في ظل حالت الطوارئ، وما تفتضيه ضرورة المرحلة من فرض الصرامة على تحركات المواطنين و تشديد إجراءات الحجر الصحي، يعيش جزء ممن يتقنون رياضة الصيد في الماء العكر على وقع الترصد لزلات و هفوات المرفق العمومي، و رجال السلطة، و يحاولون تبخيس مجهودات الموظفين في القطاعات الحيوية كالصحة و التعليم و الداخلية، دون اكتراث للظرفية الخطيرة التي تمر منها البلاد و التي تستدعي الوقوف جنبا إلى جنب للتصدي لهذا الوباء القاتل.

و تحت شعار " مصائب قوم عند قوم فوائد "، تعلوا مجموعة من الأصوات و الأقلام المعارضة ليس لفيروس كورونا، بل لانها تهوى فسحة المعارضة و لا تتقن أي شيء غير ذلك، لا تلتزم الصمت حتى في أحلك الظروف، تنتقد كل شيء منذ بزوغ الفجر الى غسق الليل، في الوقت الذي ينبغي فيه الانسلاخ من جلباب السياسة، و ارتداء عباءة الوطن، و يحتاج فيه الأمي لمن يرشده، و الفقير لمن يطعمه، و المريض لمن يسعفه، و المقاتل في ميدان كورونا لمن يدعمه.

لتطل علينا بين الفينة و الأخرى بعض الحناجر المغرضة، و التي تستغل الاوضاع المأساوية لتفجر مكبوتاتها الحاقدة و المشوبة بالانحراف و الشدود.

أيها المعارض، يجب أن تعلم اننا اليوم في حرب مع وباء فتاك يهدد حياتنا جميعا، و قواعد الحرب تستلزم الاصطفاف جنبا إلى جنب، و تقديم الدعم للمقاتلين في الصفوف الأمامية من ممرضين و أطباء و رجال الامن و غيرهم ممن يضحون بحياتهم من أجل حياتك، و المساهمة في توعية المواطنين للبقاء في بيوتهم، و المساهمة في بدل أي مجهود أو عناية لمواجهة الوباء، لا الاصطدام مع الدولة و التنكيل من مجهوداتها و محاولة استصغارها و تصفية الحسابات السياسية الضيقة، و النيل من كرامة رجال و نساء الصحة، فهذه ممارسات شادة انتهازية و غير أخلاقية، لا تصنع لك بطولات.

ايها المعارض الفاشل، تشهيرك برجال السلطة الذين اخطؤوا عند استعمالهم للعنف و اعتذروا عليه، في شبكات التواصل الاجتماعي و أمام العالم فيه تزييف و تحامل خطير على واقع الحقوق و الحريات التي تقدم فيها المغرب منذ صدور دستور 2011، حيث تربع على قائمة الدول العربية و الافريقية، كما يجب عليك ان تعلم ان المغرب تلقى وابلا من الاشادات الدولية بعد رصده للحالات الاولى من فيروس كورونا، و اتخاذه لمجموعة من الإجراءات الاستباقية، بعد تعليمات ملكية صارمة لنهج خطة محكمة وفرض الحجر

الصحي في المرحلة الأولى من تفشي الوباء، ما دفع بمجموعة من المنابر الإعلامية الدولية لاعتبار المغرب النموذج الذي فضل شعبه على اقتصاده.

هاته المكتسبات التنظيمية و الحقوقية لا توجد إلا في الدول التي تحترم مواطنيها، و لا يمكننا الا ان نسعد ونفتخر كمواطنون ملتزمون بقواعد الحجر الصحي في بيوتنا.



عبد الحكيم ابراغ