وسط البلاء الذي فتنت به دول المعمور، و أصاب الأوطان العربية على غرار باقي الأقطار و وصل إلى الجزائر ليغرق ولايات بها تحت الحجر، و بسبب التفشي السريع لهذا الوباء الذي لا يحترم الحدود و لا خصوصيات البلدان و عجز بعضها عن مجاراته، حيث استجاب النظام الجزائري أخيرا لنداءات الاستغاثة التي أطلقها الأطباء الجزائريون، بعد أن بلغت الوضعية الوبائية في البلاد مرحلة الخطر، و تزامن الأمر مع نفاذ المعدات و تراجع مخزون الدولة الإستراتيجي من المعقمات و الأدوات الطبية الأساسية، فقررت الجزائر طلب تجهيزات طبية شاملة من الصين.

 غير أن دولة الصين الشعبية الاشتراكية كان لها وجهة نظر أخرى، و تختلف في بعض تفاصيلها عن وجهة نظر الجزائر التي كانت ترى في الصين الحليف الإستراتيجي، و الرفيق الكبير الذي سيضحي بكل شيء من أجل ما سبق بينهما من ود، فقد فاجأت الصين دولة الجزائر و هي تطلب ضمانات أداء تلك الفواتير المترتبة عن المعدات و التجهيزات في طلبية الجزائر، قبل شحنها إلى مطار "الهواري بومدين"، حيث علمت "الجزائر تايمز" من رجل أعمال فضل عدم ذكر إسمه حاول إنقاذ الوضع و دخل في مفاوضات مباشرة مع الدولة الصينية التي لم تتنازل عن طلب الضمانات المالية الكافية لشركاتها.

 رغم إلحاح الرئيس "تبون" الدي كان يتابع بشكل شخصي تطور المفاوضات مع دولة الصين التي لم تعره  أي اهتمام، قبل أن يأمر بمنح وعود للصين من أجل الحصول على امتيازات داخل الجزائر في شكل مشاريع كبرى بعد الإنتهاء من جائحة فيروس كورونا، في وقت استجابت فيه الصين بدون شروط- للدول الجوار كتونس و المغرب، و وفرت لموريتانيا مستشفى متكامل بأعلى طراز، مع العلم أن الشركات الصينية حصلت خلال الستة سنوات الأخيرة على مشاريع قياسية في الجزائر بلغت قيمة صفقاتها 10 ملايير دولار، فيما الطلبية الطبية الجزائرية قيمتها لا تتعدى الـ14 مليون دولار.

غير أن بعض المصادر العليمة  كشفت "للجزائر تايمز" عن سر رفض الصين تلبية طلب الجزائر دون الحصول على ضمانات الأداء، و دلك راجع الى معاناة الشركات الصينية العاملة بالجزائر و التي أنهت أشغالها و غادرت الجزائر فيما لا تزال الدولة الجزائرية مدينة لتلك الشركات بأزيد من 3 ملايير دولار، و أن تلك الشركات بصدد خوض معارك قانونية لاستخلاص أموالها.

و أضاف مصدرنا أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون منح شركات بترولية صينية –خلال المفاوضات الأخيرة- صفقات بمئات الملايين من الدولارات لإرضاء الصينيين و القبول بشحن المعدات الطبية بشكل مستعجل مع طاقم طبي مختص في محاربة فيروس كورونا لمساعدة أطباء مستشفى عين النعجة العسكري ودلك بعد إصابة عدد من كبار قادة الجيش بفيروس كورونا، دون إخضاع تلك الشركات لمساطر طلب العروض المنصوص عليها دستوريا، و وعد شركات أخرى بامتيازات ضخمة و بحصولها على صفقات إنجاز مشاريع داخل الجزائر....، و أن ما ترتب من ديون جديدة و حتى القديمة منها سيتم استخلاصها من طرف الصينين عبر الامتيازات الممنوح لهم داخل الاقتصاد الجزائري، بما يفيد أن الرئيس "تبون" رهن حوالي 5 ملايير دولار من عائدات الاقتصاد القومي الجزائري للشركات الصينية مقابل بعض الأجهزة الطبية.

 

حفيظ بوقرة خاص للجزائر تايمز