مع ظهور فيروس كورونا  وقعت تحولات عميقة على مستوى بنية التنظيم الدولي و كذلك القيم النبيلة مثل التضامن والتكافل  والتغيرات في العلاقات التي تربط بين الدول.

فرغم ظهور اصوات في المنظمات الدولية تنادي بضرورة تنسيق الجهود من اجل وقف الكارثة مع تعاظم انتشار الفيروس عابر القارات،فان هذا لايعني ان دول العالم باتت أكثر استعدادا للتضامن والتعاون لا سيما  ان كل دولة منهمكة  بمواجهة  تداعيات  كورونا في ظل تمكن الفيروس من المساس بالاستقرار والنظم الصحية  في عديد من الدول.

ان غياب مثل هذا التضامن ستكون له آثاره السلبية على العلاقات الدولية.

من المعلوم،ان من آثار الحرب العالمية الثانية  على اوربا،ظهور فكرة التضامن والاتحاد الاوربي. وبالفعل تاسست اول مجموعة اوربية مكونة من ست دول وهي المجموعة الاوربية للفحم والصلب وبعد ذلك تأسست المجموعة الاقتصادية الاوربية سنة 1957م بموجب معاهدة روما ضمت ست دول وي  دول البنيلوكس وايطاليا و،فرنسا والمانيا الغربية..وبموجب معاهدة ماستريخت 1992م تأسس الاتحاد الاوربي .هذا الاتحاد توسع ليصبح عدد دوله 27 بعد انسحاب المملكة المتحدة(بريكسيت).

ورغم الأزمات الكبيرة التي اصيبت بها اوربا منذ الحرب العالمية الثانية،حافظ الإتحاد الأوروبي على فكرة التكامل الاوربي التي نادى بها آباء الوحدة الاوربية قبل عقود من ظهورها.

وعاشت اوربا صعوبات اقتصادية بد الحرب العالمية الثانية في ظل الحرب الباردة والسباق نحو التسلح.

وامام انتشار فيروس كورونا،وقع تغيير في اوربا. فاوربا المتضامنة المتكافئة  بدت فرديةوانانية.فايطاليا التي تكبدت خسائربشرية جسيمة  من جراء فيروس كورونا . تركها الاتحاد الأوروبي وحيدة تصارع جائحةكورونا  بمفردها ولم تجد الدعم على مستوى الادوية والكمامات.

ستنجو البشرية في نهايةالمطاف وسيصبح الحديث  عن كورونا  شيئا من الماضي ومادة خصبة للروايات و للافلام.لكن الدروس التي يجب البدء  في ترتيبها في مفكراتنا يج الا نقفز عن استعادة  الاخلاق والقيم النبيلة وايلاء القيم العليا وخاصة  التكافل والتضامن مكانة عالية في تصوراتنا نحو المستقبل.

 

انه المستقبل الذي يجب ان يكون خاليا من الحروب والصراعات وقتها تنجوالبشرية.



خليل البخاري