لا  وألف  لا .... ليس  جيش   الجزائر  اليوم  ونحن  في  سنة  2020  هو ( جيش التحرير الوطني الجزائري، الجناح العسكري لجبهة التحرير الوطني أثناء الثورة الجزائرية  )  لا  وألف  لا   ليس  جيش  اليوم  الذي  يجثم  اليوم  ونحن في 2020  على  صدر  الشعب  الجزائري  ويمعن  في  تفقيره  وإذلاله  ،  ليس  امتدادا    للجناح  العسكري  المعروف  بـ  ( جيش التحرير الوطني الجزائري، الجناح العسكري لجبهة التحرير الوطني أثناء الثورة الجزائرية  )   قبل  انقلاب  بومدين  في  15  جويلية  1961  .... نقولها  ونكررها  لا  علاقة  للجناح  العسكري  لجبهة  التحرير  الوطني أثناء  الثورة  الجزائرية  بجيش  اليوم  بقيادة  الجنرال  الكريه  شنقريحة  ،  وسنفصل  في  هذا  الأمر  تفصيلا  دقيقا  مفيدا  ....

لقد  انقلب  المجرم  هواري  بومدين  على  جبهة  التحرير  الجزائرية   بِرُمَّتِهَا  في  15 جويلية  1961  تلك   الجبهة  التي  كان  يرأس جناحها  السياسي  المدني  في  ذلك  الوقت  المرحوم  فرحات  عباس  باعتباره  أول رئيس  حكومة  جزائرية  مؤقتة   وكان  يرأس  جناحها   العسكري  المقبور  هواري  بومدين  بصفته  رئيس  هيأة  أركان  الجيش  وهو  الذي  لم  يطلق  ولو  رصاصة  واحدة  في  وجه  المستعمر  الفرنسي ،  وأصدر  بومدين  بعد  انقلابه   المذكور  ما  يُعْرَفُ  بالبيان   رقم  1 في  نفس  التاريخ  المذكور  أعلاه  ، وَلِمَنْ  لا يعرف هذا  البيان  المشؤوم  الذي  يؤكد  الانقلاب  على  الشرعية  الثورية  منذ  15  جويلية  1961  وإصدار  البيان  رقم  1  الذي  أصدره  مؤسس  مافيا  الجنرالات  المقبور  بومدين  واسمه الحقيقي  محمد  إبراهيم  بوخروبة  ،  ومن  لا يعرف  هذا  البيان   المشؤوم  عليه  بالبحث  في  جوجل عن ( البيان رقم 1 في الانقلاب على الحكومة المؤقتة ) أو ( استقالة هيئة الأركان العامة  في 15-07-1961  البيان رقم 1 في الانقلاب على الحكومة المؤقتة ) ..

و  يمكن  تلخيص ما  جاء  في هذا  البيان أن  هواري  بومدين  بصفته  رئيسا  لأركان  جيش  التحرير  الجناح   العسكري  للجبهة،  يتهم  الحكومة  المؤقتة  برئاسة  المرحوم فرحات  عباس  بما  يلي :

1) أنها  لا  تطبق  قرارات مجلس  الثورة المنعقد بطرابلس ما بين 16 ديسمبر 1959  و 18 جانفيي  1960 .

2) يتهم  بومدين  الحكومة  المؤقتة  أنها لا  تطبق  القانون الأساسي  لجبهة  التحرير  وخاصة  شعارها  الخالد ( كل شيء  للجيش ) .

3) يبرر بومدين  انقلابه  على  الحكومة  المؤقتة  بكونها  لم  تطبق  إعادة  هيكلة  جيش  التحرير  ماديا  وبشريا.

4) يتهم  بومدين  الحكومة  المؤقتة  بالتلاعبات المالية المُخْزِيَةِ في مختلف الوزارات .

5) كانت هيئة الأركان (  يعني بومدين  ومن  معه )  تنتظر الدورة العادية لمجلس الثورة المفترض أن تنعقد في يناير 1961، وخلال الأشهر الأولى من نفس السنة على أبعد تقدير، لكن تأجيل هذه الدورة (حتى أوت) أدى إلى مزيد من التأزم والاحتقان في علاقة بومدين ورفاقه بالحكومة المؤقتة والثلاثي القوي فيها على وجه التحديد، أي كريم  بلقاسم  و لخضر بن طوبال و عبد  الحفيظ  بوصوف·

 وعليه  فقد  قام  بومدين  بالانقلاب  على  الحكومة  المؤقتة    في 15  جويلية 1961  حيث أعلن العقيد هواري بومدين استقالة قيادة هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني التي تضم إلى جانبه الرواد: علي منجلي، أحمد قايد (سليمان)، رابح زرّاري (عزالدين)· وفي 15 من نفس الشهر وجهت الهيئة مذكرة مطولة  إلى كل من رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية فرحات عباس وأمانة المجلس الوطني للثورة الجزائرية، بهدف ترسيم قرار الاستقالة من جهة وشرح أسبابها تجنبا لكل تأويل مغرض من جهة ثانية... (انتهى ملخص البيان رقم 1 )

وبهذا  العمل  الإجرامي  ضرب  المقبور  هواري بومدين  عصافير كثيرة بحجر  واحد ، أولا : ترسيم  ملامح  الحكم  العسكري  في  الجزائر  منذ  تاريخ  إصدار  البيان  رقم  1  وهو  15  جويلية  1961  ،  أي  في أيام  المفاوضات  مع  الجنرال  دوغول  حول  صيغة  ( الاستقلال )  أي  الحكم  العسكري  بعد  ما  يسمى ( الاستقلال المزور  )  و إلى الأبد ، والذي  يتأكد  لنا  وللعالم  كله   اليوم  ما  فعله  بومدين   من  خلال  القبضة  الحديدية  التي  تمارسها  مافيا  الجنرالات  التي  أسسها   المقبور  بومدين  على  الشعب  الجزائري اليوم  ونحن  في  2020 ،  ثانيا  إزاحة  الجناح  المدني  السياسي  من  وفد  المفاوضات  مع  الجنرال  دوغول  في  ذلك  الوقت   لأن  بومدين  قرر  خنق  الثورة  الجزائرية   نهائيا والتآمر  على  الشعب  بوضع  يده  في  يد  الجنرال  دوغول   لضمان  أن  تبقى  الجزائر  تابعة  لفرنسا  إلى  الأبد ، ثالثا  تقزيم  كل  ما  هو  سياسي  مدني  من عمل  الشعب   الجزائري  ومحاربته  إلى الأبد  ،  رابعا  تركيز  شعار (  كل  شيء للجيش ) ، وقد  تأكد  هذا  الشعار  للشعب  الجزائري  مع  مرور  الوقت  حتى  شاهدنا  تكوين  عدة  مافيات  عسكرية  مصغرة  تخصصت  كل  واحدة  في  مجال  معين  مثل  مافيا  العقار  ومافيا  مواد  التموين  كمافيا  السكر والزيت  والسميد  وغيرها ومافيا  مواد  البناء  الخ الخ الخ ، وكل هذه المافيات  تجمعها  المافيا  الكبرى  وهي  مافيا  الجنرالات  الكبار  الحاكمين  في  البلاد  والذين  يتوصلون  بالنسبة  المئوية   المخصصة  لهم   من  الريع  المافيوزي  الذي  تهيمن  عليه  وتراقبه  في  عموم  البلاد .

ولمعلومات  السادة  القراء  فإن  المدعو لخضر بن طوبال  ورفيقه عبد الحفيظ  بوصوف  هما  اللذان  أمرهما  المقبور  بومدين  بتأسيس  المخابرات  العسكرية  التي  كانت تحصي  أنفاس  الشعب  الجزائري والتي  ورثها  بعدهما  عدد  من  أعتى  طغاة  حكام  الجزائر  مثل  توفيق  مدين  وكان آخرهم  السجين عثمان  طرطاق ...أما  كريم  بلقاسم  فقد  تم  اغتياله  في  فندق  بفرنكفورت  في ألمانيا  عام  1970 !!!!  

المقبور  بومدين  يصرخ : " من  هو  هذا  الطاهر  بن  الطاهر  الذي  يريد  أن  يُطَهِّرَ  الجيش ؟ ":

قبل أن  نتعرض  لقصة  الطاهر  بن  الطاهر  الذي  يريد  أن  يُطَهِّرَ  الجيش ،  قرأتُ  إحدى  الشهادات   تتحدث عن  أخطاء  بومدين  يوم  كان  وزيرا  للدفاع  في  عهد  الرئيس  بنبلة ، ذلك أن  بومدين  بصفته  وزيرا  للدفاع  راسل  وزير  الدفاع  الفرنسي  سنة  1964  يلتمس منه وضع الضباط  الفرنسيين  من  أصل جزائري  الموجودين بالجيش الفرنسي تحت تصرف الجيش الوطني الشعبي الجزائري  بغرض إدماجهم ضمن الجيش الجزائري مع الاحتفاظ بكل حقوقهم من أقدمية ورتب ورواتب وكافة الامتيازات،  وفعلا  استجابت  وزارة  الدفاع الفرنسية  لطلب  وزير  الدفاع  الجزائري  هواري  بومدين  ،  وأرسلت  فرنسا  مَجْمُوعَةَ  ضُبَّاطٍ  من  أصل  جزائري  استقبلهم  في الجزائر  كريم  بلقاسم ،  وتولى  بومدين  توزيعهم  على  النواحي  العسكرية  ، إلا أن  المرحوم  العقيد  محمد  شعباني  قائد الناحية العسكرية  السادسة  رفض قبول هؤلاء  الضباط  وطردهم.... وكان المرحوم  العقيد  محمد  شعباني  قد  أخذ  على  عاتقه  تطهير  الجيش  الجزائري  من  ضباط  فرنسا  الذين  تسللوا   للثورة  قبيل  ما  يسمى  (  الاستقلال )  ،  ولما  سمع  وزير الدفاع  هواري  بومدين  موقف  شعباني  بطرد  ضباط  فرنسا  من  الجيش صرخ  صرخته  المشهورة (  شكون  الطاهر بن  الطاهر لي  جاي  يطهر  الجيش  ) ...

وفي  رواية  أخرى  أنه  في مؤتمر 1964  لجبهة  التحرير الوطني  طرح  المرحوم  العقيد  محمد  شعباني  على  الحاضرين   مشروع  تطهير الجيش  من  الضباط   الجزائريين  الفارين  من  الجيش  الفرنسي ولقي  هذا  الطلب  قبولا  واسعا  من  طرف  المؤتمرين  ،  لكن  بومدين  بصفته  وزيرا  للدفاع  عارض  المشروع  وألح  على  الاحتفاظ   بضباط  فرنسا  في  الجيش  الجزائري  بدعوى  أن  لهم  خبرة  أكثر  من  الضباط  الجزائريين  وبالخصوص  في  مشروع  بناء  جيش  حديث  قوي  ومنظم ،  فاقتنع  المؤتمرون  بوجهة  نظر  بومدين  ،  لكن  بومدين  أَسَرَّهَا  في  نفسه  وَأَعَـدَّ  خطة  لتصفية  العقيد  محمد  شعباني بعد  أن  صرخ  صرخته  المشهورة (  شكون  الطاهر بن  الطاهر لي  جاي  يطهر  الجيش  )  بل  استمر  في  تنفيذ   مخططه  الاستعماري  بمراسلة  وزير  الدفاع  الفرنسي  لإرسال  ضباط  فرنسيين  من  أصل  جزائري  وهو  ما   ذكرناه   سابقا  ...

فعلا  تم  تدبير  مؤامرة  ضد  محمد  شعباني  من  طرف  هواري  بومدين  أقنع  بها  الرئيس  بنبلة  الذي  أشار  عليه   بمحاكمته   بتهمة  الخيانة  العظمى ، وحُكِمَ  عليه  بالإعدام  وكان  قبره  محفورا  قبل  أن  ينطق  القاضي  بالحكم  لأن  الطاغية  الأكبر بومدين  كان  قد  أعطى  أوامره  للقاضي  بأن  ينطق  بإعدام  محمد  شعباني ، فقط  لأن  شعباني   جزائري   حر  تنبه   لخطة  بومدين  الاستراتيجية   بأنه  باع  الجزائر  للفرنسيين  حينما  رفض  أن  يكون  في  ناحيته   العسكرية   ولو  ضابط  واحد  من  ضباط  فرنسا  ، وقد  نجد  من  يَدَّعِي  أن  الذي  كان  وراء  إعدام  شعباني  هو الرئيس   بنبلة  إلا  أن هذا  الأخير أدلى  بشهادته  قبل  وفاته  بأن  الجيش  هو  الذي  قتل  شعباني  وأنه  ليس  مسؤولا  عن  ذلك  ، دليل  براءة  بنبلة من  دم  شعباني  هو  سيرة  المقبور  بومدين  منذ  15  جويلية  1961  وهو  يخطط  لتسليم  السلطة  لكبار  ضباط  الجيش  الجزائري  الذي  كان  معظمهم  من  دفعة  لاكوست  والذين  طلبهم  بومدين  من  وزير  الدفاع  الفرنسي  في  خطة  استراتيجية  جهنمية  أثبت التاريخ  أن  بومدين  والجنرال  دوغول  قد  حققوا  هدفهم  الخبيث ، وقد  كانت  إزاحة  بنبلة  من  السلطة  ضمن  الخطة  التي  أعدها  المقبور  بومدين   منذ  15  جويلية  1961  أي  قبل  ( الاستقلال  المزور )  ... واليوم  ألا  تحكمنا  مافيا  جنرالات  فرنسا  وقد  بلغوا  من  الكِبَرِ عِتِيّاً  ؟ وها هم  يتركون  مناصبهم  العليا  في ( الجيش   الجزائري ) لأبنائهم  وأحفادهم  حتى  تبقى  الصلة  وثيقة  مع  أمهم  فرنسا ... نذكر  كل  هذه  الدلائل  لنؤكد  بأن  العميل  بوخروبة  كان  هو  مؤسس  مافيا  جنرالات  فرنسا  التي  تحكمنا  اليوم  ونحن  في  2020  بالحديد  والنار .

الجيش  الذي  يحكمنا  هو  من  نسل  فرنسي  أبا  عن  جد  ؟

لا  أتحدث  عن  الجندي  الجزائري  البسيط   التافه  في  نظر  الجنرالات   الحاكمين  ،  الجندي   الذي  لم  يجد  موردا   للعيش  له  ولعائلته  ورمت  به  الأقدار  أن  ينخرط   في  صفوف  جيش  فرنسا  الحاكم  في  الجزائر ، أنا  أتحدث  عن  الذين  تسلموا  من  المجرم  الأكبر  بومدين  السلطة  ومعها  وصية  بل   شروط  الجنرال  دوغول  التي  اشترطها  على  بومدين  والتي  تشهد  عليها   وثيقة  الاستفتاء  على ( استقلال )  الجزائر  يوم  01  جويلية  عام  1962  تقول  الوثيقة  التي  وضعها  الشعب  بغباوة  في  صندوق  الاستفتاء  على  الاستقلال  الملغوم  ما  يلي  : ( هل  تريد  أن  تصبح  الجزائر  دولة  مستقلة  متعاونة  مع  فرنسا  حسب الشروط  المقررة  في  تصريحات  19  مارس  1962 )  نعم oui ... ( الرجاء  البحث  في  جوجل  عن  صورة  هذه  الوثيقة  فهي  موجودة  بالتأكيد  لونها  أصفر  وتحمل  ما ذكرته  بالعربية  وكذلك  بالفرنسية  واكتبوا  في  صفحة  جوجل  ما يلي  بالضبط  :  "صورة وثيقة الاستفتاء على استقلال الجزائر عام 1962 "   وستخرج   الوثيقة  المشؤومة  لتتأكدوا ) ... هؤلاء  الجنود  هم   شعب  مافيا  الجنرالات  الحاكمين  في  الجزائر  أي  هم  الذين  فُـرِضَ  عليهم  السمع  والطاعة  لمافيا  الجنرالات  أو  الموت ،  نحن  لا نتحدث  عن  هؤلاء  الجنود  البسطاء  الذين  لا  يعرفون  مصير  سفينة  الجزائر أين  يتجه  ، فهم  عُمْيٌ  صُمٌّ   بُكْمٌ  يعيشون  تحت  ( صباط)  مافيا  الجنرالات  مثلهم  مثل   بقية  الشعب.... نحن  نتحدث  عن  كبار  الضباط  الذين  لا يعرفون  الجزائر  وليست  لهم أي  علاقة  بالجزائر كما  أنه  ليست  لهم  غَـيْرَةً  على  شعب  الجزائر  وأرض  الجزائر  وكل  ما  يُرَوِّجُونَهُ  حول  الدفاع   عن  الجزائر  فهم  يقصدون  الجزائر  التي  تسلموها   خرابا  يبابا  من  مؤسس  مافيا  الجنرالات  المقبور  بومدين  وأقسموا  أن  يحافظوا  على  خرابها  كما  جاء  في  وصية  الجنرال  دوغول  لحليفه  هواري  بومدين  ،  وقد  نجحوا  في  ذلك  مثل  نجاحهم  في  تربية  كروشهم   المتدلية  ،  فحاشا  لله   أن  يكون  أمثال  خالد  نزار  جزائريا  وقد  اعترف  بعظمة  لسانه  أنه  التحق  بالمدرسة الحربية سان  مكسان  (Saint-Maixent) عام  1955  أي  بعد  قيام  ثورة الفاتح  من نوفمبر 1954  وفر  من  الجيش  الفرنسي  - كما  ادعى -  والتحق  بالثورة  عام  1958  مع  العلم  أن  والده  كان  في  الجيش  الفرنسي  برتبة ( سارجان )  ومعلوم  أن كل  جزائري  في  ذلك  الوقت  كان  فرنسيا  حسب  دستور الجمهورية  الفرنسية  الرابعة  ،  فوالده  سارجان  فرنسي  ضمن  الجيش  الفرنسي ،  وهل  مثل  خالد  نزار  يمكن  أن  يقبله  جزائري  حر  مثل  المرحوم  العقيد  محمد  شعباني  الذي  يحمل  رتبة  أصغر  عقيد  (  كولونيل ) في جيش  جزائر  ما  بعد  الاستقلال  ؟  طبعا  لا  وألف لا ... لكن  أحرار  الجزائر  كانوا  يُـقْــتَــلُونَ  ويتم  اغتيالهم  في  زمن  الطاغية  المقبور هواري بومدين ...  

الجيش  في  كل  دولة  هو  العمود  الفقري  للدولة  ،  وهو  حامي  حِمَاهَا  ،  لذلك  نقول  :  (  الجيش  حامي  حمى  الوطن )  ومن  ذلك  نفهم  أن  مكانه  هو  حدود  مجال  الوطن  وليس  تدبير  شؤون  الشعب  اليومية  والسيطرة  على  مداخيله  المالية  ، فالجيش  هو  أحد  مكونات  المجتمع  وليست  له  أي وصاية  على  الشعب  لأن  الشعوب  التي  تحترم  نفسها  لا  تترك  أبدا  أبدا  أمورها  في  يد  الجيش  ،  وكل  شعب  سلم  زمام  حكمه   للجيش  فهو  شعب  مُسْتَعْـبَدٌ  أي  (  عَـبْـدٌ )  لأتفه  عنصر  في  الجيش ،  والجيش  بحكم  طبيعته  جاف  المعاملة  فَـظٌّ   غليظ  القلب ، قال  تعالى  في  سورة  آل عمران  الآية  159  مخاطبا  محمدا رسول  الله  صلى  الله  عليه  وسلم  قائلا  له : "  فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين "  صدق  الله  العظيم ... لذلك  فالشعب  الجزائري  اليوم  يقوم  بثورة   ضد  (  الحكرة )  والظلم   وفظاظة  المعاملة  التي  يلقاها  من  الجيش ...

عود  على  بدء :

إن  شعار  حراك  22  فبراير  2019  الذي  يقول : (  مدنية  لا  عسكرية )  هو  موجه  لعصابة  مافيا  الجنرالات   الحاكمة  في  الجزائر ،  وقد  كانت  سلسلة   الحِـيَلِ  والمراوغات  من  أجل  استعادة  كراكيز  العصابة  استنساخ  عصابة  جديدة  من  كراكيز  العصابة القديمة   ،  كان  ذلك  دليلا  على  أن  مخطط  المجرم  الأكبر  لا  محيد  عنه  أبدا  ولن  تتخلى  عنه  عصابة   العسكر  الحاكمة  ،  ويبدو  أن  الاستعمار  الفرنسي  قد  فَـطِنَ  لغباوة  عصابة  العسكر  في  استمرارها   على  نفس  النهج  القديم  لتنفيذ  مخطط  ( دوغول /  بومدين )  حيث  كان  من  المفروض  بعد  57  سنة  من  تنفيذ  المخطط  المعلوم  أن  يكون  لمافيا  جنرالات  الجزائر نوع  من  الذكاء  لإعادة   صياغة   المخطط   المشؤوم  يحتفظ  بجوهر  مخطط  ( دوغول /  بومدين )  مع  التفكير  في  تغيير  الأسلوب أو  الطريقة  بعد  57  سنة  على  تنفيذ   المخطط  بنفس  المنهج  القديم  ،  لكن  غباء  مافيا  جنرالات  الجزائر  بعدم  التفكير  في  إعادة  النظر  في  تنفيذ  المخطط  المعلوم  مما  أدى  إلى قيام  حراك  22  فبراير  2019  وهو  ما   أثار  حفيظة  فرنسا  مما  جعل  الرئيس  الفرنسي  يصفع  مافيا  جنرالات  الجزائر  وينبههم  لغباوتهم ،  ونجد  ذلك  واضحا  في   تواصل السلطات الفرنسية  متابعتها  لتطورات الحراك الشعبي في الجزائر، وهو ما ظهر في بداية الحراك حينما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "فترة انتقالية لمدة معقولة"  في  الجزائر ،  كما  ظهر  ذلك في تصريح  وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان  قائلا  " بأن فرنسا تأمل في أن يتم سريعا إطلاق دينامية جديدة، من شأنها تلبية التطلعات العميقة للشعب الجزائري".....  فكأن  الدولة  الاستعمارية  السابقة   قد  بدا  لها  أن  الأمر  سيخرج  من  يد  مافيا  الجنرالات  الذين  هم  في  الحقيقة  جنرالاتها  وهي  التي  وضعتهم  على  رأس  السلطة  في  الجزائر  في  إطار  مخطط  ( دوغول /  بومدين )  ،  لكنهم  جنرالات  أغبياء  ،  ففرنسا  كانت  قد  اتخذت  موقفا  من  العشرية  السوداء  في  صالح  قائد  المجازر   خالد  نزار  نذكر منها   مجازر ( الرمكة 1200  قتيل  ) ( بنطلحة  بالعاصمة  200  قتيل ) ( مجزرة  الرايس  بالعاصمة  800  قتيل )  وغيرها  كثير ،  لقد  كان  موقف  فرنسا  مع  هذه  المجازر  لأن  السلطة  كادت  أن  تفلت  من  أيادي  مافيا  الجنرالات ،  أما  اليوم  فموقف  فرنسا  من  حراك  الشعب  يوم  22  فبراير  2019  كان  يدل  على  استغباء  مافيا  الجنرالات  الحاكمين  في  الجزائر لأنهم  تجمدوا  طيلة  57  سنة  في  أسلوب  (  حُكْمٍ  واحدٍ )  ولم  يُطَوِّرُوا   مؤامرة  ( دوغول /  بومدين )  ضد  الشعب  الجزائري  بالاحتفاظ  على  جوهرها  مع  التصرف  في  بعض  الشكليات  التي  لا تمس  جوهر  المؤامرة ...

فهل  بعد  كل  ما  ذكرنا  نسمح  لأنفسنا  بالقول  بأن  الجيش  الجزائري  وخاصة  كبار  ضباطه  هم  امتداد  لجيش  جبهة  التحرير  الوطني  قبل  انقلاب  15  جويلية  1961  على  الشرعية  الثورية  للمجرم  الأكبر  هواري  بومدين ؟  كلا  وألف  كلا ... لا  علاقة  لهذا  الجيش  بالمجاهدين  الشرفاء  الذين  سنذكر  بعضهم  على سبيل  الذكر  وليس  الحصر  ونعتذر  لعوائل  الذين  لم  نستطع  ذكر  أسمائهم  وذلك  لن  يمس  من  قدرهم  وهم  شهداء  عند  ربهم   أحياء  يرزقون  وينعمون  في  جنات  الخلد  مع  الأنبياء  والصالحين  وحسن  أولئك  رفيقا  ،  ،  فهؤلاء  الذين  يحكموننا   اليوم  لا  علاقة  لهم   بالجيش  الذي  كان  مكونا  من  أمثال  :  العربي  بن مهيدي – بشير جبارة – أحمد زبانة – سليماني  سليمان – امحمد بوقرة – العقيد محمد  شعباني – حسيبة  بن بوعلي – عباس لغرور  -  العقيد  لطفي – عبان  رمضان – ديدوش مراد – زيغود  يوسف – علي لا بوانت -  عميروش آيت  حمودة -  مصطفى بن  بولعيد – مصطفى  تشاكر ... الخ الخ الخ  وعددهم  أكثر من  مليون  ونصف  مليون  شهيد  ... كلا  وألف  كلا ... لا  علاقة  لجيش  عبيد  مافيا  الجنرالات  الحاكمين  اليوم  ونحن  في  2020  بالمجاهدين  الشرفاء  الذين  ذكرنا  بعضا  منهم  وهو  قليل  جدا ،  فمن  يريد  أن  يلطخ  سمعة  الجيش  الجزائري  الأصيل  الذي  هو  من صلب  جيش  التحرير  الجزائري  قبل  انقلاب  هواري  بومدين  في  15  جويلية  1961  على  الشرعية  الثورية  ،  فما  عليه  إلا  أن  يعتبر  جيش  2020  الجزائري  هو  سليل  جيش  جبهة  التحرير  إن  في  ذلك  إهانة  لشرفاء  المحاربين  والمجاهدين  الأتقياء  الذين  وهبوا  حياتهم  من  أجل  الوطن  وليس  من  أجل  أهداف   المافيوزي  الجبان   الذي  لم  يطلق  رصاصة  واحدة  ضد  الاستعمار  ومؤسس  مافيا  الجنرالات  الحاكمين  على  الجزائريين  المقبور هواري بومدين الذي  خنق  الثورة  الجزائرية .

الشعب  الحر  الأبي  عليه  أن  لا  يردد  أبدا  شعار ( الجيش الشعب  خاوا  خاوا )  ففي  ذلك  مساس  بكرامة  جيش  الشعب  الحقيقي  الذي  سيأتي  يَـوْمٌ   نحقق  فيه  أُمْنِيَةَ  المرحوم  محمد  شعباني   لتطهيره  من  عصابة  جنرالات  فرنسا  وما  ذلك  على  الله   ببعيد ... وعلى  أحرار  الجزائر أن لايمجدوا  عسكر  فرنسا  الحاكم  في  الجزائر  ويرفع  شعار (  الجيش الشعب  خاوا  خوا  )   كأنكم  تقولون  (  الشعب  الجزائري  والاستعمار  الفرنسي  خاوا   خاوا  ) !!!!!

ومع  كامل  اعتذاري  لكل  جندي  في  صفوف  الجيش  اليوم  ونحن  في  2020  يجد  في  قرارة  نفسه  أنه  حر  طليق  من  عبودية  جنرالات  فرنسا  ويتمنى  أن   تتاح  له  فرصة  تغيير  هذا  الطاغوت  المسيطر  على  الجزائريين ...

وإننا  لمنتظرون .....

 

 

سمير كرم خاص  للجزائر تايمز