في زمن العولمة نقول العالم اصبح قربة صغيرة تعبيرا عن اتصال البشر ببعضهم عن بعض عن طريق شبكة الإنترنت  بالصوت والصورة رغم تباعد المسافات.لكن ماحدث بعد اجتياح وباء كورونا المستجد  زرع  داخل كل منا الاحساس بأننا نعيش في حي صغير وليس قرية ،في سفينة واحدةكما صرح بذلك وزير الداخلية .اما أن نطفو معا او نغرق معا.

في السابق،كانت معظم الكوارث الطبيعية  تكون من نصيب دول الجنوب(النامية).وكان الإعتقاد السائد  هو ان الاغنياء وذوي النفوذ  لا تمسهم الكوارث ولا تصيبهم بحكم امتلاكهم للنفوذ و المال عكس الدول النامية والفقيرةالتي لا تملك ما يملكه الأغنياء  وبالتالي تحصل على نصيب الاسد في الكوارث من جفاف ،مجاعات وامراص كالملاريا والكوليرا...وصراعات طائفية.

كل هذا اصبح الآن في خبر كان مع ظهور وباء كورونا العابر للقارات.هذا الوباء استهدف بشكل مباشر الصين وبعدها إيطاليا الجريحة واسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية ودول آسيا وافريقيا ..

ان وباءكورونا المستجد فرض على كل شعوبالعالم  لزوم البيوت والتنقل بشروط وضعتها السلطات العمومية لاحتواء الوباء.خطوط الطيران توقفت،الحدود أغلقت،المدارس والمهرحانات والمباريات الرياضية توقفت.كما ان وباء كورونا داهم حياتنا دون اذن مسبق وغير انماط سلوكنا وعاداتنا وشكل تحديا لنسيجنا الاجتماعي وقلب احوال المال والاعمال رأسا على عقب.

ان وباء كورونا المستجد  علمنا درسا مفيدا لا يمكن تجاهله ونسيانه هوان الخطر الذي يحاصر البشرية واحد لا يستثتي أحدا. فوباء كوروناالمستجد نبهتنا الاهتمام بالقواعد الصحية  السليمة من غسل الايدي الى استخدام المناديل الورقية واتخاد مسافة بين الناس وبعضها.

ان جائحة كورونا في نظري،قد تؤسس لمرحلة جديدة من اعادة إحياء  قيم التضامن العالمي مثل المساعدات الروسية للولايات المتحدة الأمريكية والمساعدات الصينية لايطاليا ..

لقد أعادت جائحةكورونا المستجد صياغة الركائز الاساسية والاقتصاديةوالاجتماعية والامنية للنظام الدولي الراهن وأكدت مجددا على حقيقة وهي ان الحياة البشرية في هذا العصر متشابكة ومترابطة تتأثر و تؤثر في بعضها البعض  في زمن عولمة الامراض والأوبئة. 

وخلاصة القول ،فكل دول العالم على محك التفاعل بروح التكافل والتآخي والتضامن ونكران الذات في مواجهة جائحة كورونا المستجد ويضع رجال السياسة الصراعات والحزازات جانبا ويكرسوا التعاون بعيدا عن الهويات والجنسيات.

ان مسقبل البشرية اليوم  يعتمد على التضامن والوحدة  ومد جسور التعاون  وبناء قواعد الثقة بين قوى العالم.فأزمة كورونا المستجد  دخلت التاريخ من بابه الواسع وفاق بكثير تداعيات ازمة 1929م التي انحصر تأثيرها على الدول الراسمالية ومست القطاع البنكي والاقتصادي والاجتماعي عكس وباء كورونا المستجد الذي عطل جميع الادارات وأحدث شللا في مختلف مناحي الحياة وكبد الدول خسائربشرية فاقت الى حدود الآن 900.000 ألف .

 

ان وباء كورونا المستجد كشفت بحق عن بداية مرحلة جديدة تحاول الدول تجاوز هذا النفق مجهول مستقبله



خليل البخاري