقتضي الأمر التعامل مع هذه الأرقام فيما بينها وذلك لنستنتج أشياء قد تنطق بها خلفيات هذه الأرقام أثناء الملاحظة والمقارنة والاستنباط ...
نحن في الجزائر سنأخذ مثالا ليوم واحد بعينه وهو يوم 30 أبريل 2020 ، وهو يعتمد على الخانات التالية في رصد إحصاء حالات كورونا وتطورها :
فــــي الجـــزائر :
1) الحالات المؤكدة : 4006
2) يرقدون في المستشفيات للعلاج : 6805
3) عدد الذين شفاهم الله : 1779
4) عدد المتوفين بهذا الوباء يرحمهم الله : 450
فحينما نقرأ مانشيط في مجلة أو جريدة إلكترونية أو ورقية هذا العنوان العريض " فيروس كورونا : عدد الإصابات في الجزائر يرتفع إلى 4006 حالة " وعندما نخوض في قراءة نص الموضوع سنجد فيه الأرقام الأخرى السابقة الذكر ( 6805 - 1779- 450 ) هنا من حقنا أن نسأل أين هو الرقم الذي يمثل العدد الإجمالي للذين أصيبوا بهذا الوباء منذ اجتاح الجزائر ؟ أي ما هو العدد التراكمي الذي يجمع لنا يوميا كل الذين أصابهم هذا الوباء من دون الأمراض الأخرى ؟ لنفرض أننا تجرأنا على أرقام الدولة وجمعنا بعضها إلى بعض فستمثل لنا العدد المتراكم منذ دخلت إلى الجزائر جائحة كوفيد 19 إلى يوم 30 أبريل 2020 ، وقد أخذنا هذا اليوم كنموذج لعمليات تتبع إحصاء الذين أصابتهم الجائحة ، فسنخرج بنتيجة كارثية إذ سيكون الرقم هو : 4006+6805+450+1779 = 13040 وهذا رقم مُهْـوِلٌ جدا ومع ذلك لا نجد له أثرا في إحصائيات الدولة التي تقدمها كل يوم ، أو أنه رقم يدل على أن العملية الحسابية غير صحيحة باعتبار أن رقمي الوفاة والمتعافين لا يمكن أن نحسبهم ضمن الحالات المؤكدة حديثا مع تلك التي تعالج في المستشفيات ، إذن ماذا بقي لنا ؟ بقي لنا عدد الحالات المؤكدة المعلنة في 30 أبريل 2020 بالإضافة لعدد الحالات التي تتلقى العلاج في 30 أبريل 2020 وهما 4006 + 6805 = 10811 وهو أيضا رقم مُهْـوِلٌ وخطير ، ومع ذلك لا نجد له أثرا هو كذلك في أي تصريح لحالة البلاد الوبائية أصدرته السلطة الحاكمة في البلاد ليوم 30 أبريل 2020 ، لكن مع ملاحظة لابد منها وهي : أليس الذين تعافوا من هذا المرض وعددهم 1779 وكذلك عدد المتوفين يرحمهم الله وهو 450 ، ألم يكونوا من المصابين بداء كوفيد 19 ؟ ولماذ لا يمكن إحصاؤهم ضمن الذين أصيبوا بجائحة عمت العالم اسمها ( كورونا ) سنة 2020 ، إذن من حقنا أن نقول وحسب ما تصدره الدولة الجزائرية أن هذين الفئتين أصيبتا بوباء كورونا في الجزائر ولابد من إحصائهم ضمن العدد الإجمالي للذين أصيبوا بهذا الداء منذ أن دخل البلاد إلى أن ننجو منه جميعا قريبا إن شاء الله ، وذلك ما تفعله كل الدول التي تحترم نفسها وشعوبها لأنها تحصي عدد الذين أصيبوا بداء كورونا سواءا تعافوا منه أو توفاهم الله أو هم في طور العلاج بالإضافة للحالات الجديدة ، وعليه لا يزال الرقم 13040 حالة جزائرية أصيبت بداء كورونا في 30 أبريل 2020 ، ولا يزال رقما دالا و مخيفا جدا ، هذا إذا لم يكن هناك - لا قدر الله - أرقام تم إخفاؤها على الشعب ...
إذن تعالوا نُـفَـتِّتْ هذه الأرقام الرسمية : فهي لا شك تمثل الناس الذين أصيبوا بهذه الجائجة ومَرُّوا منها وإلا فما الداعي لإحصائهم ؟؟ إلا أنهم ينقسمون إلى أربعة فئات هي أولا الفئة التي تأكدنا من إصابتها بهذا الوباء في هذا اليوم 30 أبريل 2020 وهو مجموع تراكم عدد من الأيام فيكون الرقم هو 4006 ، إلى هنا كل شيء واضح . ثانيا الفئة الثانية : وهو عدد المصابين الذين لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات وهو 6806 في نفس اليوم 30 أبريل 2020 وهو رقم لايدخل فيه طبعا العدد الأول 4006 أي أن هؤلاء لم يمروا بعد من مراحل التحاليل المعقدة لكن عددهم رسمي وتعترف به الدولة ، فهل بإمكاننا أن ندخل رقم 4006 ضمن عدد الذين أصابهم كوفيد 19 في الجزائر ، نعم وبديهيا و من حقنا ذلك ... إذن لحد الساعة تعترف الدولة بهذين الرقمين الرسميين وهما 4006 حالة مؤكدة في اليوم المذكور أعلاه و كذلك رقم 6806 للذين يرقدون في المستشفيات للعلاج شفاهم الله ، ثالثا : إذا قمنا بعملية جمع بسيطة ولا تحتاج إلى عبقرية آنشتاين فإن ذلك سيكون كالتالي 4006 + 6806= 10811 وهو رقم حقيقي وَمُهْوِلٌ لأننا أخدناه من أرقام الدولة دون تغيير ، إذن فهي أرقام بالنسبة لحكام الجزائر حقيقة ... لكن لماذا لا تصرح الدولة بالعدد الناتج عن جمع الحالات المؤكدة مع تلك التي في طور العلاج ولو من باب التحايل على الشعب تدويخه ؟
لكن مع ذلك لابد من بعض الملاحظات :
1) نعلم أن عدد الحالات المؤكدة يوميا ، طبعا هو رقم يتراكم يوميا أي يزيد كل يوم برقم قليل لكنه يتراكم إلى أن وصل في مثال يوم 30 أبريل 2020 إلى 4006 ، لكن ما هي دلالة هذا الرقم المتزايد يوميا ، إنه يدل إما على اختناق الطاقة الاستعابية للبنية الصحية المتهالكة في الجزائر ، بمعنى أن هذا الرقم يتوزع فيما بعد على المستشفيات لإجراء التحاليل الضرورية ، وقد لا يصل رقم 4006 أثناء مراحل التحاليل برمته إلى مرحلة العلاج لينضاف إلى عدد الذين يتلقون العلاج ، ومن ذلك نستنتج تزايد عدد الوفيات يوميا نظرا للبنية الصحية المنعدمة والفاسدة والمتعفنة مثل السلطة االقائمة في الجزائر بالإضافة للنظرة الاستخفافية للمواطن الذي لا تساوي روحه قيمة روح بعوضة . هذا بالإضافة إلى أن الدولة لا تدقق في نوعية هذه الوفيات ( أي لا تفرز الذين توفوا في المستشفيات من الذين توفوا وهم ينتظرون ظهور نتائج التحاليل أو الذين توفوا في منازلهم ولم يعرف عنهم أحد شيئا إلى أن تم تشريح جثثهم وتبن أن سبب الوفاة وهو داء كورونا ) ... فالدولة تصرح بأن عدد الوفيات - للأسف - اليوم هو كذا وكذا والسلام ، أما كيف مات هؤلاء المصابون بداء كورونا في اليوم المذكور وأين ماتوا ؟ هل في المستشفى أم في انتظار نتائح التحاليل أم ماتوا في منازلهم وتبين عند تشريح جثثهم أن سبب الوفاة هي فيروس كورونا ؟ ... وكما يقال : " الشيطان في التفاصيل " ....
2) نحن لا زلنا في إحصائيات نفس اليوم الذي نجد فيه رقما فاضحا وهو 1779 وهو رقم المتعافين وهو كذبة مفضوحة ، ومن الدلائل على أنه كذبة مفضوحة فلأن الدولة لا تذكر مصدر هذا العدد بالضبط : هل هم من العدد المتراكم منذ دخول كورونا للجزائر ومن مصادر مختلفة أي من هنا وهناك ؟ أو من الذين تلقوا العلاج في المستشفيات وتم شفاؤهم بواسطة الأدوية ؟ وفي هذه الحالة لماذا يتراكم رقم الإصابات المؤكدة بهذا العدد الذي لا يتناسب مع عدد الذين شفاهم الله وغادروا المستشفيات وتركوا المكان لغيرهم من المُنْتَظِرِينَ ، لأن رقم اليوم 30 أبريل 2020 وهو 1779 متعافي هو رقم مخادع لا نعرف هل هو عدد الذين أصيبوا بالوباء فتعالجوا منه أم أن 1779 هو رقم دمجوا فيه الذين ثبت أنهم غير مصابين بداء كورونا ولم يعرفوا وباء كورونا بتاتا وأدرجوهم مع المتعافين ؟ كل هذه المراوغات الإحصائية لتبرير التقليل من عدد المصابين بداء كورونا حتى تُخْفِي به السلطة كارثة البنية الصحية في الجزائر.. وسيأتيك بالأخبار من لم تُزَوِّدِ....
3) ثم إن المتعافي بالعلاج الدوائي يأخذ أياما لا تقل عن 14 يوم ، فكيف يمكن أن يتعافي بين عشية وضحاها عشرات المتعافين بالعلاج في المستشفيات المنعدمة في الجزائر ونحن نعرف حالتها ، باختصار فرقم 1779 رقم غير طبيعي وغير واقعي طبيا وعلميا
4) إن السلطات الحاكمة في الجزائر تنسى أن للشعب ذكاءا وأنه يعلم أن ما خفي هو أعظم ، وأن 10 آلاف مصاب على الأقل هي الكارثة الحقيقية التي لا شك فيها دون أن تدرك التناقضات في الأرقام التي تدلي بها بنفسها رسميا - وأحيانا لا تذكر شيئا ...
5) إن الأرقام السابقة الذكر ليوم 30 أبريل 2020 وهي ( الحالات المؤكدة هم 4006 والذين يرقدون في المستشفيات للعلاج هم 6805 وعدد الذين شفاهم الله هم 1779 و عدد المتوفين بهذا الوباء يرحمهم الله هو 450 ، فمن المفروض مثلا أن يترك رقم عدد المتعافين هذا أثرا واضحا في نقص عدد الراقدين في المستشفيات أو أن يمتص قليلا من عدد حالات اليوم ولو بنسبة قليلة ، لكن الذي تعود طيلة 58 سنة وهو يكذب على الشعب لا يعوزه الكذب وخاصة في هذه الظروف التي يستغلها حكام الجزائر لصالح تركيز كل مناهجهم في الحكم : القمع - التسلط - نشر الأكاذيب - تلفيق التهم - باختصار تعبيد الطريق للجبان الوافد الجديد على قصر المرادية ليستمر في الحكم الكراكوزي ولو مدة معتبرة ، ويعلم الله كيف سيكون مصيره بعد كورونا .
ثانيا :أرقام كورونا في الجزائر التي لا رابط يربط بينها وتلك سياسة المجرمين الذين يحتقرون الشعب
تعالوا نضحك قليلا على الذي بني هذه الأرقام الخاصة بوباء كورونا ونشرها على الشعب في احتقار فاضح للشعب ، نحن دائما نتحدث عن يوم الخميس 30 أبريل 2020 :
1) الحالات المؤكدة : 4006
2) يرقدون في المستشفيات للعلاج : 6805
3) عدد الذين شفاهم الله : 1779
4) عدد المتوفين بهذا الوباء يرحمهم الله : 450
أولا ما العلاقة بين رقم 4006 و 6805 ، إن كان لدينا ذرة من عقل فهو الرقم المهول المذكور سابقا وهو 10811 الحاصل جمعه من الرقمين اللذين اعترفت بهما الدولة الجزائرية مما يعني أنه وجب عليهم أن يذكروه في بداية كل إحصاء وهو ما تفعله الدول التي تحترم نفسها حيث تقول ( إن مجموع عدد المصابين اليوم 30 أبريل 2020 بفيروس كورونا 10811 مصاب وتحدد أن منهم 6805 يرقدون في المستشفيات للعلاج ، وأن عدد الحالات المؤكدة لهذا اليوم فقط فقد زادت بـ 150 حالة ظهرت في هذا اليوم ليبلغ عدد الإصابات المؤكدة اليوم 4006 حالة مؤكدة لهذا اليوم فقط ، وبذلك فالجزائري سيقوم بعملية بسيطة ليتأكد من أن أرقام الدولة صحيحة وهي جمع الحالات التي تتلقى العلاج وهو 6805 مع الحالات المؤكدة اليوم وهو 4006 لتكون النتيجة 10811 ) ليكون هو الحالات المؤكدة ليوم الخميس 30 أبريل 2020 أي ما تراكم حتى هذا اليوم من حالات بزيادة عدد هذا اليوم هي 150 حالة فقط ، أما الباقي الذي كان قبل زيادة 150 حالة اليوم فيعلم الله منذ متى وهم أحياء ينتظرون دورهم ليتلقوا العلاج في سرير بأحد المستشفيات وهم بالضبط 3856 أي ( 4006 – 150 = 3856 ) ، وقد يلحق بعضهم الموتُ لا قدر الله وهو ينتظر دوره في مرحلة من المرحل يعلمها الله : هل ينتظر دوره في مرحلة التحاليل التي تعرف نقصا كارثيا في الجزائر رغم الأكاذيب التي تنشرها وسائل إعلامهم الفاسدة والمتآمرة معهم على الشعب ؟ أم ينتظر دوره في أن يفرغ سرير يجود به أحد المتعافين حينما يغادر المستشفى ؟
لكن المصيبة العظمى هي لو ذكرنا لكم ما تقوم به الدول التي تحترم شعوبها فعلا دون زيادة أو نقصان ، فهي تذكر رقم كل الذين أصابهم فيروس كورونا في البلاد سواءا كانوا من الحالات المؤكدة الجديدة أو من الذين يرقدون في المستشفيات للعلاج أو من الناجين أو من المتوفين رحمهم الله وتكون العملية كالتالي ( وهي بالمناسبة نفس العملية التي بدأنا بها الموضوع وخرجنا في أن مجموع الذين أصيبوا بهذا الوباء في بلادنا وتوفي بعضهم ونجا الآخرون فكانت النتيجة يوم 30 أبريل 2020 هي 13040.... وهي النتيجة المؤلمة التي ظل حكام الجزائر يناورون ويتحايلون ليظهروا للشعب أقل الأرقام ويكذبون بأنهم مسيطرين على الوضع ...
ملاحظة : لم نطعن أو نشكك في أرقام الدولة بل فقط تعاملنا معها كما هي بنفسها وكانت ليوم واحد وهو يوم الخميس 30 أبريل 2020 ، تعاملنا مع هذه الأرقام لنستنتج منها هي دون غيرها أرقاما تفضحها وتفضح واضعيها ...
والشيء بالشيء يذكر ، فعندما نلتفت إلى جارتنا الغربية المغرب الشقيق وننظر كيف تعاملت مع موضوع هذه الأرقام ببساطة شديدة ، وهي بالمناسبة في متناول الجميع ويمكن أن يطلع كل سكان العالم عليها فقط أن يكون عندك صبيب الانترنت وأنت في دولة تحترم حق الانسان في الاطلاع على المعلومة ... سنذكر نفس الشيء وفي نفس اليوم أي 30 أبريل 2020 وبنفس العناصر ، وسندلي بملاحظتنا فيما بعد :
فـــي المغرب :
5) الحالات المؤكدة : 4423
6) يرقدون في المستشفيات للعلاج : 2369
7) عدد الذين شفاهم الله : 984
8) عدد المتوفين بهذا الوباء يرحمهم الله : 170
أولا ندعو بإجلاء هذا الوباء عاجلا على كل الأمة الإسلامية والمغاربية على الخصوص بدولها الخمسة التاريخية فقط ، ثانيا وكما قلنا إننا لم نطعن ولم نشكك في الأرقام التي تعطيها الدولة الجزائرية ، لذلك سنتعامل مع أرقام الدولة المغربية بنفس الطريقة ولا يهمنا هل هي صحيحة أو غير صحيحة ...
أول ملاحظة هي أن عملية جمع رقم الراقدين في المستشفيات مع رقم الذين شفاهم الله مع رقم المتوفين يرحمهم الله يعطينا عدد الحالات المؤكدة بالضبط والمعلن عنها مسبقا ( 2369+984+170= 4423) .. وإذا جمعتَ عدد الذين تم شفاؤهم مع عدد المتوفين ( 984+ 170 = 1154 ) ثم قم بطرح عدد الذين يتلقون العلاج من عدد الإصابت المؤكدة ستجد نفس الرقم وهو 1154 ( 4423 - 3269 = 1154 ) مما يعني أن واضع هذه الأرقام يحترم ذكاء قارئها وليس كمثل من وضع رقم 4006 مع رقم 6805 ولا دلالة إحصائية بينهما على الإطلاق !!! ثاني ملاحظة هو أننا نعلم بهذه العملية البسيطة جدا أن كل الذين أصابهم هذا الوباء منذ دخوله للمغرب لا يتعدى 4423 في يوم 30 أبريل 2020 ... وهذا هو العلم الدقيق أو البِنَاءُ العلمي الدقيق للإحصاء ... وعليه تكون عملية تتبع هذه الأرقام غير مضنية وغير ملتبسة وسليمة ولا يريد منها صاحبها أن يعمي بَصَرَ وبصيرة المتتبع ، فهو يعطيه أرقاما منسجمة مع بعضها كيفما قَــلَّــبْتَها ذات اليمن وذات الشمال تعطيك نتائج منطقية مضبوطة ... بينما فطاحل علماء التزوير في الجزائر وضعوا لنا أرقاما نحن لم نطعن فيها ولم نشكك فيها لكن حاولنا أن نجد أي دلالة إحصائية سليمة فيما بين هذه الأرقام ، فَـتَأَكَّدَ لنا أن نية التلاعب بالأرقام كانت مبيتة ، لكننا بتعاملنا مع نفس الأرقام استنتجنا مصائب وكوارث ... المصيبة الأولى هي التلاعب بعدد المتوفين والذين تم شفاؤهم وتساءلنا هل يعتبرهم الإحصاء ممن مروا بجائحة كورونا أم لا وذلك عندما قمنا فقط بعملية جمع الحالات المتأكدة في ذلك اليوم وجمعناها مع عدد الذين يتعالجون في المستشفيات فوجدنا طامة كبرى ( 4006+ 6805 = 10811 )
أي أن 10811 لا يدخل فيها اعتبار المتوفين وكذلك اعتبار الذين تم شفلؤهم حسب تصريح الدولة وهو رقم غريب 1779 حالة شفاء لا توجد ضمن رقم 10811 المهول ، أما إذا جمعنا كل الذين أصيبوا بفيروس كوفيد 19 في الجزائر منذ دخول هذه الجائحة إلى الجزائر فسنجد الكارثة العظمى ( 4006+ 6805+1779+450 = 13040 ) أي 13040 جزائري أصيب إلى حدود تاريخ 30 أبريل 2020 ، فهل نحن قطيع من البهائم يضحكون علينا ؟ طبعا نحن كذلك خاصة وأن تبون حاشاكم قد وجد الفرصة الثمينة في انتشار هذا الوباء في الجزائر ليصفي حساباته - وهو الجبان الرعديد - الخالي من أي ذرة من النبل والنخوة والشهامة ، فحتى الحرب لها أعرافها الإنسانية ، أولها المواجهة وليس الغدر ثانيها احترام الخصم أثناء وبعد المعركة ، لكن العصابات التي توالت على الجزائر نشرت تربية الخداع و الرياء والغدر والخيانة والأنانية والنرجسية وكل الموبقات ... أليسوا تربية المقبور بومدين لعنه الله واسكنه سقر .
وإذا عدنا للمغرب و كيف تعامل مع جائحة كورونا فكل دول العالم ووسائل الإعلام الدولية كانت المغرب كنموذج للدولة التي عرفت كيف تتعامل مع الوباء باستراتيجية الحكماء ، ويكفي المغرب أن كل وسائل الإعلام الالكترونية وغير الالكترونية وقنوات العالم قد تحدثت وبإسهاب عن الاستراتيجية المغربية الناجعة لمواجهة هذا الوباء ، ولست هنا لأدافع عن بلد شقيق بل لأعبر أني أشعر بالافتخار حينما أسمع اليمين الفرنسي المتطرف قد اجتمع مع الوسط الفرنسي واليسار المتطرف الفرنسي على كلمة واحدة وهي ( Bravo le Maroc ) وأمام ملايين المشاهدين في العالم ، وحينما ينجح بلد أخ شقيق مثل المغرب نشترك معه في الدم والتاريخ و الدين والمذهب المالكي وفي الجغرافيا واللغة العربية أو الأمازيغية ، فنحن نفتخر بذواتنا ونشعر بالعزة الحقيقية والكرامة الحقيقية وليس الذل تحت صباط العسكر الذين نَصَّبَهُمْ على ظهورنا المقبور بومدين طيلة 58 سنة ولا يزالون ...
وأخيرا أهمس في أذن تبون حاشاكم : إذا لم تستطيعوا إنتاج 8 ملايين كمامة في اليوم مثل المغرب فعلى الأقل عليك أن تهتز للباس الممرضات الجزائريات اللائي لم يجدن سوى أكياس القمامة الزرقاء فلبسنها لمواجهة مرضى كورونا .... لعن الله عديم الغيرة على نساء وطنه ، أما رجالها فقد أقسموا أن يقتلعوك من جذورك أنت و عبيد المقبور بومدين وعلى رأسهم مافيا الجنرالات في القريب العاجل إن شاء رب العزة ..آمين
وإلى خديعة أخرى من خداع كراكيز مافيا الجنرالات الحاكمين في الجزائر.....
سمير كرم خاص للجزائر تايمز
تعليقات الزوار
39 ?????